السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
ثروة عدن السمكية... للحرب فوائد أيضاً!
الساعة 19:03 (الرأي برس - عربي )

بين عدن والسمك عشق أزلي، والبحر شاهد عيان، ولأشرعة البسطاء مرسى في تفاصيل ذلك العشق. وعلى طول الشريط الساحلي للمدينة يتزاحم عدد كبير من الصيّادين، منذ الصباح الباكر، مروّجين لأنواع الأسماك المختلفة، في أسواق السمك في المدينة الساحلية، التي يحترف عدد كبير من سكّانها مهنة الاصطياد، حتى حلول المساء، وفي الفترة الأخيرة، شهدت تلك الأسواق تزايداً ملحوظاً في كميات الأسماك، في ظاهرة هي الأولى من نوعها منذ سنوات، وقد أدّى ذلك إلى انخفاض كبير في أسعار بيع الأسماك. 


إنخفاض الأسعار 
عند وصولك إلى خليج صيرة، الذي يعد أهم مراسي الاصطياد في مدينة عدن، يفاجئك المشهد: صخب وزحام، وتوفر الأسماك بكميات كبيرة، وهو ما أدّى إلى انخفاض غير مسبوق لأسعارها.
وتشهد أسعار السمك بمدينة عدن منذ أيام انخفاضاً كبيراً. حيث وصل سعر الكيلو الثمد - نوع من السمك – إلى 750 ريالاً فقط للكيلو الواحد، في حين كان سعر الكيلو قد وصل إلى أكثر من 2500 ريال خلال الأشهر الماضية. وأرجع صيادو بصيرة أسباب انخفاض أسعار السمك إلى وفرة ما تم اصطياده لتراجع حركة الرياح في البحر.


صيد غير شرعي
كما أرجع عدد من الصيادين وفرة الأسماك في خليج عدن، وانتعاش الثروة السمكية، إلى توقفت بواخر الصيد غير الشرعية عن استنزاف الثروة السمكية، والتي كانت تهدد عدداً كبيراً من الكائنات البحرية بالانقراض، بعضها تحت حماية فاسدين في النظام السابق، والبعض الآخر ملكية نافذين يمنيين يعملون بصورة مخالفة ومتنافية مع النظم والقوانين البحرية والبيئية.


تصدير الأسماك
وعن ما إذا كان يتم تصدير السمك من صيرة إلى الخارج، قال الأمين العام لجمعية الصيادين بعدن، محمد هادي: "نحن لا نصدر من صيرة، بل نغطي السوق المحلية من محافظة عدن والمحافظات الجنوبية، وبعض الأطراف في المناطق الشمالية مثل محافظة تعز، أما بقية المناطق في الشمال فمتوقفة حالياً بسبب الطرقات غير الآمنة".


مصدر دخل
ويمثل صيد الأسماك المصدر الوحيد لكثير من الأسر العدنية، حيث يمارس الصياد نشاطه باستخدام قوارب الصيد التقليدي المصنوعة من الخشب و"الفيبرجلاس". يقول الصياد علي ثابت محمد إنه، ومنذ أكثر من 25 عاماً، وهو صديق للبحر ورفيق للقارب: "الصياد البسيط مغلوب على أمره وقد تمر أيام ما يجد شيء يصطاده"، بهذه العبارة اختصر العم علي معاناته.


ثروة سمكية
وتحتوي المياه الإقليمية لمدينة عدن، وتحديداً في خليجها، على ثروة سمكية كبيرة ومتعددة، حيث تقدر الأنواع المتواجدة بحوالى 350 نوعاً، بينما المستغَل منها حوالى 90 نوعاً. و يتم حالياً اصطياد الأسماك السطحية بواسطة وسائل الاصطياد التقليدية لصيادي الجنوب والعاصمة عدن. وتحتل صادرات الأسماك في اليمن موقعاً مهماً، وتأتي بعد صادرات النفط، حيث بلغت قيمة الصادرات السمكية عام 2013، وفقاً لوزارة الثروة السمكية في اليمن، 289 مليون دولار، في حين تراجعت الصادرات عام 2014 إلى 170 مليون دولار.


معوقات
معوقات عدة تواجه الصيادين، أبرزها انعدام المشتقات النفطية، التي يستخدمونها لتشغيل محركات قوارب الصيد. يقول الصياد علي ناجي، الذي يعول أسرة مكونة من سبعة أفراد، إن "عدم انتظام توافر المشتقات النفطية هو أحد أهم المعوقات التي تواجهنا، بالإضافة إلى الخسارة التي نتكبدها بسبب انقطاع الكهرباء، وتلف الأسماك، علماً أنّها تخزن في ثلاجات كبيرة". 


المرأة الساحلية
وفي إطار التوجيه الحكومي لدعم وتشجيع مشاركة المرأة في الحياة الاقتصادية، شاركت المرأة في القطاع السمكي، في الكثير من الأعمال والأنشطة المرتبطة بالقطاع، في كافة المجالات الاقتصادية، والتشريعية، والفنية، والبحثية، والإنتاجية، والإدارية، ومجالات التصنيع والتدريس والخدمات المساعدة، كالتجفيف والتمليح وحياكة شباك الصيد، ومهن وحرف تقليدية أخرى، ويظهر الدور الفاعل للمرأة اليمنية الساحلية من خلال تلك الأنشطة المتعددة التي تقوم بها.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً