السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
هادي في عدن... "زوروني كل سنة مرة"!
الساعة 18:38 (الرأي برس - عربي )

 بعد مرور قرابة العام على زيارته الأخيرة إليها، عاد الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى العاصمة المؤقتة عدن، أمس السبت، في زيارة ستستغرق أسبوعاً فقط، طبقاً لمصادر حكومية. ويرافق هادي في هذه الزيارة نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية، عبد الملك المخلافي، وعدد من المستشارين والوزراء.


زيارة حملت العديد من الرسائل والتكهنات من جهة، ومن جهة ثانية أثار زمن الزيارة الذي حدد بأسبوع جدلاً وسخرية واستياء، واعتبر البعض تغيب رئيس عن بلده أمراً لا يحمل الإحساس بالمسؤولية والجدية في إيجاد حل لمشاكل الناس التي تتفاقم يوماً بعد آخر، وذهب البعض يطرح العديد من التساؤلات عما يمكن أن يحققه الرئيس في أسبوع؟ ولماذا أسبوع؟ وما التداعيات؟ بل ما علاقة الزيارة هذه بزيارة المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إلى المنطقة، وقبل يوم واحد من وصوله إلى الرياض؟


مغادرة الرئيس هادي في الوقت الذي وصل فيه المبعوث الخاص إلى اليمن إلى العاصمة السعودية الرياض، أمر فهم منه تأكيد الحكومة اليمنية على المضي قدماً باتجاه خيار الحسم العسكري وعدم الرضوخ للضغوطات الدولية التي تصاعدت في الآونة الأخيرة بشكل غير مسبوق.


واعتبر مراقبون سياسيون أن موقف مؤسسة الرئاسة المتصلب من رفض لقاء المبعوث الدولي في زيارته السابقة، وتعثر لقائه الجديد عقب سفر الرئيس اليمني برفقة وزير الخارجية عبد الملك المخلافي، بمثابة تطور جديد على صعيد الملف اليمني ينبئ بتصاعد وتيرة المواجهات العسكرية على الأرض.


ويسعى فريق الشرعية لتقوية وضعه على الأرض والتغلب على بعض الذرائع التي أضعفت موقفه التفاوضي خلال الفترة الماضية، وعلى رأس ذلك عدم عودة الرئيس وحكومته إلى المناطق التي تسيطر قواته عليها ومواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية المتنامية. يرى البعض أن الزيارة دعم لفريقه بوجه فريق الحراك


وأشارت مصادر في الحكومة اليمنية إلى أن المبعوث الدولي يستطيع مقابلة الرئيس عبد ربه منصور هادي في العاصمة المؤقتة عدن، في حين تتحدث المعلومات عن أن الحكومة تسعى في تشكيل سبع لجان ستتولى البدء بصرف مرتبات العسكريين الموالين للشرعية، وتتزامن كل هذه الخطوات التي تعول عليها الحكومة لإقناع المجتمع الدولي بقدرتها على الإمساك بزمام الأمور مع خطوات أخرى تتعلق بحفظ الأمن وحلحلة الملف الاقتصادي والمالي كما يبدو. 


وفي الوقت الذي تقول فيه المصادر الحكومية إن الرئيس عبد ربه منصور هادي عاد إلى عدن بعد تغيير قائد المنطقة العسكرية الرابعة وتغيير قائد محور العند من أجل الإشراف المباشر على عمليات الحسم خاصة في تعز، يرى مراقبون أن الإملاءات الواردة في خارطة ولد الشيخ ألقت بظلالها على تحركات القيادة الشرعية قبل أن يحسم المجتمع الدولي خياراته ويتخذ قراراً أممياً بوقف الحرب والاتجاه إلى إجبار الشرعية على تبني تشكيل حكومة وحدة وطنية، مناصفة بينها وبين فريق "أنصار الله" وحلفائها، خصوصاً وأن المجتمع الدولي ذهب -على المدى المتوسط- إلى الاعتراف بسلطة الأمر الواقع في صنعاء، وهو خيار باهظ الكلفة على اليمن والمنطقة، طبقاً لأولئك المراقبين.


ويرى المحلل السياسي اليمني، عبد الناصر المودع، أن "عودة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى عدن هدفها خلط الأوراق"، موضحاً أن "هادي بات يشعر فعلياً أن سلطته في خطر، لذلك لجأ إلى الهروب من لقاء ولد الشيخ"، معتبراً أن لا جديد حقيقياً في زيارته، باستثناء أن الرجل حاول تجاهل الزيارة التي يقوم بها ولد الشيخ إلى الرياض.


وقال المودع إن حديث إدارة هادي عن دعم "المقاومة" و"تحرير" تعز لا يتعدى "الاستهلاك الاعلامي". وأشار إلى أن "أي حديث عن تحرير تعز يجب أن يتواكب مع خطة عسكرية ضخمة وتحركات كبيرة على كافة الأصعدة، وهو ما ليس له وجود اليوم".


آخرون يرون أن هناك دلالة أخرى لزيارة الرئيس هادي عدن، حيث يعتبرونها بأنها تأتي لتقوية وتدعيم نشاط فريقه المكثف لإدارة المدينة، في ظل حالة التراجع والخنوع لقيادات "الحراك الجنوبي" التي تحكم المدينة، كاللواء عيدروس الزبيدي، الذي يشغل عمدتها، واللواء شلال علي شائع، مدير شرطتها، "وكلاهما غير قادر على الفعل والمبادرة لتغيير صورته المشوهة لدى السكان" على حد تعبير المصدر. 


وبحسب هؤلاء، فإن وصول هادي لعدن التي اتخذها عاصمة للبلاد، منذ فراره من صنعاء الخاضعة لسيطرة المتمردين، "تأتي لترسيخ فريقه العسكري المتمثل بقائد المنطقة الرابعة المعين مؤخراً، وسط تراجع النفوذ الإماراتي في المدينة؛ بفعل رغبة السعودية -التي تقود التحالف العربي- في قلب موازين القوة فيها لصالح السلطة الشرعية التي يمثلها هادي وفريقه". 


أما المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، والذي هو الآخر يزور المنطقة ومن المتوقع أن يقوم بزيارة كل من مسقط والرياض واليمن، فقد كان له حديثه حول الرئيس هادي والحكومة وحول طبيعة التواصل والجهود مع هذا الطرف.


وقال ولد الشيخ: "لم أتحدث مع الرئيس هادي هذه الأيام لكن تحدثت مع الوزير، وما يتوفر لدي من معلومات هو أن الحكومة جهزت إجابة حول الورقة، وقد تعاملوا معها بحيث تكون ورقة عمل، وهذا في حد ذاته إيجابي، لكن لا أدري ما هو الرد الذي سنحصل عليه من قبل الحكومة، ومرة أخرى أود أن أدعوا الحكومة وأدعو الأطراف كلها للحوار والاتفاق فهذه فرص قد لا تتكرر في طريق حل الأزمة".


وأكد ولد الشيخ أن الأزمة الإنسانية في اليمن تفاقمت، والوضع الإنساني متدهور ولا يتحمل المزيد... "لدينا اليوم دعم دولي لا مثيل له، ولدينا إدارة أمريكية في أسابيعها الأخيرة، وعلينا أن ننتهز هذه الفرصة لخطوات إيجابية قادمة في طريق الحل الشامل، ولا شك أن عملية السلام تتطلب تضحية من الجميع وتنازلات لا بد منها، وهذا ما أطلبه من خلالكم". وعن إمكانية بدء جولة المفاوضات في الكويت قبل نهاية نوفمبر الجاري قال: "ندفع إلى أن تكون الجولة التالية قصيرة، لا نريد أن ندخل في جولة طويلة كما حدث سابقاً، فقد أصبحت كل الأمور واضحة في ورقة مسقط وفي خطتي الأممية، ولهذا يجري التحضير لها وسنتأكد من ذلك، وسنعرض الأمر على المسؤولين بالكويت الذين أعرف بأنهم داعمون لها، حيث بإمكاننا أن نخوض جولة لا تتعدى أسبوعاً إلى عشرة أيام، وهدفنا توقيع الاتفاق". مشيراً إلى أنه من الصعب أن تبدأ الجولة قبل نهاية نوفمبر، ومع ذلك بدأنا المشاورات".


وما بين هذا وذاك، يبدو أن الأيام القليلة القادمة ستوضح مسارات هذه التطورات، وقد ينتهي أسبوع هادي في اليمن دون تحقيق أي اختراق لجدار الأزمة، سواء على الصعيد العسكري أو على الصعيد السياسي.


وتفيد معلومات بأن الرئيس هادي سيقيم حفلاً في عدن بمناسبة ذكرى 30 نوفمير، وقد يكون هذا واحداً من أهداف زيارته التي قد لا تقدم ولا تؤخر طبقاً لمراقبين.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً