السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
المجزرة الأكبر منذ سنوات: 800 ضحية بينهم 200 جثّة متفحّمة
الساعة 20:37

إرتكب طيران "التحالف العربي"، يوم السبت، أبشع جريمة شهدتها اليمن منذ بدأ الحرب حتّى الآن. الجريمة التي لا تعدّ الأولى التي تستهدف الصالات العامّة، هي الأكثر دموية وبشاعة من بين 11 جريمة مماثلة.


قرابة الساعة الثالثة عصراً، اكتظّت الصالة الكبرى، الواقعة في شارع الخمسين في العاصمة صنعاء، بجموع المعزّين بوفاة والد وزير الداخلية الموالي لجماعة "أنصار الله"، اللواء جلال الرويشان، مما اضطر الكثير منهم إلى الإنصراف منها لإتاحة الفرصة للمعزّيين الجدد لتقديم العزاء.
الصالة التي أحيطت بإجراءات أمنية مشدّدة من قبل قوّات الأمن، والأمن المركزي، تحوّلت خلال لحظات إلى ركام، بعد أن هاجمتها طائرة تابعة لـ"التحالف" من علو مرتفع، بأربع غارات جوّية. إستهدفت الغارة الأولى بوّابة القاعة لتلحق فيها أضرار بالغة، وتسببت باندلاع حريق حال دون فرار المئات من المعزّين منها، إلا أن العاملين في الصالة تدخّلوا لفتح البوّابة المخصّصة للطوارئ، لكن طيران "التحالف" استهدف الصالة بغارة ثانية، حوّلت عشرات المعزّين إلى أشلاء متناثرة، وتسبّبت باشتعال النيران في وسط الصالة، مما أدّى إلى احتراق العشرات من المعزّين أيضاً، وإصابة آخرين بالاختناق نتيجة تصاعد الأدخنة السوداء بسبب احتراق الأثاث.


وبعد عدّة دقائق فقط من تدخّل مرافقي عدد من الشخصيات التي كانت في الصالة للإنقاذ، جدّدت طائرة أخرى تابعة لـ"التحالف" استهداف المسعفين بغارتين، مما أدّى إلى مقتل وإصابة عدد كبير منهم.


الإسعاف بحذر
بعد وقت قصير من استهداف مجلس العزاء، عزّزت قوّات الأمن في العاصمة، بمشاركة عناصر من "أنصار الله"، تواجدها في محيط المكان وأغلقت الشوارع، وعملت على منع المواطنين الذين تدافعو بالمئات إلى مكان الهجوم من الاقتراب من الصالة التي ظلّت تحترق لقرابة الساعتين، وهو ما تسبّب بارتفاع عدد ضحايا الهجوم، لا سيما وأن كثافة النيران وتصاعد الأدخنة السوداء الناتج عن احتراق الصالة المجهّزة بأثاث ضخم، حالت دون إسعاف الكثيرين، مما أدّى إلى تدخّل عدد من عربات الإطفاء لإخماد النيران، وفتح طريق للمسعفين، ولذلك عثر على العشرات من الضحايا قضوا نحبهم اختناقاً. تدافعت مئات النسوة اللواتي قدمن إلى مكان الهجوم لمعرفة مصير أقربائهن
مابين الرابعة والسادسة مساءً، تمّت عملية الإسعاف التي شاركت فيها مختلف مستشفيات العاصمة صنعاء الحكومية والأهلية، بحذر شديد، خوفاً من تعرّضها للاستهداف من قبل طيران "التحالف" التي عاودت التحليق في سماء العاصمة، وحتّى ذلك الوقت لم تعلن وزارة الصحّة الحصلية الأوّلية للضحايا، فعملية إنقاذ الجرحى استمرّت لأربع ساعات، وعملية إجلاء الجثث المتفحّمة وجمع الأشلاء استمرّت حتّى منتصف ليل الأحد. 


800 قتيل وجريح
لم تستقر إحصائية ‏"هلوكوست صنعاء"، وعكست أرقام الضحايا فداحة الجريمة، والتي ارتفعت من 450 قتيلاً وجريحاً في تمام الساعة السابعة مساءً، إلى 656 شهيداً وجريحاً في تمام الساعة التاسعة مساء السبت، لتصل وفق وكيل وزارة الصحّة، نشوان العطاب، إلى 795 ضحية، منهم 132 قتيلاً و662 جريحاً.


وأشار العطاب إلى أن هناك العشرات من الجثث المتفحّمة والأشلاء المجهولة، التي لم يتعرّف على هويتها. وفي تمام الساعة الثانية من فجر اليوم الأحد، ارتفع عدد الضحايا إلى 458 قتيلاً، بينهم 213 جثة متفحّمة و67 جثة ممزّقة و187 جثة بشظايا، كما بلغ إجمالي الجرحى 356 مصاباً بإصابات بليغة، والعشرات إصابات أقلّ.


"هلال العاصمة" وآخرون
الجريمة البشعة أودت بحياة أمين العاصمة السابق، عبد القادر علي هلال، الذي كان من أبرز المرشّحين لرئاسة الحكومة في حال توصّل أطراف الصراع لاتّفاق سياسي شامل برعاية الأمم المتّحدة، فالرجل الغامض كما يصفه مراقبون كان يقود التيار الثالث الذي تحدّثت عنه مبادرة وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، وأشاد به المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ، عدّة مرّات.
مصدر مسؤول في وزارة الداخلية في صنعاء نفى، لـ"العربي"، صحّة مقتل اللواء الركن جلال الرويشان، وأكّد أن الرويشان جريح ويتلقّى العلاج في أحد مشافي العاصمة. وأكّد المصدر مقتل وإصابة عدد من القيادات العسكرية والأمنية في الهجوم، مشيراً إلى أن اللواء علي بن علي الجائفي، قائد الحرس الجمهوري، في حالة حرجة، وإصابة اللواء علي الذفيف، قائد اللواء 310 المرابط في عمران، واللواء عبد الرزاق المروني، قائد قوّات الأمن المركزي.


وأفاد المصدر بإصابة الشيخ أحمد صالح دويد، رئيس مصلحة شؤون القبائل، ومقتل العميد الركن عبد الله قايد الجوفي، قائد تدريب الأمن المركزي، والعميد جبر حسن الماوري، وقائد فرع قوّات الأمن المركزي بأمانة العاصمة، محمد بن هلال، ومقتل العميد محمد ناصر العامري، محافظ البيضاء الأسبق، عضو مجلس الشورى.


هلع وذهول
إستهداف الصالة الكبرى التابعة لرجل الأعمال، حسن الكبوس، والتي صمّمت لاستيعاب أكثر من ألف شخص، تسبّب بحالة هلع وذهول لمعظم سكّان العاصمة الذين تدافع الآلاف منهم إلى المستشفيات للتبرّع بالدم، في محاولة منهم لإنقاذ المصابين.


وتدافعت مئات النسوة اللواتي قدمن إلى مكان الهجوم لمعرفة مصير أقربائهن الذين ذهبوا لتقديم العزاء لآل الرويشان، وبسبب رفض الجهات الأمنية السماح لهن بالدخول إلى القاعة أو الاقتراب منها، حاول البعض منهن اقتحام الحزام الأمني بقوّة للبحث عن أشلاء ذويهن، بينما انهارت أخريات وهن يشاهدن سيارات الاسعاف تنقل العشرات من الضحايا دون توقّف.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً