السبت 23 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
البيضاء... أول موطئ قدم لتنظيم "الدولة"؟
الساعة 21:20 (الرأي برس - عربي )

قبل أيام، أعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" تصديه لهجوم شنه مقاتلو "أنصار الله" على مناطق في بلدة رداع، التابعة لمحافظة البيضاء، وسط اليمن.


وقال التنظيم، في رسالة مقتضبة نشرتها وكالته الرسمية "أعماق"، إن مسلحيه صدوا هجوماً لـ"الحوثيين" على منطقة الظهرة في رداع، وقتلوا خمسة من المهاجمين.


تطور
منذ الإعلان عن تمدده إلى اليمن، أواخر العام ما قبل الماضي، لم يخض التنظيم أية مواجهات، واقتصر نشاطه على العمليات الخاطفة، عبر الأحزمة الناسفة، والسيارات المفخخة، وعمليات الإقتحام التي ينفذها من يسميهم "الإنغماسيون".


ويعني حديث التنظيم عن صد هجوم لـ"الحوثيين" على مناطق معينة، أن تلك المناطق باتت خاضعة لسيطرته، كونه لا يشارك في القتال ضمن جبهات "المقاومة الشعبية"، مثل ما تفعل "القاعدة"، خشية أن يتعرض لاختراق أمني، ولموقفه من "المقاومة" ومن أهدافها.


كما يعني الإنتقال من العمليات الخاطفة إلى المواجهات التقليدية أن التنظيم بات بإمكانات أكبر.
ويمكن القول إن التنظيم تمكن من إيجاد أول موطئ قدم له في اليمن، بعد أن ظل يعمل يتحرك في اللامكان. 


معقل "القاعدة"
إلى وقت قريب، ظلت كثير من مناطق رداع في محافظة البيضاء معقلاً لتنظيم "القاعدة". من غير المستبعد أن تكون مناطق رداع من خيارات التنظيم بعد مغادرته يافع


وكغيرها من مناطق القبائل في اليمن، بقيت مديريات رداع خارج سيطرة السلطة المركزية في صنعاء طوال فترة حكم الرئيس السابق، علي عبد الله صالح.


وبرغم أن نظام الرئيس عبد ربه منصور هادي أرسل أكثر من حملة عسكرية إلى رداع، لطرد مسلحي "القاعدة" منها، إلا أن تلك الحملات فشلت في تحقيق أهدافها. 


ومع سيطرة "الحوثيين" وصالح على السلطة في اليمن، أواخر العام ما قبل الماضي، وُضعت محافظة البيضاء، ومناطق القبائل في رداع تحديداً، على رأس قائمة أولوياتهم العسكرية.


فإلى جانب رغبتهم في حماية أسر هاشمية موالية اعتبرتها "القاعدة" هدفاً مشروعاً لها، حرص "الحوثيون" على كسب ود الخارج القلق من تنامي نفوذ "القاعدة" في تلك المناطق.


لذا فقد أرسلوا أولى حملاتهم العسكرية إلى رداع، عبر مديرية عنس التابعة لمحافظة ذمار جنوب صنعاء.


ورغم أن بعض قبائل رداع تحالفت مع "القاعدة" لقتال جماعة الحوثي، إلا أن المواجهات انتهت بسيطرة الأخيرة على كل مديريات رداع، لتكتفي "القاعدة"، بعد ذلك، بشن عمليات خاطفة، أخذت في التراجع كلما سيطر "الحوثيون" وصالح على مناطق جديدة في البيضاء.


ظهور مفاجئ
ظهور تنظيم "الدولة الإسلامية" في المناطق التي عجز تنظيم "القاعدة" عن العودة إليها، منذ سيطرة سلطة صنعاء عليها أواخر العام 2014م، يعتبر أمرًا مفاجئاً ولافتاً.


واللافت أكثر هو أن التنظيم ظهر كقوة مسيطرة، لديها إمكانات خوض معارك تقليدية على طريقة الجيوش النظامية، كما يمكن أن يُفهم من خبر وكالة "أعماق" ومن الصور المتداولة. 


من أين؟
من الصعب تحديد المناطق التي قدم منها تنظيم "الدولة" إلى رداع، أو كيف تشكلت له قوة هناك، فالتنظيم ينشط ويتحرك بصورة شديدة الغموض والتعقيد.


لكن يمكن الربط بين إرسال لواء عسكري تابع لهادي إلى مديرية يافع في محافظة لحج، جنوبي اليمن، قبل شهرين، وبين ظهور التنظيم في رداع.


ومن غير المستبعد أن تكون مناطق رداع ذات التضاريس الجبلية الوعرة من خيارات التنظيم بعد مغادرته يافع، التي قيل إنه أقام فيها معسكرات تدريب واستقطب إليها مقاتلين من أبناء المديرية ومن خارجها.


وما يمكن أن يرجح هذا الرأي هو قرب أو تداخل حدود محافظة البيضاء مع مديرية يافع.
وبغض النظر عن كل ذلك يعتبر هذا الظهور تطوراً مهماً له دلالاته المستقبلية.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص