السبت 23 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
أفلام الرعب تنافس الرياضة في تخفيف الوزن
أفلام الرعب
الساعة 16:49 (الرأي برس - متابعات)

 كشفت دراسة بريطانية حديثة أن مشاهدة أفلام الرعب يمكن أن تساعد على حرق الدهون وفقدان الوزن. وأثبتت تجربة علمية هذه النظرية بعد إجراء مجموعة من الاختبارات والمقارنات بين عدد من المتطوعين.

وطبقا لذلك، تعد مشاهدة فيلم رعب مدته 90 دقيقة كافية لحرق ما يقرب من 113 سعرة حرارية، أي ما يوازي ممارسة رياضة ما لمدة نصف ساعة، أو استهلاك الطاقة التي وفرها تناول قالب من الشيكولاتة.

فقد وجدت دراسة بريطانية أجريت في جامعة كوفنتري، بعد تحليل عيّنات الدم من المتطوعين قبل وأثناء وبعد الجلوس لمشاهدة أفلام الرعب، ارتفاع مستوى المناعة لدى الفرد بعد الفيلم.

وشملت الدراسة أكثر أفلام الرعب التي تساعد على حرق الكثير من السعرات الحرارية. وأوضح باحثون أن هناك أوقاتا معينة في فيلم الرعب كفيله بزيادة نبضات القلب عندما يشتد الفيلم ويصل إلى قمة الرعب فيضخ الدم بسرعة إلى أنحاء الجسم.

ويفسر هذا الأمر بأن الجسم أثناء المشاهدة يتفاعل بشكل كامل كأنه يفعل ذلك في الحقيقة، فيرفع كمية الأدرينالين ويزيد الضغط وينشط حركة الغذاء الموجود في الجسم ممّا يتسبب في حرق السعرات الحرارية. وقد وضع القائمون على الدراسة قائمة بالأفلام التي عندما يشاهدها الشخص يفقد أكبر كمّ ممكن من السعرات الحرارية.

وفسرت البروفيسورة ناتالي ريدل، أستاذة علم المناعة بجامعة لندن، وهي من بين المشاركين في الدراسة، تلك النتائج بأن مشاهدة أفلام الرعب تعمل على إفراز هرمون الأدرينالين الذي يقوم بدوره في تقوية جهاز المناعة ويعمل على زيادة ضربات القلب وهو ما يساعد في زيادة معدلات التمثيل الغذائي في الجسم واستهلاك الطاقة الدهنية المخزونة، لذلك يمكن القول إن مشاهدة أفلام الرعب تعمل على تخفيف الوزن وحرق الدهون.

وأشارت ريدل إلى أن فيلم الرعب يحرق في المتوسط 113 سعرة حرارية، أي ما يعادل 30 دقيقة سيرا على الأقدام، وكلما كان الفيلم أشد رعبا زادت السعرات الحرارية التي يحرقها الجسم.

ولفتت إلى أنه من خلال عينة المتطوعين، اكتشف الباحثون أن الرجال يقبلون على أفلام الرعب أكثر من النساء. وكانت الدراسة قد أجريت على 10 أشخاص وهم يشاهدون سلسلة من الأفلام المخيفة وتم تسجيل معدل ضربات القلب لديهم وكمية الأكسجين وإخراج ثاني أكسيد الكربون.

واكتشف الباحثون زيادة في كمية السعرات الحرارية المُستهلَكة أثناء فيلم الرعب عن الأفلام العادية إلى ما يقارب الثلث، مما يتسبب في التخلص من السعرات الحرارية بمعدل أكبر.

وتعقيبا على ذلك، يقول جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي بالأكاديمية الطبية، “هناك مجموعة من الإيجابيات في مشاهدة أفلام الرعب تنعكس على نفسية الإنسان، حيث أنها تساعد على تعلم كيفية التعامل والنظر إلى المخاوف على أنها شيء يمكن التحكم فيه بكل سهولة وذلك من خلال عرض الأفلام وسيطرة البطل على الوحوش والأجسام الغريبة.

كما أنها تعد علاجا إدراكيا لكثير من أمراض الرهاب والقلق والتوتر وتساعد على مواجهة المخاوف من التصرفات المفيدة والسليمة.

كما أشار فرويز إلى أن مشاهدة أفلام الرعب من شأنها أن تقوّي الجوانب الحسية لدى الفرد وأهمها الرؤية، وهي كذلك تسرّع من عملية الأيض، فالخوف يعد إشارة حقيقية لتعلم شيء جديد في الحياة.

وتقول بيان أحمد، أخصائية مصرية في التغذية، إن مشاهدة أفلام الرعب وصفة سحرية لتخفيف الوزن، حيث أنها تساعد على حرق سعرات حرارية بنسب متفاوتة، ويصل بعضها إلى حرق سعرات قطعة شيكولاتة صغيرة، أو ما يزيد عن ذلك.

وأوضحت أن السبب في ذلك يرجع إلى أن تعرض الجسم خلال فترات قصيرة من التوتر النفسي الشديد أو حالة من الخوف والرعب الشديدين يزيد من إفراز الأدرينالين في الدم الذي يؤدي إلى حرق السكر الزائد في الجسم وفي حالة عدم وجود سكر زائد، فإنه يقوم بحرق الدهون في العضلات وأجزاء أخرى من الجسم وبالتالي فهو يساعد على حرق السعرات الحرارية وخفض الوزن.

وأكدت الأخصائية المصرية أن مشاهدة أفلام الرعب تسرّع من نبضات القلب وتضخ الدم في جميع أنحاء الجسم بشكل أسرع وبالتالي يُحدث ذلك زيادة في الأدرينالين. هذا الأدرينالين سريع المفعول وخلال فترة قصيرة من التوتر الشديد يؤدي إلى خفض الشهية وعدم الرغبة في تناول الطعام ويزيد من معدل الأيض، مما يؤدي إلى حرق معدل أعلى من السعرات الحرارية.

في المقابل، هناك بعض الآثار السلبية لمشاهدة أفلام الرعب، حيث يشير محمد علي، الأخصائي في الأمراض النفسية والعصبية، إلى أن كثرة مشاهدة أفلام الرعب تصيب الإنسان بالتوتر والقلق واضطراب الأعصاب والرهاب وتوتر عضلات الجسم والميل إلى استخدام العنف.

وقد يصل الأمر إلى الإصابة بعقد نفسية تحوّل الشخص إلى مريض نفسي بالخوف، الذي قد تصل أعراضه إلى عدم النوم والتبول اللاإرادي، وأكد على أن كثرة مشاهدة أفلام الرعب تتسبب في أضرار نفسية وصحية وخيمة خاصة على الأطفال.

وحول تأثير مشاهدة هذه الأفلام على المراهقين، يؤكد الأطباء أن حياة المراهقين تمتاز بعدم النضج الانفعالي وبالتالي قد يتصورون أن مثل هذه الأفلام قد تعطيهم الإحساس بالقوة والسيطرة التي يتوقون إليها، وعند أيّ احتكاك فعلي بالعالم الخارجي سوف يشعرون بكذب هذه الأحاسيس وتواضع قدرتهم في مواجهة مواقف يتصوّرون أنهم عاشوها في تلك الأفلام.

واللافت أن إحدى الدراسات الحديثة، أشارت إلى أن مشاكل النوم عند الصغار، تزداد سوءاً بمشاهدة أفلام العنف أو قضاء أوقات أطول في المساء أمام التلفاز أو أجهزة الحاسوب أو ألعاب الفيديو.

وقام باحثون من ولاية سياتل في هذه الدراسة، باستعراض تقارير الآباء والرسائل الإعلامية التي يشاهدها 617 طفلاً في مرحلة ما قبل المدرسة، ووجدوا أن كل ساعة إضافية يقضيها الأطفال أمام وسائل الإعلام ترتبط بارتفاع مشاكل النوم كما هو الحال مع مشاهدة أفلام العنف في أيّ وقت من اليوم.

وقال الباحثون “كنا نتصور أن التأثير يحدث نتيجة الأفلام التي تحتوي على العنف خاصة في فترة المساء، إلا أننا وجدنا أن أيّ محتوى في المساء يمثل مشكلة وليس بالضرورة مشاهد العنف فقط هي التي تؤثر في مشاكل النوم”.

وبينت جملة من الدراسات السابقة أن الإكثار من مشاهدة الأفلام المرعبة يشكل خطورة بالغة على صحة القلب. فقد أجرى علماء بجامعة ليدن الهولندية، تجربة فريدة كان هدفها تحديد الضرر الناتج عن مشاهدة أفلام الرعب.

واشترك في التجربة 24 متطوعا، أعمارهم دون 30 سنة، وبحالة صحية جيدة، إذ طلب العلماء من 14 منهم مشاهدة عدد من أفلام الرعب مدتها ساعة ونصف الساعة، ومن العشرة الآخرين مشاهدة أفلام فيديو قصيرة محايدة.

وبعدما شاهد أفراد المجموعة الأولى أفلام الفيديو القصيرة وأفراد المجموعة الثانية شاهدوا أفلام الرعب، بينت النتائج أن مستوى تخثر الدم عند مشاهدة أفلام الرعب ارتفع عند 57 بالمئة من المشاركين في التجربة، مقابل 14 بالمئة عند مشاهدة الأفلام المحايدة.

أما أفراد المجموعة الثانية فبعد مشاهدتهم للأفلام المحايدة انخفض مستوى تخثر الدم لدى 86 بالمئة منهم، وارتفع لدى 43 بالمئة منهم عند مشاهدتهم أفلام الرعب فيما بعد.

ويلاحظ من التجربة، أن أفلام الرعب تسبب ضعف تدفق الدم في الدورة الدموية، ما قد يسبب الجلطة وهو ما توصلت البحوث الحديثة إلى عكسه تماما.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص