السبت 23 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
أعراس صنعاء... على أنغام غارات "التحالف"!
الساعة 20:10 (الرأي برس - عربي )


في صنعاء فقط تمتزج أصوات الفرح مع أصوات الموت الذي يحلق في سماء العاصمة بصورة يومية، فتتناغم أصوات الأغاني الصاخبة في صالات الأعراس مع أزيز طائرات "التحالف" التي توزع غاراتها في كل الأرجاء، لتثير القلق والخيفة معاً في أوساط المشاركين في مراسيم الزفاف.

ورغم الموت الذي يوزعه طيران "التحالف" على سكان العاصمة، إلا أن صالات الأعراس في صنعاء تستقبل أسبوعياً ما يزيد عن 250 حفلة عرس، ويقصدها الآلاف من الجنسين للمشاركة في الإحتفالات العرائسية.


وكان تقرير رسمي صادر عن "مجلس الترويج السياحي" أفاد بأن طيران "التحالف" استهدف عشر صالات مخصصة للأفراح والمناسبات المختلفة منذ أواخر مارس 2015، إضافة إلى تسببه بأضرار فادحة في عدد من الصالات.


هلع الغارات 
قبل أسابيع، اضطر أحد العرسان في صالة المطار الواقعة بجانب مدرسة شهداء الجوية إلى قطع حفلة عرسه والفرار من الصالة، بعد أن هزت عدة غارات جوية قاعدة "الديلمي الجوية" الواقعة بجانب مطار صنعاء، كما اضطرت جموع المهنئين للخروج من القاعة خوفاً من استهدافها، لا سيما وأن طيران "التحالف" كان يحلق في سماء المنطقة بكثافة وعلى علو منخفض. حالة الهلع التي أصابت قاعة الرجال امتدت إلى صالة النساء القريبة منها أيضاً، لتثير موجة رعب في أوساط النساء اللواتي أجبرن على إخلاء الصالة على الفور. 


الحادثة لم تكن الأولى بل سبق أن شن طيران "التحالف" عدة غارات قبل عام على جبل نقم، مما أثار حالة هلع كبيرة في أوساط المئات من النساء اللواتي كن يحتفلن بعرس إحدى الفتيات في صالة في منطقة نقم، وبسبب التدافع أصيب عدد من النساء بجروح.


تكاليف باهظة 
تعود ملكية معظم صالات المناسبات المنتشرة في العاصمة صنعاء لمسؤولين حكوميين سابقين كانوا يتقلدون مناصب كبيرة، أو رجال أعمال كبار في السوق. وتصل تكلفة حجز تلك الصالات ليوم واحد ما بين الـ150 إلى 300 ألف ريال. استهدف طيران "التحالف" عشر صالات مخصصة للأفراح والمناسبات المختلفة


عبد الرحمن الخولاني، مدير صالة الخمسين للمناسبات، أكد أن ملاك القاعات الواقعة بالقرب من منشآت عسكرية وأمنية تكبدوا خسائر فادحة، مشيراً إلى أن الإقبال على الصالات المنتشرة في كافة أرجاء العاصمة استعاد نشاطه تدريجياً بعد أن كانت قد توقف تماماً خلال الأشهر الأولى للحرب.
وأشار الخولاني، في تصريح لـ"العربي"، إلى أن تأثيرات الحرب لا تزال حاضرة، لافتاً إلى أن الكثير من المواطنين يعزفون عن الإقبال على الصالات القريبة من منشآت عسكرية ولا يلجأون إليها إلا للضرورة، مضيفاً أنه في الوقت عينه ارتفع الإقبال على القاعات الواقعة في أوساط الأحياء السكنية المزدحمة بالسكان أو الواقعة في مناطق بعيدة عن أي منشآت عسكرية ومدنية إلى أعلى المستويات.


مخاوف 
بسبب ازدحام الصالات وارتفاع الطلب عليها، يضطر البعض إلى اللجوء إلى حجز صالات تقع بجانب منشآت سبق أن استهدفها طيران "التحالف" أو من المتوقع استهدافها، وهو ما يضاعف من مخاوف المشاركين في الإحتفالية الذين يقضون ساعات وهم في حالة استنفار خوفاً من استهداف الصالة، وللسبب نفسه ينفر الضيوف ويغادر المهنئون والمشاركون في الحفل قبل انتهاء المراسيم.


سرقات 
إلى جانب المخاوف من تحول صالات الأعراس في العاصمة صنعاء إلى أهداف لطيران "التحالف" الذي استهدف صالة الخيول التي تعد واحدة من كبريات صالات المناسبات في 11 يوليو 2015، والصالة الكبرى التي تعد أضخم الصالات وأغلاها في صنعاء في 8 أكتوبر 2016، انتشرت ظاهرة سرقة مجوهوات النساء في الحفلات الخاصة بالنساء إلى أعلى المستويات خلال الأشهر الماضية. 


ووفق مصدر أمني في إدارة أمن العاصمة صنعاء، فإن أجهزة الشرطة استقبلت عشرات البلاغات من قبل أسر تعرضت لسرقة المجوهرات في صالات الأفراح، وقيّدت ضد مجهول.


وأكّد المصدر، لـ"العربي"، أن الجهات الأمنية عمّمت على أصحاب الصالات منع دخول الأطفال والمجوهرات في الحفلات النسائية لتفادي وقوع أي حوادث مأساوية في ظل استمرار الغارات على العاصمة.

 

سلامية" تصديه لهجوم شنه مقاتلو "أنصار الله" على مناطق في بلدة رداع، التابعة لمحافظة البيضاء، وسط اليمن.


وقال التنظيم، في رسالة مقتضبة نشرتها وكالته الرسمية "أعماق"، إن مسلحيه صدوا هجوماً لـ"الحوثيين" على منطقة الظهرة في رداع، وقتلوا خمسة من المهاجمين.


تطور
منذ الإعلان عن تمدده إلى اليمن، أواخر العام ما قبل الماضي، لم يخض التنظيم أية مواجهات، واقتصر نشاطه على العمليات الخاطفة، عبر الأحزمة الناسفة، والسيارات المفخخة، وعمليات الإقتحام التي ينفذها من يسميهم "الإنغماسيون".


ويعني حديث التنظيم عن صد هجوم لـ"الحوثيين" على مناطق معينة، أن تلك المناطق باتت خاضعة لسيطرته، كونه لا يشارك في القتال ضمن جبهات "المقاومة الشعبية"، مثل ما تفعل "القاعدة"، خشية أن يتعرض لاختراق أمني، ولموقفه من "المقاومة" ومن أهدافها.


كما يعني الإنتقال من العمليات الخاطفة إلى المواجهات التقليدية أن التنظيم بات بإمكانات أكبر.
ويمكن القول إن التنظيم تمكن من إيجاد أول موطئ قدم له في اليمن، بعد أن ظل يعمل يتحرك في اللامكان. 


معقل "القاعدة"
إلى وقت قريب، ظلت كثير من مناطق رداع في محافظة البيضاء معقلاً لتنظيم "القاعدة". من غير المستبعد أن تكون مناطق رداع من خيارات التنظيم بعد مغادرته يافع


وكغيرها من مناطق القبائل في اليمن، بقيت مديريات رداع خارج سيطرة السلطة المركزية في صنعاء طوال فترة حكم الرئيس السابق، علي عبد الله صالح.


وبرغم أن نظام الرئيس عبد ربه منصور هادي أرسل أكثر من حملة عسكرية إلى رداع، لطرد مسلحي "القاعدة" منها، إلا أن تلك الحملات فشلت في تحقيق أهدافها. 


ومع سيطرة "الحوثيين" وصالح على السلطة في اليمن، أواخر العام ما قبل الماضي، وُضعت محافظة البيضاء، ومناطق القبائل في رداع تحديداً، على رأس قائمة أولوياتهم العسكرية.


فإلى جانب رغبتهم في حماية أسر هاشمية موالية اعتبرتها "القاعدة" هدفاً مشروعاً لها، حرص "الحوثيون" على كسب ود الخارج القلق من تنامي نفوذ "القاعدة" في تلك المناطق.


لذا فقد أرسلوا أولى حملاتهم العسكرية إلى رداع، عبر مديرية عنس التابعة لمحافظة ذمار جنوب صنعاء.


ورغم أن بعض قبائل رداع تحالفت مع "القاعدة" لقتال جماعة الحوثي، إلا أن المواجهات انتهت بسيطرة الأخيرة على كل مديريات رداع، لتكتفي "القاعدة"، بعد ذلك، بشن عمليات خاطفة، أخذت في التراجع كلما سيطر "الحوثيون" وصالح على مناطق جديدة في البيضاء.


ظهور مفاجئ
ظهور تنظيم "الدولة الإسلامية" في المناطق التي عجز تنظيم "القاعدة" عن العودة إليها، منذ سيطرة سلطة صنعاء عليها أواخر العام 2014م، يعتبر أمرًا مفاجئاً ولافتاً.


واللافت أكثر هو أن التنظيم ظهر كقوة مسيطرة، لديها إمكانات خوض معارك تقليدية على طريقة الجيوش النظامية، كما يمكن أن يُفهم من خبر وكالة "أعماق" ومن الصور المتداولة. 


من أين؟
من الصعب تحديد المناطق التي قدم منها تنظيم "الدولة" إلى رداع، أو كيف تشكلت له قوة هناك، فالتنظيم ينشط ويتحرك بصورة شديدة الغموض والتعقيد.


لكن يمكن الربط بين إرسال لواء عسكري تابع لهادي إلى مديرية يافع في محافظة لحج، جنوبي اليمن، قبل شهرين، وبين ظهور التنظيم في رداع.


ومن غير المستبعد أن تكون مناطق رداع ذات التضاريس الجبلية الوعرة من خيارات التنظيم بعد مغادرته يافع، التي قيل إنه أقام فيها معسكرات تدريب واستقطب إليها مقاتلين من أبناء المديرية ومن خارجها.


وما يمكن أن يرجح هذا الرأي هو قرب أو تداخل حدود محافظة البيضاء مع مديرية يافع.
وبغض النظر عن كل ذلك يعتبر هذا الظهور تطوراً مهماً له دلالاته المستقبلية.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص