السبت 23 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
المجاعة تتسلل إلى إب... فرع العدين أول الضحايا
الساعة 19:28 (الرأي برس - عربي )


تسلل الجوع من مديريات محافظة الحديدة الساحلية إلى مديرية فرع العدين الواقعة في الجهة الجنوبية الغربية من محافظة إب. تصاعد مظاهر الجوع وسوء التغذية الحاد في المديرية البالغ عدد سكانها 120549 نسمة حسب التعداد العام للسكان عام 2004، دفع بالسلطات المحلية إلى إعلانها مديرية منكوبة. 


لم تكن الحاجة مريم أحمد صالح (65 عاماً) أحد سكان قرية الشجيبي الواقعة في نطاق عزلة المسيل، إحدى عزل مديرية فرع العدين المحاذية لمديرية حيس التابعة لمحافظة الحديدة، الوحيدة التي لا تجد في منزلها ما يسد رمق أطفالها من الجوع، بل إن حال مريم ينطبق على حال معظم سكان المديرية الذين يعانون فقراً مدقعاً وبطالة سافرة.


المسيلة وأخواتها 
كشف فريق مسح ميداني زار مديرية فرع العدين، الأسبوع الماضي، عن مأساة إنسانية تواجهها الآلاف من الأسر في المديرية. وقال بيان صادر عن فريق المسح الميداني، اطلع عليه "العربي"، إن مظاهر الجوع وسوء التغذية تفشت بشكل مخيف في أوساط سكان المناطق المحاذية لمحافظة الحديدة، مشيراً إلى أن خمسة تجمعات سكانية في عزلة المسيل التي يصل عدد سكانها إلى 10492 نسمة "يعيشون أوضاعاً إنسانية غاية في الصعوبة وبأمسّ الحاجة إلى المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة".
وتشكل فريق المسح من مدير عام المديرية، مدير مكتب الصحة، مستشار محافظة إب للإعلام، منسق التغذية في مكتب الصحة في محافظة إب، ومدير المركز الصحي في منطقة المسيل.


ووصف البيان الوضع الإنساني في عزلتي العاقبة العليا والسفلى الواقعتين في نطاق المديرية بـ"الكارثي"، مؤكداً أن "الكثير من الأسر وصل بها الحال إلى العجز عن توفير أدنى متطلبات الحياة اليومية". وأفاد التقرير بأن "17 تجمعاً سكانياً في عزلتي الوزيرة والأهمول يواجهون ظروفاً قاسية والكثير منهم يعيش بأدنى متطلبات العيش". حُرمت فرع العدين على مدى العقود الماضية من معظم مشاريع التنمية


سوء التغذية 
مدير مكتب الصحة في المديرية، الدكتور عبد المغني دبوان، حذر من أن "خطر الجوع وسوء التغذية يهدد الآلاف من الأطفال والنساء في المديرية"، لافتاً إلى أن "هناك ما يقرب من 2750 مابين طفل وامرأة حامل ومرضعة وصل بهم الحال إلى مستويات حرجة من سوء التغذية الحاد والوخيم، مما يتطلب تدخلات إغاثية عاجلة محلية ودولية".


وأضاف دبوان، في تصريح ، أن "هناك الكثير من الحالات لم يتم اكتشافها بسبب عدم قدرة الأهالي على الوصول إلى المنشآت الصحية العاملة في المديرية، والبالغ عددها 35 منشأة نتيجة الفقر الشديد".


وكشف عن "انتشار أمراض الملاريا وسوء التغذية والإلتهابات في 39 قرية تابعة لعزلة العاقبة السفلى والعاقبة العليا والمسيل والأهمول والوزيرة".


وضع مأساوي
رئيس لجنة الإغاثة والمسح في مديرية فرع العدين، محمد مزاحم، شدد على أن "معظم سكان مديرية فرع العدين بحاجة إلى مساعدات عاجلة".


ودعا مزاحم، الذي يعمل مستشاراً إعلامياً لمحافظ إب، في تصريح  إلى "سرعة مد يد العون لأبناء المديرية الذي يعانون من الجوع والفقر"، متمنياً "تضافر جهود الجميع للحد من حدوث كارثة إنسانية أصبحت قاب قوسين أو أدنى". 


80 % مجاعة 
السلطة المحلية ممثلة بمدير عام مديرية فرع العدين، جمال المزحاني، وجهت، بدوره، نداء استغاثة طالبت فيه المنظمات الإنسانية المحلية والدولية ورجال المال والأعمال والمغتربين بسرعة الإلتفات للأوضاع الإنسانية في المديرية، وتقديم الدعم الكافي للمواطنين المتضررين.


وأعلن المزحاني، الأسبوع الماضي، المديرية منطقة منكوبة، مؤكداً أن نسبة المجاعة في المديرية بلغت 80%.


آثار الحرب
فرع العدين هي واحدة من مديريات العدين الأربع، والمديرية العشرين من إجمالي مديريات محافظة إب، حرمت على مدى العقود الماضية من معظم مشاريع التنمية، فاضطر معظم أبنائها إلى الإنتقال لمناطق حضرية أخرى بحثاً عن فرص عمل وعيش أفضل. ومع اندلاع الحرب، نزح إلى المديرية قرابة 8000 نازح هرباً من حجيم الحرب في مدينة تعز، كما فقد معظم أبنائها العاملين في قطاعي المقاولات والخدمات وخصوصاً من كانوا يعملون في مدينة حرض الحدودية في محافظة حجة أعمالهم، لتفقد آلاف الأسر مصادر دخلها، وصولاً إلى حالة العجز عن توفير الغذاء الأساسي.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص