السبت 23 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
حضرموت تنشد مجدداً: "يا حبيب سلام عليك"
الساعة 18:32 (الرأي برس - عربي )

يتميز الإحتفاء بذكرى المولد النبوي في حضرموت بطابع خاص، يتجلى في الفعاليات الدينية الروحانية الأصيلة التي ارتبطت بالمناسبة منذ القدم، كجزء لا يتجزأ من الموروث الثقافي الحضرمي.


"شهر المَوَالِد" 
لا يقتصر احتفاء أهالي حضرموت بذكرى المولد النبوي على يوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول فحسب، فالإحتفاء بهذه المناسبة يستمر على مدار الشهر الذي يطلق عليه مسمى "شهر المَوَالِد"، نسبة إلى تعدد قراءات قصة المولد في مساجد حضرموت كافة. إذ تعارف الناس على تقسيم أسابيع هذا الشهر وأيامه على عدد المساجد في كل مدينة ومنطقة، ليتم تحديد موعد إقامة المَولِد في هذا الجامع أو ذاك، وبذلك يتسنى للجميع حضور المناسبة في أكثر من مكان، ولتظل روزنامة الإحتفاء مكتظة ومفعمة بـ"المَوالد"، علاوة على البرامج والفعاليات الدينية الخاصة بالمناسبة. 


عادات وتقاليد أصيلة 
واعتاد أهالي حضرموت في هذه المناسبة على تبادل الزيارات بين الأسر، والإلتفاف حول مائدة شهية، كعادات أصيلة دأبوا على إحيائها كلما حلت ذكرى المولد النبوي، لما لها من دور في ترسيخ الروابط الإنسانية، والتمسك بالتقاليد والقيم والقدوة الحسنة للأجيال الناشئة، وفق ما يعتقدون. ترتبط مناسبة المولد النبوي بعدد من الطقوس الدينية الروحانية


وترتبط المناسبة أيضاً بعدد من الطقوس الدينية الروحانية، التي تتنوع مظاهرها بين تلاوة القرآن، ومجالس العلم، وقراءة السيرة النبوية. ومن التقاليد الراسخة أثناء تلك الفعاليات ترديد الأناشايد والمدائح النبوية، وإيقاد البخور الحضرمي المشهور برائحته الطيبة المميزة، والإهتمام بختم القرآن وتلاوة الأذكار، بالإضافة إلى تنظيم حفلات دينية في عدد من الزوايا والأضرحة، التي تعيش على مدار أيام الشهر لحظات روحانية في أجواء من التآخي والتآزر. وما إن تحل المساءات، حتى تبدأ المآذن بترديد هذه مدائح "يا نبي سلام عليك، يا رسول سلام عليك، يا حبيب سلام عليك، صلوات الله عليك".


وفي هذا الإطار، يؤكد الباحث والمؤرخ، جعفر محمد السقاف، أن "أهالي حضرموت توارثوا، منذ قرون طويلة، هذه السنة الطيبة والعادة المباركة، وهي الإحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإظهار الفرح بعيد مولده الشريف، لما في ذلك من رمزية عميقة على حب الرسول الأكرم، وشدة التعلق به، والإفتخار بالإنتساب إلى دينه وشريعته، وعلى هذه الطريقة، سارت مدرسة حضرموت الدينية حاملة لراية الإسلام في كل بقاع العالم، منتهجة مبدأ الوسطية والإعتدال". 


طابع خاص 
وللإحتفاء بالذكرى هذا العام طابع خاص في عموم حضرموت، وفي مدينة المكلا بشكل خاص، لا سيما بعد خروج تنظيم "القاعدة" من المدينة، أواخر أبريل 2016م. فقد عمد عناصر التنظيم إلى منع معظم الفعاليات الدينية، إضافة الى نبش القبور وتهديم الأضرحة والمعالم الدينية البارزة في المكلا، إبان سيطرتهم على المدينة. وفي هذا الصدد، يصف الباحث عبد السلام باوزير فترة سقوط المكلا بقبضة التنظيم بأنها "كانت فترة صعبة ومأساوية، فقد جثم التنظيم على روح المدينة الحالمة، وكاد أن يكبت نسائمها الإيمانية، من خلال ممارساته القمعية الظلامية تجاه كل شيء جميل، وبالأخص تجاه مدرسة حضرموت الدينية التي حاول التنظيم طمس ملامحها المتجذرة تاريخياً دون جدوى، لذا تكتسب مناسبة الإحتفال بذكرى مولد خير البشر، هذا العام، طابعاً خاصاً في نفوس أبناء المكلا، الذين بادروا إلى إحياء المناسبة ببرامج وفعاليات متنوعة".

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص