الأحد 10 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الاثنين 4 نوفمبر 2024
بلقيس أبو أصبع: صوت اليمنيات لا يزال خافتاً
الساعة 20:40

تشدّد أستاذة العلوم السياسية في جامعة صنعاء، ورئيسة مؤسّسة "أوام" التنموية الثقافية، بلقيس أبوأصبع، على أهمّية إشراك المرأة في صناعة السلام دون الاكتفاء بكونها ضحية للحرب. 


وفي حوارها ، تتحدث أبوأصبع عن كارثية الوضع الإنساني الحالي في اليمن، جرّاء استمرار الحرب، ودور الوسط النسائي على صعيد السلام والتخفيف من وطأة المعاناة نتيجة الأزمة، وترى أن الشعب اليمني يخوض حرباً ليست حربه. وتتناول بلقيس الرسائل التي حملتها النساء اليمنيات اللواتي دعتهن الأمم المتّحدة للمشاركة في مشاورات الكويت، باعتبارها واحدة من المشاركات.


نبدأ من الوضع الإنساني... كيف تقيمين الأوضاع التي وصلت إليها اليمن اليوم؟ 
نحن أمام وضع انساني كارثي على كل المستويات، وكلما طال أمد الحرب كلما ازداد الوضع تدهوراً. نحن نعرف أن اليمن كانت من إحدى الدول التي كانت تعاني كثيراً من الصعوبات الاقتصادية، فهي الأكثر فقراً في مؤشّر الفقر العربي، فقد بلغت نسبة الفقر 50%، وكانت واحدة من الدول التي تعاني من أزمات اقتصادية شديدة قبل الحرب، وعندما بدأت هذه الحرب ازدادت هذه الكوارث وازداد الوضع الإنساني تدهوراً. تقارير الأمم المتحدة تشير إلى أن الوضع كارثي وأنه ليس هناك اهتمام عالمي كافٍ بالأزمة اليمنية أو بالوضع الإنساني اليمني. 


مكتب "الأوتشا" (الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية) في اليمن، في تقاريره يشير إلى عدم اهتمام وعدم التزام الدول المانحة بالنسب المحددة لها لمساعدة اليمن، وبالتالي هناك الكثير من الصعوبات المالية التي تمنع هذه المنظمات من القيام بمهامها، وأرى أن الاهتمام العالمي بالأزمة المالية ما زال في حده الأدنى وبالتالي فإن الكارثة الانسانية تتفاقم وتزيد وضحاياها يتزايدون يومياً. 


آخر تقارير "الأوتشا" تشير إلى أن الفقر زاد بنسبة 85%، وأعتقد أنه قد يزيد بالفترة القادمة بشكل أكبر، وأن هناك 21 مليوناً من اليمنيين لا يعيشون تحت خط الفقر فقط، بل يعيشون تحت ما يسمى انعدام الأمن الغذائي، هناك تقريباً 18 محافظة من أصل 22 محافظة تعاني من انعدام الأمن الغذائي، وهذه سوف تكون كارثة حقيقية بالنسبة لليمنيين. وأيضاً هناك أزمة السيولة النقدية التي تعاني منها اليمن خلال هذه الشهور، هذه أيضاً سوف تفاقم من الأزمة الاقتصادية والإنسانية وتهدد بكارثة إذا لم يتم تسليم الرواتب للموظفين، حيث أن الكثير من اليمنيين يعولون الكثير من الأسر، وبالتالي انقطاع الرواتب سوف يؤدي لكارثة إنسانية حقيقية. 


الوضع الإنساني كلنا نعرفه والجميع يعرفه، هو وضع كارثي بكل المعايير، هناك انعدام للمواد الأساسية، اليمنيون منذ بداية الحرب إلى الآن لم يروا الكهرباء إلا منذ أسابيع ولفترات بسيطة جداً، وكذلك البترول والمواد الغذائية، نحن نعيش في بلد فيه حرب، وبالتالي كل هذه الكوارث والأزمات سوف يعاني منها المواطن اليمني، وإذا لم يسهم التحرك باتجاه حل الأزمة الاقتصادية، سنكون أمام أزمة إنسانية كبيرة آثارها سيعاني منها المجتمع اليمني لعقود قادمة. 


أشرت في تصريح سابق إلى خفوت دور المرأة في المفاوضات... برأيك ما الدور الذي يمكن أن تلعبه المرأة اليمنية للمساهمة بإيقاف الحرب والتدهور الحاصل بمختلف النواحي؟ 
النساء في أي مجتمع من المجتمعات هن من يعانين من ويلات وكوارث الحروب، ويقع عليهن عبء الكوارث الاقتصادية والانسانية، وهذا ما ينطبق على النساء اليمنيات في هذه الظروف، فقد أصبحن نازحات ولاجئات، غادرن ديارهن إلى أماكن أخرى، لا يجدن الغذاء والكساء. لقد تضرر الشعب اليمني بأكمله من هذه الحرب ولكن الضرر على النساء يكون أكبر، كذلك تغيرت الأدوار التي تقوم بها النساء فقد أصبحن هن المعيلات لأسرهن، بما يعني أصبح أمام المرأة اليمنية عبء كبير جداً في إعالة عائلتها، وبالوفاء بكافة احتياجاتهن.


نحن لا نريد أن تكون النساء فقط ضحايا للحرب، ولكن نريدها أن تكون شريكة في صنع المستقبل، ومن هنا تأتي أهمية إشراكها في العملية السياسية وفي لجان المفاوضات والوساطات، فالتاريخ اليمني القديم والحديث يشهد بهذه الأدوار للنساء، فمنذ ثورتي سبتمبر وأكتوبر وما قبلهما حتى العام 2011، ومشاركة النساء بشكل لم يعتده المجتمع اليمني، خرجت المرأة جنباً إلى جنب، بجانب أخيها الرجل للمطالبة بحقوقهن.


ففي ظل مجتمع تقليدي، كالمجتمع اليمني، يمنع النساء من التحرك بحرية، مثلت 2011 نقطة هامة في حياة النساء اليمنيات، ولولا خروج النساء بذلك الكم وتلك الكثافة ما كان يمكن أن يطالب اليمنيون بدولة مدنية حديثة. 


النقطة الثانية، وهي مشاركة النساء في مؤتمر الحوار الوطني بناء على 2011، النساء استطعن أن يكن مشاركات حقيقيات في مؤتمر الحوار الوطني، وبنسبة 29.5 بالمائة تقريباً في جميع مكونات مؤتمر الحوار، واستطعن أخذ 151 مقعداً من أصل 565 مقعداً للمشاركين، وهذا يعتبر نجاحاً كبيراً للنساء اليمنيات، حيث استطعن أيضاً في مؤتمر الحوار أن يقدن ثلاثاً من أهم الفرق داخل المؤتمر (من بين تسع فرق)، استطاعت النساء اليمنيات أن يناضلن ويحصلن على حقوقهن وعلى مكاسب لم يكن يمكن الحصول عليها لولا مؤتمر الحوار و2011، وبالتالي عندما أتت مسودة الدستور احتوت على كثير من الحقوق للنساء وعلى كثير من الحقوق لبناء الدولة المدنية الحديثة والكثير من الحقوق لبناء الديمقراطية، وكانت النساء مساهمات مساهمة حقيقة في كل مؤتمر الحوار، وبالتالي مؤتمر الحوار الوطني و2011 تقودنا إلى أن مساهمة النساء كانت مساهمة مفيدة ومجدية لو تمت كانت هناك فرص أفضل لتنتقل إلى مستوى آخر من التحديث. 


ومن هنا، وجود النساء في المفاوضات سيكون رافداً حقيقياً لإنجاح المفاوضات. النساء هن من يتضررن من الحرب، وبالتالي يجب أن يكن شريكات ليس فقط في المعاناة من الحرب ولكن أيضاً شريكات في صنع المستقبل، وانا أرى أنه يجب على النساء أن يكن شريكات ليس فقط في المراحل الأخيرة أو عندما يتم الاتفاق، ولكن يجب أن يكن مساهمات في عملية بناء السلام منذ بدايتها لكي يستطعن أن يفرضن الأجندة النصفية، ولكي يستطعن أن يكن مشاركات حقيقيات وأيضاً أن يساهمن بتنفيذ هذا الاتفاق، النساء في كثير من الأحيان وفي كثير من التجارب الدولية كان لهن دور كبير جداً بتنفيذ الاتفاقات، الرجال يكتبون الاتفاق ويمشون، ولكن النساء هن من يحافظن على هذا الاتفاق.

وبالتالي، أنا أعتقد أنه إذا أُتيحت الفرصة للنساء اليمنيات أن يكن في طاولات الحوار سيكون لهن دور كبير جداً في الحفاظ على هذا البلد، وسوف يكون لهن دور كبير جداً في الوصول بالبلد إلى بر الأمان. فأنا واحدة من النساء اللاتي يطالبن بوجود النساء في طاولة المفاوضات، تستطيع النساء أن تلعب دوراً في تقريب وجهات النظر بين المتفاوضين، وكذلك بالضغط على المتفاوضين لكي نستطيع أن نصل إلى عملية بناء السلام.


وماذا عن المساهمات العملية للوسط النسائي الناشط في ظل الحرب حتى اليوم؟ 
طبعاً نعرف أن هناك كثيراً من المساهمات للنساء اليمنيات في بناء السلام أو إيقاف الحرب، أولاً هناك كثير من المبادرات المحلية وكثير من منظمات المجتمع المدني التي تعمل في الميدان والتي تعمل في المجتمعات المحلية لحل الصراعات الصغيرة بين أطراف النزاع، وأيضاً هناك مساهمات لكثير من النساء عملت بالتواصل مع أطراف الصراع أحياناً لفك الحصار أو فك الأسر عن المعتقلين، وكذلك للتفاوض مع المتصارعين لإدخال المواد الغذائية ولاستمرار العملية التعليمية وفك الحصار عن بعض المدن.. وكان لهن دور كبير على المستوى الداخلي. 


على المستوى الدولي، تلعب النساء دوراً مهماً في الحديث عن الأزمة اليمنية وعن معاناة الشعب اليمني ورفع الظلم عن الشعب اليمني الذي يخوض حرباً، أنا أعتقد ليست حربه، ولا يستحق ما يحدث له. في هذا المضمار بادرت الأمم المتحدة للمرأة، أو الـ"UN Women" على عقد مؤتمر في قبرص، كان في 2015، حيث جمعت أكثر من 45 امرأة قيادية يمنية للحديث عن بناء السلام، وما يمكن أن تقوم به المرأة في هذا المضمار. في هذا المؤتمر نادت النساء اليمنيات بوقف الحرب، ونادت بتحييد العملية التعليمية والصحية من الصراع، ونادت النساء بفك الأسر عن المعتقلين، والكثير من المتطلبات التي تساعد في بناء السلام. ولم تنادِ فقط، ولكنها عملت أيضاً في الميدان لتنفيذ ما تنادي به، وهناك الكثير من الفعاليات التي قامت بها النساء في هذا المضمار، وأيضاً عملت النساء من خلال التوافق النسوي اليمني للأمن والسلام، على عمل رؤية موحدة للنساء اليمنيات حول بناء السلام في اليمن والدور الذي يمكن أن تقوم به النساء وفي أيٍ من المجالات الممكنة. هذا التوافق استمر في العمل، ومن خلاله تم اختيار سبع نساء من قبل الأمم المتحدة للذهاب إلى الكويت. 


كنت إحدى سبع نساء يمنيات دعين من الأمم المتحدة إلى الكويت... هل أُتيح للمشاركات القيام بدور خلال المشاورات أم أن الدعوة كانت رمزية؟ 
كنت واحدة من هؤلاء النسوة السبعة. ذهبنا إلى الكويت برسائل محددة وواضحة للمتحاورين. كان الهدف من الكويت هو دعم المشاورات بين الأطراف المتحاورة ومحاولة تقريب وجهات النظر بين الأطراف، وكانت الرسالة الثانية التي يجب أن نقدمها ضرورة إشراك النساء، ليس فقط في طرفي الحوار، فهناك امرأة في فريق الحوثيين وصالح وهناك امرأتان في فريق الحكومة، ولكن أيضاً يجب أن يكون هناك نساء مستقلات يستطعن أن يشاركن كمراقبات أو مستشارات بحيث يلعبن دوراً كبيراً جداً في تقريب وجهات النظر، وأن يكون لها صوت حقيقي ومنادٍ بالسلام. وكان من الرسائل في الكويت، أيضاً، تحييد العملية التعليمية والصحية من الصراع، هناك الكثير من البلدان التي خاضت حروباً لسنوات طويلة، كلبنان مثلاً، لم يتضرر التعليم في لبنان وظل التعليم فيها قوياً، وبالتالي في اليمن أيضاً يجب تحييد العملية التعليمية وعدم قصف المدارس وعدم استخدام المدارس لأي غرض من الأغراض، وأيضاً، كان من الرسائل عدم تجنيد الأطفال والزج بهم في الحروب، وكذلك كانت هناك واحدة من الرسائل موجهة للمجتمع الدولي أن يفهم أنه يجب الالتفات بشكل كبير جداً إلى الوضع الاقتصادي الذي تعيشه اليمن، ومحاولة إيجاد آليات وطرق وسبل لمساعدة اليمنيين للحفاظ على أعمالهم، للحصول على مرتباتهم ولفتح أفق لهم للاستمرار بهذه الحياة. 


أنا أعتقد أن زيارة الكويت كانت ناجحة بكل المعايير، وزاد اقتناعي أنه إذا كانت النساء موجودات في طاولة الحوار، وإذا كانت النساء متواجدات كمستشارات... إلخ، يمكن أن يكون لهن دور كبير في الضغط على المتحاورين وعدم تركهم للعودة دون أن يتوصلوا إلى آليات بناء السلام في المجتمع اليمني. وبالتالي أنا واحدة من النساء اللاتي يؤمن بأدوار النساء المهمة في بناء المجتمعات وأن أي مجتمع يريد أن يبني دولة حديثة وأن يكون له شأن في المستقبل، يجب أن تكون النساء شريكات حقيقيات في صنع القرار لا أن نأتي بنساء كديكور هنا أو هناك، ولكن يجب أن يكون لهن رأي ويجب أن يُستمع إلى آرائهن ويكون لهن أجندة نسوية من خلالها يفدن النساء في مختلف المجالات. 


تتواجدين خارج اليمن منذ بداية الحرب؟ 
لقد بقيت في صنعاء فترة طويلة أثناء الحرب وعملت منذ أول أسبوع في الإغاثة ومساعدة النازحين. كان بداية خروجنا لمساعدة الناس عندما بدأت الكارثة وعندما بدأ النزوح إلى صنعاء وعندما بدأت الأزمة الاقتصادية تلوح بالأفق. كنت واحدة من أوائل النساء اللاتي خرجن إلى الشوارع لمساعدة المواطنين. وقمنا بتشكيل اتحاد منظمات المجتمع المدني "أمم"، وضمّ أكثر من 65 منظّمة مجتمع مدني في مختلف محافظات الجمهورية، وعملنا في اتحاد منظمات المجتمع المدني لنحو فترة ثمانية أشهر، في تقديم المساعدات والخدمات للنازحين والنازحات في كثير من محافظات الجمهورية في صنعاء، عدن، تعز، إب، عمران... ومعظم المحافظات التي كان فيها نازحون واستطعنا الوصول إليهم، قمنا بتقديم السلال الغذائية وتوزيع الملابس وكسوة العيد، وأعمال كثيرة جداً، وأنا ما زلت إلى الآن فخورة جداً أننا عملنا كل هذه الأشياء واستطعنا أن نخفف ولو جزءاً بسيطاً جداً من معاناة الشعب اليمني خلال تلك الفترة. 


اتحاد منظمات المجتمع المدني "أمم" ساهم مساهمة كبيرة في بداية الحرب في ايصال المساعدات الانسانية إلى مناطق الصراعات المختلفة. وعملت منظمات شبابية على السماح بدخول المواد الغذائية إلى أماكن لم تكن المنظمات الدولية قادرة على الوصول إليها، وقدمنا كل من استطعنا أن نقدمه. وما زال اتحاد منظمات المجتمع المدني "أمم" يعمل إلى الآن ويحاول أن يساعد المحتاجين ويحاول أن يقدم الخدمات على قدر استطاعته. أيضاً عمل الاتحاد على تدريب منظمات المجتمع المدني، وقمنا بتصميم استمارات للنزوح واستمارة لتحديد الاحتياجات كي لا يتم العمل عشوائياً، وكنا من أوائل المنظِّمات اللاتي امتلكن قاعدة بيانات لأعداد النازحين وأماكن تواجدهم. أيضاً ساهم الاتحاد في التدريب في موضوعات مختلفة، أهمها التدريب في مجال الأمن والسلامة وفي المعاناة النفسية للأطفال، والاسعافات الأولية.


كل ما استطعنا القيام به خلال هذه الفترة العصيبة التي تمر به اليمن، هو واجب كل يمني ويمنية يشعر بانتمائه لهذا البلد، وأن ما يقوم به هو جزء من رد الجميل لهذا الوطن المعطاء ولناسه الطيبين. 


تشاركين بمؤتمرات دولية عن السلام ولقاءات دبلوماسية، آخرها اللقاء بالسفير الألماني في عمان... هل برأيك يعطي المجتمع الدولي اهتماماً كافياً بالوضع في اليمن؟
مازالت الحروب المشتعلة في المنطقة وتأثيراتها تطغى بكثير عن الكلام عن الحرب اليمنية، وهي كما أقول دائماً الحرب المنسية، فهي في أسفل اهتمام المجتمع الدولي، وما زالت الصراعات الاقليمية في المنطقة (السعودية - إيران) تؤثر بشكل كبير على محاولة إيجاد تسوية حقيقية وبناء سلام في اليمن.


باعتبارك رئيسة لمؤسّسة "أوام" التنموية الثقافية، هل نتحدث عن أنشطة للمؤسسة في الظروف الحالية؟
مؤسّسة "أوام" التنموية الثقافية هي جزء رئيسي من اتحاد منظمات المجتمع المدني "أمم"، وكانت "أوام" جزءاً رئيسياً في أنشطة الاتحاد، سواء الاغاثية أو التدريبية، ولكن ما قامت به مؤسسة "أوام" هو تدريب عدد 75 امرأة على قرار الأمم المتحدة 1325، وهو القرار الذي يتحدث عن أوضاع النساء في بلدان ما بعد النزاعات أو في بلدان الصراعات، وبالتالي هو الذي ينادي ببناء السلام.
وأيضاً عملت المؤسسة على تدريب النساء في السياسات العامة وحاولت أن تبني خططاً، سواء في مجال الصحة أو في مجال التعليم: كيف يمكن لهذه المجالات أن تستمر. وعملت مؤسسة "أوام" أيضاً دراسة عن أثر الحرب على النساء اليمنيات، وهذا وضع طبيعي لأن النساء تتعرضن للتهديد ولأشياء كثيرة، لأن النساء تحجم عن الخروج خوفاً من أي طارئ قد يحدث لهن، و تعمل مؤسسة "أوام" الآن على تدريب النساء على عملية بناء السلام وفي حل النزاعات، ومؤسسة "أوام" هي مؤسسة غير ربحية هدفها الأول حقوق النساء بالدرجة الأولى، نعمل منذ العام 2005 على تعزيز حقوق النساء وأولوياتها في مختلف المجالات، من خلال تحالفات كثيرة قمنا بإنشائها كتحالف "متطوعون من أجل حقوق النساء" الذي عملنا من خلاله على دعم قضايا النساء في مؤتمر الحوار الوطني، وأيضاً حالياً مع اتحاد منظمات المجتمع المدني، الذي تحدثت عنه سابقاً. 


هناك من يرى أن الحرب أثرت على مستوى مشاركة المرأة بمختلف جوانب الحياة العملية... كيف يمكن توضيح ذلك؟ 
أعتقد أن النساء اليمنيات ما زلن بحاجة إلى إعلاء أصواتهن، ما زال صوت النساء اليمنيات خافتاً، بالمطالبة بوقف الحرب، بالضغط على الأطراف المتصارعة لتجنيب اليمن الويلات، والضغط عليها لبناء السلام والتخفيف من حجم المعاناة التي يعاني منها اليمنيون إلخ... وبالتالي نحن بحاجة إلى مزيد من الجهد ومزيد من العمل على النساء اليمنيات في التعريف بحقوقهن، بأهمية أدوراهن، خاصة في أوقات النزاعات، لأننا أكثر من يتضرر من هذا المجال. وهناك مهام يجب أن تقوم بها النساء القياديات، وهناك مهام يجب أن تقوم بها النساء في الميدان، وأعتقد أن تكامل الأدوار بين النساء القياديات وبين من في الميدان سوف يعطي النساء الكثير من القوة، وسيجعل الآخرين يسمعون لصوت النساء ويعون ماذا يحدث.


ماذا عن الفساد في ظل الحرب، كونك كنت نائباً لرئيس الهيئة العليا لمكافحة الفساد؟
بالنسبة للفساد، فهو أحد مداخل الحروب، هناك علاقة وطيدة بين الحرب والصراع والفساد، عندما يبدأ الصراع وعندما تبدأ الحروب يزيد الفساد ويستشري، من صفقات الأسلحة، إلى التهريب، إلى إخفاء الأحتياجات الأساسية للمواطنين ومضاعفة أسعارها، وظهور تجار الحروب، الذين يعملون على إطالة أمد الحرب، كل ما سبق يجعل من الحروب واستمراريتها مجالاً كبيراً وخصباً للفساد.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص