السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
المهرة: هنا السلطان... هنا الإقليم!
الساعة 20:00 (الرأي برس - عربي )

يقود نجل آخر سلاطين المهرة، عبد الله بن عيسى بن عفرار، حراكاً شعبياً واسع النطاق لنيل خيار استقلال المهرة وسقطرى عن حضرموت. عودة السلطان الذي يمتلك ولاء شعبياً كبيراً في نطاق حكم سلطنته المجاورة لسلطنة عمان، أثارت مع تحرّكاته الشعبية والسياسية عدّة تكهنات عن المشروع السياسي الذي يحمله.


مؤخّراً هدّد المجلس العام لأبناء المهرة وسقطرى، في ختام حشد جماهيري دعا إليه السلطان عبدالله بن عيسى آل عفرار وحضره الآلاف من أبناء المهرة، باللجوء إلى خيارات أخرى لم يسمّها، في حال تجاهل سلطات الرئيس عبد ربه منصور هادي مطالبهم المشروعة بإقليم المهرة وسقطرى المستقلّ على حدود سلطنة المهرة لعام 1967.


فكّ الارتباط 
منذ عدّة سنوات، يقود المجلس العام لأبناء المهرة وسقطرى حراكاً شعبياً سلمياً مماثلاً لمطالب "الحراك الجنوبي" بفكّ الارتباط، ولكن حراك المهريين لا يهدف إلى فكّ الارتباط عن الشمال أو الجنوب، وإنما فكّ الارتباط عن حضرموت والبقاء في نطاق الدولة الموحّدة. المطالب باستقلال المهرة عن وصاية "الباء" الحضرمية تعدّ هدفاً مشتركاً وخياراً موحّداً لكثير من المهريين والسقطريين، مقابل بعض المعارضين.


قرار صادم 
بعد تحرّكات قادها سلطان المهرة، عبد الله بن عيسى بن عفرار، خلال الأعوام من 2012 إلى 2014 لإقرار المهرة وسقطرى إقليماً مستقلّاً على حدود 67، مبرّراً ذلك بروابط اللغة والتاريخ المشترك ورابطة الدم والنسب التي يرتبط بها أبناء المحافظتين، اصطدم المهريون بقرار لجنة الأقاليم المنبثقة عن مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي أقرّ، مطلع فبراير 2014، ضمّ محافظتي المهرة وسقطرى إلى إقليم حضرموت. إلا أن القرار الذي جاء بعد تطمينات تلقّاها المجلس العام لأبناء المهرة وسقطرى من الرئيس عبد ربه منصور هادي فجّر ثورة غضب شعبية في المهرة وسقطرى رفضاً لقرار الضم والالحاق. 


ولا تزال حالة الاحتقان في المحافظة اليمنية، التي لم تطلها الحرب المتصاعدة منذ عام و9 أشهر، قائمة، إلا أن ثمّة مخاوف من خروج تلك الاحتجاجات السلمية المتصاعدة في بوّابة اليمن الشرقية عن الخيار السلمي.


الإقليم أم السلطنة؟
يتّهم معارضو السلطان بن عفرار الأخير بالسعي إلى استعادة السلطنة العفرارية التي أسقطتها الجبهة القومية في الجنوب عام 1967، إلا أنه ينفي وجود أي نوايا لاستعادتها.


وأكّد بن عفرار بأن مهمّته ستنتهي بإعادة الاعتبار للمهرة وسقطرى التي عانت من التهميش والاقصاء والوصاية على مدى قرابة الخمسين عاماً.


وهدّد بن عفرار، في خطاب ألقاه أمام الآلاف من أبناء المهرة المشاركين في الحشد الجماهيري الذي أقيم في مدينة الغيظة مطلع الشهر الحالي، بفرض إقليم المهرة وسقطرى على أرض الواقع بقرار شعبي، إذا لم تتم الاستجابة لمطالب أبناء المهرة المشروعة بإقليم مستقلّ.


التهديد الذي أكّده بيان صادر عن المجلس العام لأبناء المحافظتين أيضاً يعدّ الثاني منذ تصاعد الاحتجاجات الشعبية في المهرة مطلع شهر إبريل 2014، إلا أن الرئيس هادي استدعى سلطان المهرة حينذاك للقدوم إلى صنعاء لوقف تداعيات قرار تحديد الأقاليم، وكلّف نائب رئيس مجلس النواب، محمد على الشدادي، يومها، بمتابعة القضية، والذي وعد المهريين بتلبية مطالبهم أكثر من مرّة، في محاولة منه لامتصاص الغضب الشعبي.


حكم الأمر الواقع 
في ظلّ تجاهل هذه المطالب من قبل هادي، أعلن المجلس العام عن تدشين أولى خطوات فرض الإقليم كأمر واقع، من خلال تبرّع السلطان عبد الله بن عيسى بن عفرار مؤخّراً بـ 100 ألف دولار لإنشاء قناة فضائية خاصّة بإقليم المهرة وسقطرى وستحمل اسم "إقليم المهرة"، وفق مصادر


إستقلال المهرة 
ورثت دولة الجنوب العربي عام 1967 السلطنة العفرارية، وأعلنت المهرة في نفس العام محافظة مستقلّة تابعة للنظام المركزي في عدن، كما ربطت جزيرة سقطرى بعدن مباشرة نظراً لأهمّيتها، إلا أن المهرة لم تستقل إدارياً ولا تنفيذياً عن حضرموت. سلطات حضرموت كما يقول المهريون تعمّدت تهميش محافظتهم وتسبّبت بحرمانها من التنمية، فقرابة الـ 70 % من مؤسّسات الدولة في مدينة الغيظة، عاصمة المحافظة، لا تتبع الدولة المركزية بصنعاء بل المكلا عاصمة حضرموت، وما زاد من سخط أبناء المهرة، استقطاع حضرموت أراضي واسعة تابعة للقبائل المهرية لفتح ممرّات برّية مع السعودية.


خصوصية المهرة 
تمتلك المهرة أكثر من خاصّية تؤهّلها لأن تكون إقليماً مستقلّاً عن إقليم حضرموت، فهي تعدّ ثاني أكبر محافظة يمنية مساحة (82،405 كم²) ولها حدود برّية مع السعودية شمالاً، وتحاذي سلطنة عمان غرباً، وتعدّ من المحافظات الجنوبية الساحلية، وتمتاز بمقوّمات اقتصادية كبيرة. يضاف إلى ذلك أن في المهرة لغة خاصّة تنطق ولا تكتب، ولا يجيدها إلا المهريون والسقطريون فقط، إضافة إلى التحدّث بالعربية.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً