السبت 23 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
الغارات تتكثف في محيطه... جامع الصالح هدفاً لـ"التحالف"؟
الساعة 22:33 (الرأي برس - عربي )


لم يعد جامع الصالح أفضل حالاً من اليمنيين الذين يعانون استهدافاً ممنهجاً بمختلف الطرق، بل تحول الجامع، الذي جمع الأصالة بالمعاصرة والفن المعماري بالإرث الإسلامي قبل أن يجمع الزيدية بالشافعية والصوفية بالإسماعلية في رحابه، إلى هدف لطيران "التحالف العربي".


الجامع الواقع بالقرب من ميدان السبعين، أحد أكبر ميادين صنعاء، والذي يبعد قرابة الـ4 كيلو متر من دار الرئاسة، أقر الرئيس السابق، علي عبد الله صالح، مشروع تنفيذه في العام 1998، وبعد ثلاث سنوات بدأت أولى خطوات تنفيذ المشروع ليستمر بناؤه وتشييده ثماني سنوات. افتتح في الخامس من سبتمبر 2008، ويُعدّ درة معمارية نفسية لا مثيل لها في العاصمة صنعاء.


الجامع من الداخل
تبلغ المساحة التي بني عليها الجامع 224 ألفاً و821 متراً مربعاً، ويتسع لنحو 45 ألف مصلّ في الداخل والخارج، وله ست مآذن أربع منها بطول 100 متر، واثنتان بطول 80 متراً، كما يحتوي على 23 قبة مختلفة الأحجام، موزعة بإحكام على مختلف زواياه. وتبلغ مساحة قاعة الصلاة الرئيسة في الجامع 12883 متراً مربعاً، وتتسع لنحو 20 ألف مصلّ، ويكسو أرضيتها الرخامية سجاد باللون الأزرق، ويتراوح ارتفاع سقف الجامع بين 21 و24 متراً.


تزخرف الجامع من الداخل أسقف من خشب السنديان الأحمر المنقوش، تتألف من عدة طبقات متدرجة إلى أعلى. وتتوسط سقف الجامع نماذج بديعة ونادرة من التيجان والأقواس المجصصة. والثريات المتدلية من السقف والقباب، بأحجامها وأشكالها المختلفة، صُنعت من الكريستال الخالص والنحاس المطعّم بالبلاتينيوم للحفاظ على رونقه ولمعانه، وتزن أكبر نجفة في الجامع تتدلى من القبة الكبرى 4.5 طن وتحتوي على 81 فانوساً. خلال الأيام الماضية، كثف طيران "التحالف" غاراته على محيط الجامع


ويضم الجامع 15 باباً، خمسة منها شرقية، وخمسة جنوبية، ويبلغ عدد النوافذ 24 نافذة بنفس ارتفاع الأبواب، عليها زخارف إسلامية. وتبلغ عدد العمدان العملاقة نحو 112 عموداً، منها 68 عموداً دائرياً وسط الجامع، و40 عموداً جدارياً، و4 عمدان ركنية. ويضم الجامع كلية الصالح لعلوم القرآن التي تتكون من ثلاث طبقات بمساحة 7.8 ألف متر مربع، ومصلى النساء بمساحة 1288 متراً مربعاً، وصالة تشريفات، ومكتبة علمية ومعرفية.


النفق السري
يوجد في جامع الصالح نفق سري تم إنشاؤه بعناية، ومجهز بالإنارة ووسائل التهوئة، ويربط النفق بين الجامع ودار الرئاسة في النهدين. كان يستخدمه الرئيس السابق، علي عبد الله صالح، إلا أن هادي لم يكن يعلم بذلك، وتسبب الكشف عن النفق عام 2013 بأزمة جامع الصالح بين الرئيس السابق وخلفه، والتي كادت أن تتسبب باندلاع مواجهات عسكرية مباشرة بين الطرفين.


مزار يومي
رغم استمرار الغارات في منطقة النهدين القريبة من جامع الصالح، والتي يتواجد فيها دار الرئاسة الذي أصبح أثراً بعد عين، إلا أن الجامع لا يزال مزاراً يومياً للمئات من الأسر اليمنية التي تقصده للتفسح في حدائقه ومساحاته الخضراء، التي تغذيها بالمياه شبكة ري حديثة على مدار الساعة، وكذلك للصلاة. 


أضرار الغارات
خلال الفترة الماضية من الحرب وتصعيد "التحالف" غاراته على منطقة النهدين القريبة من الجامع، لحقت بالأخير أضرار جزئية، إلا أن اقتراب الغارات من الجامع ضاعف من تلك الأضرار؛ حيث تسبب ضغط الغارات بتخلع مختلف نوافد الجامع البالغة 30 نافذة، مما حدا بالإدارة إلى استخدام أغطية من البلاستيك لإغلاقها. كذلك، أدت الضربات إلى تدمير معظم قمريات الجامع المصنوعة محلياً، والبالغة 1320 قمرية ما بين صغيرة وكبيرة موزعة على مختلف أجزائه وزواياه، لإعطائه رونقاً جمالياً ومنحه إضاءة من الداخل.


دائرة الإستهداف
خلال الأيام الماضية، كثف طيران "التحالف" غاراته على محيط الجامع، ما ضاعف درجات المخاطر والأضرار. الهيئة العليا لشؤون جامع الصالح دانت، في بيان صادر عنها، لأول مرة المحاولات المتكررة لـ"التحالف" الرامية لاستهداف الجامع، محملة إياه المسؤولية الكاملة عن أي تكرار لاستهداف جامع الصالح بأي شكل من الأشكال. وقال البيان "إن تكرار استهداف التحالف العربي للمنطقة المحيطة بالجامع يكشف عن محاولة استهداف الجامع وتدميره، رغم معرفته المسبقة بأن جامع الصالح ليس سوى بيت من بيوت الله، ومنارة دينية وعلمية وثقافية، ومعلم حضاري شيد بهدف أن يكون قبلة دينية وعلمية يتزود من خلالها الناس".

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص