السبت 23 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
عدن في صدمة التفجيرين: "يا غارتاه"!
الساعة 19:45 (الرأي برس - عربي )

يتواصل في عدن تشييع جثامين قتلى التفجير الإنتحاري الذي استهدف، يوم أمس، معسكر الصولبان في مديرية خورمكسر، والذي ارتفعت حصيلته، اليوم الإثنين، إلى 53 قتيلاً و63 جريحاً.

وشيعت مديرية كريتر وحدها، عصر أمس، 18 جندياً قضوا جميعاً في التفجير، الذي تبناه تنظيم "الدولة الإسلامية"، معلناً أن منفذه هو "أبو هشام الردفاني".


بعض تفاصيل التفجير وما أعقبه يرويها شهود عيان، منهم أحد المجندين الناجين من الحادثة. يقول كمال شايف إن "شاباً توغل بين زملائه، وهو يردد بصوت عال (يا إخواني قلنا ممنوع التجمع. لا تتجمعوا)، ولحظة توسطه لجموع المجنّدين قام بتفجير نفسه ممزقاً أجساد عشرات من زملائه". ويوضح شايف أن "أجساد زملائه حالت بينه وبين موت محقق حيث كان موقعه قريباً جدّاً من مكان التفجير الذي كان مهولاً".


وينتسب أغلب قتلى التفجير إلى محافظتي عدن والضالع، وقد جرى دفنهم في مقابر متفرّقة بعدن. ويفيد مقربون من أسر الضحايا،  بأن "أجساد الشباب القتلى تشوّهت بفعل قوة التفجير ما صعّب مهمّة التعرّف عليهم". 


وتتحدث معلومات عن أن مسنّة توفيت عقب مشاهدتها جثّة ابنها مسجية أمامها في مستشفى الجمهورية التعليمي، فيما يروي طبيب مساعد يعمل في مستشفى الجمهورية لحظات مرافقته لصديقه الشاب، الذي كان يبحث عن والده بين الأشلاء والجثث التي تكدست في ثلاجة الموتى لمرات عديدة دون فائدة، إلى أن تمكن من التعرّف على أقدام والده من خلال حذائه، وهو كل ما بقي من جسده، فراح الشاب يحتضن الحذاء بقوّة. مشهد يقول مساعد الطبيب إنه أبكى كل من حضر ذلك الموقف المحزن.


وبدت ردود الفعل الشعبية، عقب التفجير، غاضبة وغير مستوعبة لسقوط أكثر من 100 قتيل وعشرات الجرحى في مكان واحد، في عمليتين انتحاريتين لا تفصل بينهما سوى أيام قليلة. وفيما تحدث خبراء أمنيون عن صعوبة إحباط التفجيرات الإنتحارية التي ينفذها أفراد، خاصّة إذا ما تواجدوا في مناطق تشهد زحاماً شديداً، استغرب نشطاء وإعلاميون رواية الحكومة بشأن التفجير، مطالبين باتخاذ الإجراءات الكفيلة بوقف نزيف الدماء. 


واعتبر الكاتب الجنوبي، منصور صالح، أنه "إن سلمنا بأن داعش هو من يقف وراء هذه الأعمال، فإنه سيستمر ولن تتمكن دولة ضعيفة من وقفها، ومواجهة داعش لن تنجح إلا بدعم دولي كبير كما هو حاصل في الموصل وسوريا ومناطق أخرى من العالم"، مضيفاً أنه "إذا كان المخلوع أو أحد حلفائه فعلاً هم من يقف خلف هذه الجرائم فإن مواجهتهم لن تتم إلا بتقليم أظافر رجالهم في الجنوب، أكانوا في إطار سلطة الشرعية أو كخلايا نائمة أو أحزاب داعمة"، مشدداً على أهمية "وحدة الصف الجنوبي وتعزيز لحمته، فالخطر لن يستثني أحداً". لم يستوعب أهالي عدن سقوط أكثر من 100 قتيل في أيام قليلة


واستهجن الكاتب صلاح السقلدي، من جهته، تصريحات وزير الداخلية، حسين عرب، عقب الحادثة، "مع أن العملية تمت أمام منزل القائد وليس أمام المعسكر، بالإضافة إلى أن قيادة القوات الخاصة أكدت في بيان لها أنها أبلغت إدارة الأمن بموعد صرف المرتبات. أي أن العملية كانت لصرف مرتبات بعكس كلام عرب"، متسائلاً "هيا أيش هذا الخبيط يا سوق السمك؟".


وكان الرئيس عبد ربه منصور هادي استدعى كافة القيادات الأمنية في محافظة عدن، وحمّلهم مسؤولية الأحداث التي وقعت أمس، ووجه باعتمادات مالية للجنود القتلى والجرحى، مشدداً على ضرورة زيادة الإحترازات الأمنية في عدن للحيلولة دون تكرار مثل هذه الحوادث. 


وقام وزير الداخلية ومدير أمن عدن، شلال شائع، وقائد المنطقة العسكرية الرابعة، بدورهم، بزيارة جرحى التفجير في عدد من المشافي التي يرقدون فيها، فيما أصدرت قيادة القوات الخاصة في عدن بياناً أوضحت فيه ملابسات التفجير الذي وقع أمام منزل قائد القوات الخاصة، العميد ركن ناصر السريع العنبوري. وأكد البيان "أننا وضعنا خطة أمنية متكاملة تشمل خمسة حواجز أمنية للتفتيش، وتم عمل جدول زمني محدد للصرف حسب الوحدات والأقسام المعنية بذلك، وتم إرسال نسخة من جدول الصرف إلى عمليات إدارة أمن عدن، وتم تبليغ جميع رؤساء الوحدات والأقسام بإلزام أفرادهم بالحضور حسب الجدول المحدد، ولكن تفاجأنا بحضور الآلاف من الأفراد من جميع الوحدات والأقسام من المرور والبحث والنجدة والدفاع المدني المنشآت وجميع أقسام شرطة محافظة عدن". وأضاف أنه "وعند الساعة السادسة صباحاً تم إدخال 1200 فرد بعد أن تم توزيع أرقام خاصة بهم للدخول، وذلك بعد أن خضعوا للتفتيش الدقيق وإيصالهم إلى المبنى الذي تتم فيه عملية صرف المرتبات، وبعد ذلك قامت قوة من أفراد قوات الأمن الخاصة مكونة من ثلاثة أطقم عسكرية مدعومة بالسلاح المساند، الدوشكا، بإبلاغ المتجمعين بالإنصراف وأن الصرف حسب الجدول الزمني المحدد، ولكن دون جدوى، وهو ما دفع الأطقم العسكرية إلى إطلاق الدوشكا والرصاص الحي بالجو لتفريق المتجمعين، وبالفعل تفرقوا وابتعدوا عن الحاجز الأول حوالي 50 متراً، وبعد ذلك عادوا من جديد وتم تفريقهم بنفس الطريقة واستمر الحال على هكذا حوالي ثلاثة مرات".


وأشار إلى أنه "عند الساعة الثامنة صباحاً تسلل شخص بين المتجمعين عند الحاجز الأول يرتدي حزاماً ناسفاً وانفجر بهم، ما أدى إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى". 


وأبدت قيادة "الحزام الأمني"، من جانبها، "استعدادها للضرب بكل قوة ضد الخلايا الإرهابية المدعومة من صنعاء"، داعية المواطنين إلى "تفّهم واستيعاب الإجراءات الأمنية التي تتخذها قوات الأمن بعدن وعدم النواح"، في إشارة إلى المداهمات التي تقوم بها وحدة التدخل السريع التابعة لـ"الحزام" أثناء إجراءات القبض على مشتبهين بالإنتماء إلى التنظيمات الجهادية.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص