السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
الوعد الـ120 بـ"تحرير تعز"... ورقة تفاوض جديدة؟
الساعة 18:35 (الرأي برس - عربي )

على مدى عامين شهدت مدينة تعز معارك طاحنة وواسعة، امتدت إلى معظم أريافها. معارك ما تزال حتى اليوم تراوح مكانها، دون أن يتمكن أي من طرفيها من حسمها. إلا أن التطورات الأخيرة في المدينة حملت بعض المراقبين على توقع حسم في تعز في الأيام المقبلة، فيما رأى فيها آخرون مجرد تكرار لعمليات الكر والفر التي لن تغير شيئاً كبيراً في خارطة السيطرة.


حسم قريب؟
يعتبر البعض أن معركة تعز باتت قاب قوسين أو أدنى من نهايتها، وما تشهده هذه الأيام من اشتباكات عنيفة وحرب مفتوحة حققت فيها "المقاومة" مسنودة بقوات الرئيس عبد ربه منصور هادي تقدماً ملحوظاً على خارطة المعركة هو الفصل الأخير من مسرحية حرب الإستنزاف في تعز، والتوجه نحو ترجيح كفة الحسم العسكري.


في هذا السياق، يعتقد الخبير العسكري، العقيد عبد الله حمود القادري، في تصريحه لـ"العربي"، أن "التحالف والشرعية على ما يبدو جادون باتخاذ قرر حسم معركة تعز عسكرياً، وأن ذلك بدأ يترجم على الأرض، بحجم الدعم المادي واللوجستي للمقاومة، والذي حققت به تقدماً ملحوظاً في كل الجبهات، فها هي اليوم تقف على أسوار القصر الجمهوري شرقاً، وعلى مشارف الستين شمالاً، وعلى مقربة من الربيعي غرباً، وباتت تقف على الأجزاء الأخيرة من تطهير الصلو والأحكوم، وتطل على الدمنة جنوباً، ولم يتبق لها سوى تطهير بقية الجيوب للمليشيات التي تقف على حدود تعز".


ويضيف أن "التحالف والرئيس هادي أدركوا أن تحرير تعز عسكرياً يشكل ورقة ضغط قد تجبر الحوثيين على الرضوخ والتنازل عن سقف مطالبهم المعرقلة للسلام، فقرروا حسم معركة تعز، وقد وجه الرئيس عبده ربه منصور هادي بإرسال تعزيزات للحسم، كما أن قرارات هادي العسكرية أيضاً تصب في مشروع الحسم".


من جهته، يتحدث العقيد الركن عبد العزيز المجيدي عن "معركة بحرية مرتقبة لتحرير الساحل الغربي"، مؤكداً، في حديث"، أن "تعز تستعد للتحرير من ثلاث جبهات الأولى ستكون من الجهة الجنوبية عبر كرش، الشريجة، الراهدة الدمنة، وصولاً إلى الحوبان، والثانية عبر الساحل الغربي باب المندب وذباب والوازعية والمضاربة وصولاً إلى المخاء بالإشتراك مع جبهة الضباب بتعز، والثالثة ستنطلق من المدينة عبر جبهاتها المختلفة، للإلتحام مع قوات الشرعية القادمة من الجنوب، خصوصاً تلك التي تتمركز في الأحكوم وحيفان والصلو والمقاطرة، بعد التحامها مع القادمة من الأقروض والشقب بجبل صبر". مراقبون: كلما ضغط على هادي بتقديم تنازلات يضغط بتحرير تعز


وتابع أن "هناك معركة بحرية ستشهدها السواحل الغربية لليمن لم تحدد مناطقها، باعتبارها أسراراً عسكرية". كما أكد أن "الرئيس عبدربه منصور هادي سيشرف بنفسه على تحرير تعز، وأنهم في الجيش الوطني تم إبلاغهم بذلك، ودعاهم الرئيس إلى رفع الجاهزية القتالية القصوى، والإستعداد لمعركة تحرير تعز النهائية ضد الميليشيات".


 

في المقابل، يرى الطرف الآخر أن معركة تعز تعني له "يكون أو لا يكون"، ولذلك فهو يتوجه إلى النكف القبلي لتحشيد تعزيزاته، وتغيير مسار المعركة لصالحه. القيادي الميداني في "أنصار الله"، أبو تراب، يعتبر، في تصريحه ، أن "تعز استخدمت كورقة سياسية بيد المرتزقة، وحان الوقت لإسقاط تلك الورقة وإنهاء معاناة الناس الذين يقبعون تحت وطأة الدواعش، وقد أعددنا لهم رجالاً يحبون الموت كما يحب الدواعش الحياة، الليلة وإذا طال الأمر غداً ستتغير الصورة، ولن تستطيع أي قوة إيقافنا، معركتنا في تعز نكون أو لا نكون".


وكشف أن "قوات عسكرية كبيرة ذات تدريب عال وخبرة فائقة في القتال ستشارك في المعركة، وقد بدأت بتنفيذ جزء من الخطة المعدة للمعركة وهي استعادة تبتي الخلوة والسوداء في الربيعي، وإيقاف زحف الدواعش في جبهة صاله والكمب، وسيتم حسم المعركة خلال الأيام القليلة القادمة". 


مراقبون
يذهب مراقبون إلى أن تعزيزات قوات هادي هذه المرة لن تختلف عن سابقاتها، فهي تعزيزات استنزاف لا أقل ولا أكثر، مذكرين بأنه مر عام كامل على معركة تحرير تعز التي قادها الرئيس هادي بنفسه من غرفة عمليات العند، فـ"لو كانت شمس كانت أمس". ويقول المحلل السياسي، محمد الجباري،  إنه "يتعثر تنفيذ قرار الحسم في تعز لعدة اعتبارات منها، التدقيق في حسابات ما بعد التحرير، ومافيا تعز تستفز الرئيس هادي وتحرض عليه لفرض سلطة الأمر الواقع".


ويشير إلى أنه "مضى على وعد هادي أكثر من أسبوع ومقاومة تعز تنتظر التعزيزات الزاحفة التي تنشدها من هادي وقيادة المنطقة الرابعة، فإلى متى سيظل هادي يصدر وعوداً لمدينة تعز؟ دون أن يوفي بوعد واحد من الوعود العشرين فوق المئة منذ بداية انطلاق المقاومة، وإلى متى ستظل تعز صامدة بتلك الوعود؟ وإلى متى سيظل إعلاميو تعز والشرعية يلمعون ويغطون كل تلك الأكاذيب المتكررة؟ فلو كانت وعود هادي شمس كانت أمس!".


من جهته، يلفت الناشط السياسي، عامر الناصري، في حديثه لـ"العربي"، إلى أن "تحرير تعز يعني قرب حسم معركة التحرير للبلد بالكامل، وباستطاعة الجيش الوطني بالمحافظة حسم المعركة لو توفرت إمكانيات بسيطة، مقارنة بالمحافظات التي تم تحريرها، ولكن العالم يضغط لعدم تحريرها، إلا بقوة عسكرية قوية غير مقاومة الداخل بغرض السيطرة علي الوضع بعد التحرر". ويرى الناصري أن "تحرير تعز مرتهن الآن بمفاوضات سياسية، وكلما ضغط على هادي بتقديم تنازلات يضغط بتحرير تعز، والوعود السابقة خير دليل على أنها تعتبر ورقة للتفاوض، وبعد خارطة ولد الشيخ الأخيرة التي من مضمونها اعتراف صريح بالمليشيات، ونسف كل القرارات التي كانت تدعم الشرعية، أقدم هادي على استخدام ورقة الضغط، تحرير تعز".


تحشيد "أنصار الله"
ويذهب محللون إلى أن جماعة "أنصار الله"، منذ عام، لم تحدث أي تقدم عسكري في خارطة حرب تعز، بل تقف على أطراف المدينة موقف المدافع. ويشير الصحافي، أسامة محمد، لـ"العربي"، إلى أن "جماعة أنصار الله منذ قرابة عام لم تحدث أي تقدم يذكر، فهي متمترسة في أماكنها، وما تقوم به هي معارك كر وفر، وحصار على مداخل المدينة وصد أي هجوم من قبل المقاومة. ولو كانت قادرة على تحقيق حسم معركة تعز عسكرياً لم تتوان خلال تلك المرحلة السابقة، ولم تظل بقوتها على مداخل المدينة، وكل ما تقوم به الآن من تحشيد الهدف منه صد أي هجوم أو محاولة تحرر من قبل المقاومة، خاصة بعد تصريحات الشرعية والتحالف عن حسم معركة تعز عسكرياً".

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً