السبت 23 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
جامعة صنعاء تقاوم الظروف: التنوع لا يزال هنا
الساعة 19:25 (الرأي برس - عربي )

في ظل الحرب التي عصفت باليمن منذ أكثر من عام ونصف، وتركت آثارها المباشرة على مختلف نواحي الحياة في العاصمة، تبدو جامعة صنعاء واحدة من أهم المعالم الحيوية التي تقف في وجه التحولات العاصفة، برغم مرورها بوضع هو الأسوأ، بسبب التأثيرات المباشرة التي تركتها الحرب والأزمتان السياسية والاقتصادية على نحو خاص، والتي تهدد بتوقف العملية التعليمية برمتها. 


وخلال الأيام الماضية، كانت جامعة صنعاء عنواناً يومياً مرتبطاً بحراك أزمة الرواتب بعد إعلان نقابة أعضاء هيئة التدريس التصعيد تنديداً بتأخر مستحقاتهم المالية، وما أعقب هذا الإعلان من لقاءات تشاورية، عكست تأثير أزمة الرواتب على الأكاديميين، لكنها في المقابل، جاءت لتؤكد أن الجامعة كانت وما تزال محوراً للنشاط المدني وحتى الاحتجاجات ذات البعد السياسي. 


داخل أسوار جامعة صنعاء التي زارها "العربي"، تحافظ الجامعة على كونها محوراً حيوياً للحضور الشبابي وحتى النشاط السياسي، حيث يلتقي الطلاب بالآلاف ممن ينتمون إلى محافظات مختلفة، بصورة تعكس مقاومة المجتمع للحرب. ويتفق غالبية الطلاب الذين التقاهم "العربي" على أن وضع التعليم متدهور كنتيجة طبيعية للأوضاع، لكنهم يفخرون باستمرار وبقاء التعليم وآدائه بالحد الأدنى الذي يحافظ على بقاء العملية الدراسية، في وقت باتت فيه مؤسسات الدولة الحكومية وقطاعات الحياة المختلفة بين مدمر أو متوقف أو يؤدي وظائفه بصعوبة. تحافظ الجامعة على كونها محوراً حيوياً للحضور الشبابي وحتى النشاط السياسي


ويعكس الوضع الأمني والسياسي نفسه على وجوه الطلاب والأكاديميين، إذ يبدي بعضهم متحفظاً عن التصريح لوسائل الإعلام، ويكتفون بالتأكيد على أن سيرورة العملية الدراسية في الجامعة متأثر إلى حد كبير بوضع البلاد عموماً. ويقول الدكتور علي العمار، أستاذ قسم الصحافة في جامعة صنعاء، إن "المرحلة التعليمية في جامعة صنعاء تمر بأسوأ مراحلها نتيجة العدوان على اليمن من ناحية والوضع الاقتصادي من ناحية أخرى، بالإضافة إلى الإدارة السيئة للجامعة وكذا للتعليم العالي".

 
ويضيف لـ"العربي" أن "جميع موارد الجامعة تورد إلى البنك، ولا تستطيع الكليات صرف أي مبالغ منها، لذلك فالكليات تفتقر إلى الميزانيات التشغيلة لها، ناهيك عن عدم صرف مرتبات أعضاء هيئة التدريس نتيجة الحرب والحصار والادارة السيئة، والجامعة هي ظاهرة اجتماعية من ظواهر المجتمع انعكست عليها الأوجاع التي يمر بها الوطن اليمني، لذلك بدأت هجرات العقول اليمنية إلى الخارج بحثاً عن مكان ملائم للعيش"، ويختم تصريحه أنه "وعلى الرغم من كل ذلك إلا أن العملية التعليمية تسير على أكمل وجه في مختلف كليات الجامعة".


من جانبها، تقول الدكتور بلقيس محمد علوان (أستاذة مساعدة في كلية الإعلام)  إن العملية التعليمية في جامعة صنعاء "ما تزال مستمرة بجهود الجميع من أعضاء هيئة التدريس رغم المعاناة التي يعيشونها جراء عدم تسلمهم مستحقاتهم ورواتبهم لفترة أوصلت الكثيرين منا إلی تعذر الوصول للجامعة لأداء مهامنا التدريسية، لعدم توفر القليل من المال للمواصلات، والأمر كذلك بالنسبة للطلاب الذين يعانون المعاناة ذاتها لأن ذويهم لم يتسلموا رواتبهم". 


وتضيف أنه "في ظل المعاناة الحالية والأوضاع الخانقة اقتصادياً، فضلاً عن انعدام النفقات التشغيلية في كثير من كليات الجامعة وتعذر وصول موظفيها لمقرات أعمالهم أتوقع أن تزداد الصعوبات وقد تتوقف ليست الدراسة الجامعية فقط وإنما مظاهر الحياة العملية واليومية في البلد، ما لم تحل إشكالية تأخر صرف المرتبات عاجلاً".

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص