تبادل مالكو شبكات الـ"واير لس" في العاصمة صنعاء وشركة "يمن نت" العامة للإتصالات الإتهامات بشأن الإستغلال؛ فأصحاب الشبكات الخاصة المزودة بخدمات الإنترنت اللاسلكي اتهموا الإتصالات بالإبتزاز، فيما أكدت الأخيرة أن خدماتها ليست للبيع أيضاً. جدل اندلع على خلفية قيام شركة "يمن نت" الحكومية، التي تحتكر الإنترنت في البلاد، مساء الأربعاء الماضي، بإيقاف الباقة الذهبية مفتوحة التحميل، وتحويلها إلى باقة محددة التحميل بالجيجا بايت، كإجراء للحد من فوضى شبكات الـ"واير لس" التي انتشرت بشكل كثيف في كافة شوارع العاصمة والتي تصل إلى 100 شارع وحي سكني، لتنافس بخدماتها كل شركات الإتصالات المزودة بالخدمة نفسها عبر الـ3G، بقوة.

تنظيم المهنة
وفي ظل استمرار الجدل حول قانونية إلغاء العمل بالتنزيل المفتوح للخطوط الذهبية التي تقدمها شركة "يمن نت" من ضمن خدماتها، طالبت السلطات المحلية في العاصمة صنعاء مالكي تلك الشبكات بالحضور إلى مكاتب الثقافة في المديريات لقطع تراخيص مزاولة المهنة، بشرط توقيع مدراء المديريات على الترخيص. ووفق مصدر في السلطة المحلية بأمانه العاصمة فإن المؤسسة العامة للإتصالات وجهت بسحب أجهزة البيع التي تبث عبرها الخدمة وسحب كروت الخدش من نقاط البيع، في حال عدم الإلتزام بالحضور وقطع تراخيص العمل.

سجل تجاري
سعيد الوصابي، مالك إحدى الشبكات في منطقة شملان، كشف، خلال حديثه ، عن شروط إضافية تطلبها "يمن نت"، منها أن يكون لدى مالك الشركة سجل تجاري، مشيراً إلى أن ذلك الشرط مقدمة لفرض ضرائب سنوية على مالكي الشبكات وضرائب دخل وزكاة وغيرها.

وأكد أن "قيمة الإشتراك الشهري ارتفعت بعد قرار الشركة وقف التحميل المفتوح، واستبداله بسعات الجيجا بايت، والتي تقدر بـ450 جيجا للفئة الذهبية 4 Mbps مقابل اشتراك شهري بـ28 ألف ريال، و200 جيجا بايت للفئة الذهبية 2 Mbps مقابل اشتراك شهري بـ16ألف ريال"، مضيفاً أن تلك الزيادة "ستقضي على هامش الربح المالي الذي يعود على مالك الشبكة". طالبت السلطات المحلية مالكي الشبكات بقطع تراخيص مزاولة المهنة

تخفيض 
المؤسسة العامة للإتصالات ردت على الهجمة التي تعرضت لها من مالكي الشبكات بإعلانها تخفيض رسوم تغيير السرعات والفئات ورسوم النقل. وأكدت أن "الفئة الذهبية ليست مخصصة للبيع وإعادة التوزيع كخدمة"، متهمة مالكي محطات البث بـ"تحويل واستغلال تلك الميزات التسويقية لجني المكاسب والأرباح على حساب جودة وإيرادات المؤسسة"، موضحة أن "التكلفة العالية التي تدفعها لتوفير خدمات الإنترنت يقابلها عائد ضئيل تجنيه من مالكي المحطات ومزودي الخدمات".

إنتهاك وابتزاز
المهندس زكريا الكينعي، الناشط في حملة تحسين الإنترنت في اليمن، اتهم "يمن نت" بـ"ابتزاز المشتركين بالباقات الذهبية المفتوحة بتحديد رصيد الإستخدام، لإجبارهم على السداد أكثر من مرة في الشهر الواحد". ووصف الكينعي، وهو مطور مواقع ويب، في تصريح إلى ، قرار الشركة بـ"الإجراء التعسفي الذي يستهدف بشكل مباشر مقاهي الإنترنت ومالكي الشبكات اللاسلكية المنتشرة في الحارات". وأشار إلى أن "تلك الشبكات تعمل على تقديم الإنترنت للمستخدمين الذين عجزت يمن نت عن توفير الخدمة لهم في العديد من محافظات الجمهورية وبالأخص في أمانة العاصمة"، معتبراً "إجراء يمن نت انتهاكاً لاتفاقية الإشتراك بالخدمة التي تنص على تقديم خدمة الإنترنت برصيد غير محدود ولمدة شهر كامل".

إجراء قانوني
في المقابل، قال مصدر في شركة "يمن نت"، إن "الإجراء المتخذ من قبل الشركة مطلع ديسمبر الجاري لم يكن عشوائياً، بل مدروساً من قبل لجنة قانونية أوصت بتطبيق سياسة الإستخدام العادل للفئة الذهبية". ونفى المصدر أن يكون للإجراء أي تداعيات سلبية على أداء الشركات ووسائل الإعلام، لافتاً إلى أن "إلغاء التنزيل المفتوح للخطوط الذهبية كان ضرورة للحد من استغلال خدمات الإنترنت التي تقدمها الدولة من قبل مالكي الشبكات، الذين حولوا الخدمة إلى تجارة عامة تباع وتشترى في الشوارع العامة والأحياء السكنية".