السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
ناجون من "المجزرة الكبرى": قصف جوّي بلا شكّ
الساعة 21:01 (الرأي برس - عربي )

"بعد دخولنا إلى القاعة، سمعنا أزيز الطائرة، قال زميلي نصلّي ثم نجلس، فكان ردّي نبحث عن مكان (للصلاة) أوّلاً، ولم أكمل الكلمة، إلّا ووقع الإنفجار الأوّل، فيما الإنفجار الثاني جاء وقد أصبحت جريحاً على بعد 50 متراً"، كما يقول محمّد الماوري، أحد الناجين والمصابين في مجزرة القاعة الكبرى، يوم السبت الماضي. 


ويضيف الماوري، وهو سكرتير إعلامي لوزير الداخلية، اللواء جلال الرويشان، ، أنّه اندفع عقب الصاروخ الأوّل "حيث كان هناك اندفاع كبير للمتواجدين نحو النافذة الجنوبية للصالة، وهناك قفزت، بعد تردّد، بسبب الخطر الذي يمثّله اللهب المتصاعد من المولّد الكهربائي للقاعة، وعندما وصلت الأرض، لم أستطع النهوض فوراً، شعرت بإصابة في الرجل اليمنى، واصلت الهروب على الرغم منها، وبعد حوالى 50 متراً وصل الصاروخ الثاني، فواصلت باتّجاه المستشفى اللبناني، وقد أصبحت الدماء على ملابسي، إلى أن وجدت تكس انتقلت به إلى المستشفى، وبعد إجراء الفحوص الطبّية تبيّن أنّني مصاب بكسر بسيط في مشط القدم، قاموا بتدبيسه وغادرت المنزل". 


ويتابع "في تلك الأثناء، لم أكن أدرك حجم المجزرة، ولا مصير المتواجدين الذين كانوا يملأون القاعة، وصلتني اتّصالات للإطمئنان عليّ، فأجبت أنّني مصابٌ إصابة بسيطة، وأن هناك مصابين وشهداء لا أعلم حجمهم. الآن، صار لي عكّاز للمرّة الأولى، ومع ذلك، فقد نجوت والحمد لله، لكنّني لا أستطيع تقدير حجم الحزن والأسى جرّاء سقوط العدد الكبير من الشهداء والجرحى، ممّن كانوا يؤدّون واجب العزاء". 


يتّفق الناجون، في حديثهم، على أن ما جرى قصف جوّي، دون أدنى شك. يروي المحامي والناشط القانوني والسياسي، جمال الجعبي، "أنّني كنت متّجهاً لمراسم العزاء بحكم معرفة وارتباط أسري مع أشخاص من آل الرويشان، وعندما وصلت شارع الخمسين، قبل الفتحة المؤدّية إلى الصالة الكبرى، سمعت صوت الصاروخ الأوّل واهتزّت السيارة، ثمّ واصلت إلى ما وراء مقرّ الجامعة اللبنانية القريبة من القاعة، لأجري اتّصالاً مع أشخاص في القاعة، وهناك سمعت صوت تحليق الطائرة، التي أطلقت الصاروخ الثاني، وبين الصاروخ الأول والثاني من 6 إلى 7 دقائق".


ويزيد الجعبي، في حديثه ، أنّه "بالنسبة لي، وبدون شكّ، ما أنا مقتنع به أن الضربة التي استهدفت القاعة كانت جوّية، وليس انفجاراً كما يحاول البعض التشكيك"، معتبراً أن "ما جرى جريمة يندى لها الجبين، وأتقدّم بالتعازي لآل الرويشان، ولكلّ خولان، وكلّ أسرة من أسر الضحايا والمصابين الذي سقطوا جرّاء هذا الهجوم الذي يُعدّ غير أخلاقي ولاإنساني وجريمة بشعة بكلّ المقاييس". يتّفق الناجون، في حديثهم، على أن ما جرى قصف جوّي، دون أدنى شك


ويقول الإعلامي علي الشعباني، الذي كان على مقربة من الإنفجار، "، إنّه "كان في القاعة للمشاركة بالعزاء، بينما كانت مزدحمة بالمعزّين من زملاء وأصدقاء ومن مختلف الشخصيّات الإجتماعية والعسكرية والأمنية والمواطنين من مختلف التوجّهات". ويضيف "أنّني غادرت الصالة ومعي زميلي عادل الهرش، بسبب الإزدحام، لنتيح لغيرنا من المعزّين مكاناً للجلوس، وبعد حوالى 150 متراً، ومازلنا في محيطها، سمعنا أزيز الصاروخ الذي كان مرعباً لدرجة لا يمكن تصوّرها، قبل أن ينفجر، وكان موقفاً صعباً بحثنا عن مكان للإحتماء به، لأنّنا في مكان مفتوح وسط خطّ الإسفلت. شاهدنا الشظايا تتطاير في كلّ اتّجاه، والناس يتدافعون للهروب والدخان يملأ المكان". 


ويتابع الشعباني أنّه مع سقوط الصاروخ التالي "كان المشهد أكثر رعباً ولا يمكن تصوّره، إذ استهدف الناس أثناء تدافعهم بينما كانوا يحاولون الهروب من القصف أو يحاولون الإنقاذ، وكان المشهد هولوكست بمعنى الكلمة، رأينا أشلاء تتطاير وجثثاً تتفحّم". 


من جانبه، يروي عادل الهرش، الذي كان يرافق الشعباني، أنّه ومن كانوا بالمكان سمعوا "صوت أزيز قادم من السماء، وكان الجميع يسمع صوت الطائرة، فإذا بنا نرى ذلك الصاروخ الملعون بأمّ أعيننا وهو ينزل منها على القاعة الكبرى، ومن كان بداخلها، ليحدث بها انفجاراً عنيفاً ارتجّ له جنوب العاصمة". 


أما عبدالله علي، طالب جامعي، فيسرد،"، أنّه حضر العزاء لأن قريبه دعاه للحضور، وغادر قبل القصف بدقائق، ويزيد أنّه "عندما رأيت مسؤولين في القاعة، ورأيت نقاط التفتيش خارجها، فكّرت أنّها احتياطات، لأنّه من الممكن أن يستهدف من داعش مثلاً، وكان آخر شيء يمكن أن نتوقّعه أنا أو غيري هو أن هذا العزاء يمكن أن يتعرّض لاستهداف من الطيران. وخرجت مع قريبي، وبعد دقائق قليلة سمعنا الإنفجار، ولكنّنا لم نتوقّع أبداً أنّه استهدف القاعة، ولم نلتفت لنتأكّد من مكان وقوعه، إلّا عندما سمعت من آخرين، ثمّ مرّت الساعات التالية وأنا أشعر أنّني لا أتحكّم بأعصابي وحواسي جيّداً لأستوعب ما حدث". 


ويختم "وأنا أرى الجثث المتفحّمة والقاعة المحترقة في الصور، أتذكّر مباشرة الحاضرين قبل الهجوم، وأشعر أنّها اللحظات الأصعب في حياتي على الإطلاق، كيف يمكن أن أتكيّف مع واقع رأيت فيه جريمة تفوق الوصف، وتصوّرت ماذا لو بقيت وكنت أحدهم، وما هي الفاجعة الكبرى التي ستحلّ بأسرتي، فكيف بمئات الأسر للشهداء والمصابين؟".

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً