السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
في جامعة حضرموت... الكلمة لـ"الواسطة"
الساعة 19:17

بعد ساعات من إعلان جامعة حضرموت نتائج امتحانات القبول وأسماء الطلبة المقبولين للعام الجامعي 2016- 2017م، اشتعلت مواقع التواصل الإجتماعي بموجة من الإنتقادات التي وجهها للجامعة مجموعة من الطلاب والأكاديميين وأولياء الأمور، الذين استغربوا محدودية المقاعد الدراسية المتاحة أمام الطلاب المتقدمين من أبناء المحافظة، مقابل المقاعد الممنوحة للأفراد والشخصيات والهيئات والمؤسسات التعليمية الخاصة، علاوة على الحصة الخاصة برجال المال والأعمال ومسؤولي الدولة والكادر التدريسي في الجامعة.


إنتقادات
وتزايدت الإنتقادات الموجهة لرئاسة الجامعة بعد إعلان نتائج امتحانات القبول في الكليات ذات التخصصات العلمية. فمن بين 2165 طالباً وطالبة من المتقدمين إلى كلية الطب بتخصصاتها الثلاثة (طب بشري، صيدلة، مختبرات)، تم قبول 278 طالباً وطالبة فقط.


وانسحب الحال نفسه على تخصصات كلية الهندسة التي لم يقبل من المتقدمين إليها، البالغ عددهم 4525، سوى 392 في أقسام هندسة الإتصالات، الهندسة الكيميائية، الهندسة المدنية، الهندسة المعمارية، هندسة الحاسوب، الهندسة البترولية؛ فيما تم قبول 212 طالباً في كلية العلوم، من أصل 650 من الطلاب المتقدمين لامتحانات القبول.


وعزا مراقبون الأزمة الحالية التي تمر بها جامعة حضرموت إلى وجود هوّة كبيرة بين أعداد متخرجي التعليم الثانوي، والقدرة الإستيعابية لدى الجامعة الوحيدة في المحافظة، فيما أرجع آخرون المشكلة إلى الفساد المستشري في أروقة رئاسة الجامعة، التي تتعمد اختلاق الأزمات بغرض الدفع بالطلاب نحو "التعليم الموازي"، المكلف مادياً، والذي تتراوح رسومه من 1000 إلى 2000 دولار للعام الجامعي.


وقفة احتجاجية
وفي السياق، نفذت مجموعة من الطلاب غير المقبولين في الجامعة وقفة احتجاجية بعنوان "أعطونا حقنا بالتعليم"، احتجاجاً على ما وصفوه بالإجراءات والقرارات التعسفية الظالمة تجاههم من قبل رئاسة الجامعة، التي يتهمونها بممارسة الفساد الإداري والمالي.


وطالب المتظاهرون الجهات المختصة بسرعة إقالة رئاسة الجامعة، والوقوف أمام معضلة عدم استيعابها لأكبر عدد ممكن من أبناء المحافظة.


وتصف أم محمد الفقيه نتائج القبول الأخيرة في الجامعة بـ"المهزلة" التي يديرها مجموعة من الفاسدين، "فقد استغرب الكثير من طلاب حضرموت عدم قبولهم بالجامعة، في حين تم قبول العديد من طلاب المحافظات الأخرى (صنعاء، إب، سقطرى، وشبوة، والمهرة، وتعز، والحديدة)، وبالرغم من أنه كان من المفترض أن يتم قبول العدد الأكبر من أبناء المحافظة، قامت رئاسة الجامعة بتخصيص 20 مقعداً دراسياً لرجل الأعمال عبدالله بقشان، و20 مقعداً آخر للمحافظ أحمد بن بريك، فيما منحت لكل مدرس بالجامعة مقعدين دراسيين، أما أبناء المواطنين البسطاء فعليهم دفع مبلغ 200 ألف ريال عن كل سنة دراسية بالتعليم الموازي، على نفقتهم الخاصة".


محسوبية وفساد
ويعتقد الطالب محمد أحمد بن جمعان أن "المحسوبية والواسطة أضحت معيار القبول للولوج إلى أروقة الجامعة"، وإلا كيف نفسر "قبول 4.7% فقط من إجمالي الطلاب المتقدمين لامتحانات المفاضلة بكلية العلوم الإدارية للعام الجامعي 2016م - 2017م، والبالغ عددهم 4494، فقد تم قبول 209 طالب وطالبة منهم فقط، أي ما يعادل حوالي 4.7.%، بينهم 1658 بقسم إدارة الأعمال، و1646 في قسم المحاسبة، و746 في قسم العلوم المالية والمصرفية، و444 في قسم نظم المعلومات الإدارية".


بدوره، يتهم ولي الأمر، محمد علي، مجلس رئاسة الجامعة بتدمير مستقبل شباب المحافظة، الذين "سهروا وأرهقوا أنفسهم بالمذاكرة استعداداً للخوض في امتحانات المفاضلة والقبول بجامعة حضرموت، جامعة الواسطات، وبعد طول انتظار تفاجأوا بعدم قبولهم، رغم أن درجات أغلبهم عالية. فقد وصل الحال بالفاسدين بالجامعة إلى الدعس على مستقبل وأحلام هؤلاء الشباب الطموحين. فإلى أين تذهبون بحضرموت أيها الفاسدون؟ أما كفاكم ما أخذتموه من أموال رسوم التعليم الموازي الباهظة، رغم معاناة المواطنين وشح الموارد وظروف الحرب والأزمة الحالية".


ويدعو الطالب أسامه البيتي إلى "استئصال شأفة الفساد بجامعة حضرموت، وإلغاء قرار الإلتحاق بالدراسة عبر التعليم الموازي، وتطبيقه فقط على الطلاب الوافدين من خارج المحافظة، كما يجب، يا سادة، معالجة أوضاع العديد من طلاب المحافظة الذين تكبدوا تكاليف رسوم التعليم الموازي، إن كانت في قلوبكم ذرة رحمة تجاه طلاب وشباب حضرموت، أهل الأرض والثروة".

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً