- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- اعتبروه أحد أفضل الأطباء.. يمنيون يشيدون بالدكتور المصري هشام إبراهيم (تفاصيل)
- عقوبات أمريكية على شركة سورية تموّل الحوثيين من إيرادات بيع النفط الإيراني
- دورات طائفية باشراف إيران للوكلاء الحوثيون الجدد!
- محلات عبدالغني علي الحروي تعزز تواجدها في السوق العالمي بالتعاون مع شركة هاير
- الحوثيون في إب يسجلون في مدارسهم طفل الصحفي القادري المخفي لديهم بإسم غير إسم أبوه
- علي سالم الصيفي ودورة في تمويل داخلية الحوثيين و الاستحواذ على 200 مليار ريال سنوياً
- إتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين توعد قيادي حوثي بتصفية الصحفي فتحي بن لزرق
- بيان ترحيب من منصة (p.t.o.c) بفرض عقوبات امريكية على قيادات حوثية متورطة في جرائم منظمة وتهريب الاسلحة
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) تصدر تقريرها الجديد «الكيانات المالية السرية للحوثيين»
- إسرائيل تدعو السفن التجارية المتجهة لميناء الحديدة بتحويل مسارها نحو ميناء عدن
لم تعد صنعاء بعيدة عما حلّ بسكان مديرية التحيتا وفرع العدين في محافظة الحديدة من عوز وجوع، بل إن كافة المظاهر تؤكد أن ظاهرة المجاعة باتت تطرق أبواب العاصمة، فبينما تكافح الآلاف من الأسر الفقيرة والمعدمة في صنعاء من أجل البقاء، انهارت أسر أخرى وأصبحت تعيش الجوع وتتعايش معه غصباً.
أوضاع معيشية قاسية يعيشها فقراء صنعاء الذين كانوا يشكلون قرابة الـ 40 % من إجمالي سكان العاصمة التي تحتضن أربعة ملايين نسمة، وفي ظل غياب أي دور دور إنساني للمنظمات الدولية في تقديم المساعدات الغذائية للمعدمين تردّت أوضاع الكثير من الأسر وانتقلت إلى مرحلة الجوع.
مواجهة الخبز
واجهت الآلاف من الأسر الفقيرة في حي مذبح أحد أكبر الأحياء العشوائية في العاصمة صنعاء، تردي الأوضاع المعيشية ببيع المدخرات والتقشف، إلا أن الكثير من تلك الأسر استنفدت مدخراتها وأصبحت تعيش في حالة صراع من أجل البقاء.
محمد (35 عاماً) فقد عمله في معهد خاص للتدريب في العاصمة، يقول "لم أكن أتوقع أن يوماً ما سيأتي وأنا لا أمتلك قوت يومي، عشت لأشهر وأنا أبحث عن مبلغ مالي لتوفير أدنى متطلبات العيش الكريم، فأجبرت على بيع بعض المدخرات ومن بعد ذلك بعض الأثاث المنزلي لشراء الخبز لأطفالي الأربعة". ويضيف محمد "اضطريت للعمل بأي مجال ولكن دون جدوى، وأخيراً استأجرت دراجة نارية لأعمل عليها لأكسب كسرة الخبز".
مظاهر الجوع
خارطة الجوع بدت واضحة من خلال مظاهر تصاعد أعداد المتسولين في شوارع وجولات صنعاء وارتفاع أعداد الباحثين عن بقايا طعام من براميل النفايات، وخصوصاً في المناطق القريبة من العشوائيات التي تعدّ مواطن الفقراء والمعدمين، وبينما تكافح الكثير من الأسر للحصول على الغذاء، تخفي أخرى صراعها مع الجوع.
وبسبب الجوع ارتفعت ظاهرة الإغماء في أوساط طلاب المدارس الابتدائية في العاصمة صنعاء في الآونة الأخيرة، لتكشف عن وجود آلاف الأسر العفيفة تعايش المأساة بصمت دون أن تمد يدها لطلب المساعدة.
مؤشر كارثي
المعلم في مدرسة "الحسن" في منطقة مذبح، عبد الله الهمداني، أكّد رصد عدد من حالات الإغماء في أوساط الطلاب في الفترتين الصباحية والمسائية خلال الفترة الماضية بسبب عدم تناول الطعام في المدرسة. وأشار الهمداني في تصريح لـ"العربي" إلى رصد حالات مماثلة في مدارس حكومية أخرى، مضيفاً أن آلاف الأسر "أصبحت تكافح من أجل البقاء بأي وسيلة، وأخرى أجبرت على تناول وجبة إلى وجبتين في اليوم الواحد بعد أن عجزت عن توفير الطعام". واعتبر تصاعد مظاهر العوز والجوع في ظل غياب أي حلول سياسية للصراع مؤشراً كارثياً بامتياز.
مبادرات إنسانية
مبادرة "لأجلهم" المكونة من عدد من الناشطين في المجال الإنساني نفذوا مشروع "إطعام" لتوفير وجبة إفطار للطلاب والطالبات المحتاجين، إلا أن المشروع الذي بدأ بثلاث مدارس في أمانة العاصمة صنعاء، يواجه صعوبات كبيرة. مسؤولو المبادرة أكّدوا لـ"العربي" تلقيهم بلاغات بوجود عشرات حالات الإغماء في أوساط الطلاب والطالبات بسبب الجوع لاعتمادهم على وجبة واحدة فقط بسبب العوز، وهو ما دفع أعضاء الحملة للانتقال للمدارس وتحديد احتياجات الطلاب، وخلال الشهر الأول تم توزيع سندويشات ووجبات خفيفة لمئات الطلاب بتمويل من فاعلي خير، ولا تزال الحملة مستمرة للتخفيف من معاناة الطلاب.
تداعيات حرب
وكيل وزارة الصحة العامة في صنعاء، الدكتور ناصر العرجلي، شدد على أن عدة عوامل تسببت بتردي الأوضاع المعيشية للمواطن اليمني في العاصمة والمحافظات، وأشار إلى أن "الحرب كان لها تداعيات إنسانية مأساوية على مختلف الصعد أدت إلى انتشار معدلات سوء التغذية الحاد والوخيم في عدد من المحافظات وتفشي المجاعة أيضاً".
ولفت العرجلي في تصريح إلى أن العاصمة صنعاء التي يقطنها 4 ملايين نسمة لن تكون بمنأى عن تأثيرات الحرب، موضحاً أن ما تردد عن ارتفاع ظاهرة الإغماء في أوساط طلاب المدارس "يعكس الحالة الإنسانية التي تعايشها الآلاف من الأسر في العاصمة في ظل غياب دور المنظمات الإنسانية في القيام بدورها في تقديم المساعدات الغذائية والدوائية للفقراء والمحتاجين".
وفي ذات الاتجاه، قلّل مصدر مسؤول في مديرية الصحة المدرسية بأمانة العاصمة صنعاء من خطورة تلك الظاهرة، مرجّحاً أن تكون نتيجة لتقلب الجو خصوصاً في ظل قدوم الشتاء مصحوباً ببرد قارس.
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر