السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
مدارس الشعيب بالضالع.. معاناة ونقص في الكادر وغياب الكتاب
الساعة 18:43 (الرأي برس - الامناء نت)

لم يسلم التعليم من الصراعات في اليمن ، ولم تسلم صفوف الدراسة من قذائف الحروب ، ولم يسلم الطلبة من الموت، قتل المئات من الطلبة والطالبات وهم لا يعرفون بأي ذنب قتلوا؟ ولكنهم ماتوا وتركوا خلفهم حقائبهم و كتبهم المدرسية، التعليم في اليمن يعاني صعوبات عدة أبرزها نقص عدد المعلمين في المدارس وخصوصاً بعد إيقاف عملية التوظيف للخريجين الجامعيين وكذلك حالات التقاعد السنوية للمدرسين الذين استكملوا سنوات الخدمة و نقص حاد في الكتاب المدرسي وغياب المعامل المدرسية في معظم مدارس البلاد .


"الأمناء " نزلت إلى المديرية وتفقدت حال التعليم في المديرية ، حيث تعتبر مديرية الشعيب واحدة من أبرز مديريات محافظة الضالع تبلغ مساحتها بحوالي 350 كم مربع. وتتألف الشعيب من 113 قرية تنتشر هذه القرى فوق كتلة جبلية شديدة التضاريس و الوعورة ، ويبلغ عدد طلابها 14563 طالباً و طالبة يتوزعون في 47 مدرسة منها 33 مدرسة أساسية و 14 مدرسة ثانوية .


وتتعدد معاناة هذه المدارس مبتدئةً بنقص الكادر التعليمي حيث يبلغ عدد المدرسين في المديرية 722 معلماً و معلمة ، و يبلغ عجز المديرية 125 معلماً و معلمة في مختلف التخصصات العلمية ، وهذا النقص جعل عدداً كبيراً من المدارس أمام مشاكل صعبة و قاسية بينما البعض الآخر من المدارس لم تستطع تدريس كل المواد المخصصة للطلبة بسبب عدم وجود المعلمين ، حاول الأهالي إحضار معلمين على حساب الطلبة من أجل  تذليل صعوبات المدارس بواسطة مجالس الآباء وبدعم من المغتربين في بعض المدارس و بقية المدارس يدفع الطلاب بحدود ( 2000 - 5000 ) - ألفين ريال إلى خمسة ألف ريال شهريا -  ويبلغ عدد المعلمين  المتعاقدين على حساب الطلبة 77 معلماً و معلمة يتوزعون على مختلف مدارس المديرية  .


 
 
متقاعدون في المدارس!
ويحال عشرات المعلمين والمعلمات سنوياً إلى التقاعد  بعد استكمال سنين خدمتهم داخل وزارة التربية و التعليم ، و غياب المتقاعدين يشكل أزمة تعليمية بحد ذاتها لأن التوظيف موقف منذ عام 2012 م فحين تحيل الوزارة العشرات إلى التقاعد دون إحضار بديل عنهم في المدارس تجد المدارس نفسها أمام عجز كبير مما  و تضطر بعض المدارس إلى إحضار متعاقدين على حساب الطلبة لكي لا يذهب التعليم نحو الفوضى ، فمثلاً مديرية الشعيب في عام 2014 / 2015 تم إحالة 72 معلماً و معلمة إلى التقاعد  بعد إكمال خدمتهم ، وفي عام 2015 / 2016 م استكمل 46 معلماً و معلمة خدمتهم و يفترض بأن أسمائهم ورواتبهم ترفع ضمن المتقاعدين ولكن تحدث مدير المديرية الأستاذ / محمد علي العيسائي  بأنه لم يشعرهم بذلك فما زالوا يأدون واجبهم داخل مدارس الشعيب المختلفة حرصاً منا على مستقبل الأجيال ، و خوفاً على المدارس من نقص حاد في عدد المعلمين مما يسهم في تعثر التعليم و ضياعه .


الكتاب المدرسي لم يحضر بعد!
ليس غياب المعلمين ما يعانيه الطلاب بل الكتاب المدرسي لم يحضر حتى الآن بالرغم أن الفصل الدراسي الأول قد قارب من الانتهاء وما تزال المدارس تعاني من نقص كبير في الكتب المدرسية! ، فأصبح المعلمون يوزعون بعض كتب المواد بين أربعة أو خمسة طلاب و بعض المواد معدومة الكتب ، وحده المعلم من يملك الكتاب ، وغياب الكتاب المدرسي أزمة بحد ذاتها لأنها قيدت المعلم من توصيل رسالته بالشكل المطلوب و قيدت الطالب من متابعة المعلم وحل الواجبات و المذاكرة المبكرة للدروس و تحضيرها ، و المحزن في الامر بأن الكتب غابت عن المدارس وحضرت في الأسواق السوداء ، وفي هذا الجانب تحدث الأستاذ العيسائي : " بأنه منذ العام 2012 م لم يتسلم مكتب التربية أية كتب مدرسية أو وسائل تعليمية فبرغم المناشدات الكثيرة للجهات المختصة لكنهم لم يجدوا أي تجاوب "


 أما مدير مديرية الشعيب عبدالكريم موسى - أحد قادة المقاومة في الضالع وتم تعيينه مديراً للمديرية بعد الحرب - فقد تحدث بأن ملف التعليم من أصعب الملفات الذي واجهته ، لكنه تعهد بالعمل من أجل الارتقاء بالتعليم و تطويره و العمل من أجل النهوض به ، و وعد مدراء المدارس بالوقوف إلى جانبهم وتحويل رواتب المنقطعين و المغتربين لصالح المدارس وكل مدرسة تتكفل بإحضار مدرسين بديلاً عنهم .


معاناة كبيرة ومتشعبة
وبدوره تحدث الأستاذ محمد علي العيسائي عن معاناة التعليم بالقول : "معاناة التعليم كثيرة و متشعبة فلا كتاب مدرسي ولا توظيف ولا ميزانية تشغيلية ، فكل تحركات إدارة التربية من رواتبهم" ، وأضاف : "نشعر بالخجل حين ننزل إلى المدارس ولولا حبنا للشعيب وطلاب الشعيب لما نزلنا اي مدرسة في أي قرية ، لأننا نشعر بالخجل حين نسمع معاناة المدارس وليس بيدنا شيء نعمل لهم! " ، وفي نهاية الحديث معه قدم شكره إلى كل المخلصين داخل المدارس من معلمين و إدارة مدرسية كما شكر الأهالي على مساندتهم المدارس و تشجيعهم الطلبة من خلال الأنشطة المختلفة وتمنى من الحكومة الشرعية وقيادة التحالف العربي  إعادة النظر في ملف التعليم فلا ترتفع الشعوب ولا ترتقي الأمم إلى بالعلم ومدارسنا تعاني من الكثافة الطلابية في بعض المدارس ومن نقص المعلمين و نقص الكتب المدرسية و الوسائل التعليمية و احتاجيات المدارس من كتب و سبورات و طاولات و وسائل تعليمية فالتعليم يمر بمرحلة صعبة جداً.


بالتعليم تتطور الشعوب وترتقي الأمم لكنه في بلدنا يمر بأصعب مراحله، وتكاد وزارة التربية والتعليم أن تلفظ أنفاسها الأخيرة في وضع كارثي تمر به بلادنا أًحرم عدد كبير من الطلبة من مواصلة دراستهم بسبب الحروب، لكنه في المقابل هناك من يعمل جاهداً من أجل إعادة للتعليم هيبته ومكانته فبتكاتف الجميع نستطيع تحسين التعليم وحلّ كثير من مشكلاته.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً