السبت 23 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
مدارس وادي حضرموت تفتح أبوابها: ما يزال الأمل حاضراً
الساعة 20:11 (الرأي برس - عربي )

مضت العطلة الصيفية التي تجاوزت مدّتها الثلاثة أشهر في اليمن، ليبدأ عام دراسي جديد، لن يكون، على ما يبدو، أفضل من الأعوام الدراسية السابقة، التي تأثّرت بظروف الحرب وتداعياتها منذ العام 2015. وبالرغم من ذلك، يحدو الأمل الإدارات والكوادر التربوية في وادي حضرموت، بأن لا يتأثّر العام الجديد بالإضطرابات السياسية، بشكل كبير، في محافظة حضرموت، التي تسير فيها العملية التعليمية على نحو مقبول، مقارنة بباقي المحافظات اليمنية، لكن تبقى تأثيرات الحرب وتداعياتها، المباشرة وغير المباشرة، هاجساً يؤرّق الإدارات المدرسية ومكاتب التربية والتعليم، في ظلّ النقص الحادّ في أعداد المعلّمين، وعدم تغطية الإحتياجات والمسلتزمات اللوجستية الأخرى، الخاصّة بالبيئة المدرسية. 


تأثيرات الحرب
وبهذا الصدد ، يعتقد الأستاذ، محمّد باتيس، مدير إحدى المدارس الحكومية في مدينة سيئون، أن "الكادر التربوي يجب أن يظلّ بعيداً عن السياسية، كي لا تتأثّر سلباً العملية التعليمية"، لا سيّما وأن "الأحداث والتقلّبات السياسية وظروف الحرب، التي مرّت بها اليمن خلال الفترة الأخيرة، قد أثّرت بشكل كبير على مسار العملية التعليمية، وأداء الكادر التربوي، خصوصاً الإدارات المدرسية، التي تجاذبتها التيّارات السياسية، وبالتالي، لم يحقّق أيّ من تلك الإدارات إنجازات ونجاحات ميدانية حقيقية، سوى من ترك منها السياسة خارج أسوار المدرسة، فعمل بجدّ وإخلاص، وتفاؤل ونشاط ،غير مكترث بالوضع السياسي الراهن، زارعاً في نفوس الطلّاب الأمل بمستقبل جديد".


إستعدادات 
ومع استقبال العام الدراسي الجديد، ينصح باتيس الإدرات المدرسية بضرورة "التطوير والابداع، وكسر حاجز الروتين السائد والتقليدي في استقبال الطلّاب والطالبات، والسعي نحو ابتكار أفكار وإبداعات تحفيزية جديدة في ثقافة الإستقبال، تواكب ما توصّلت إليه الأبحاث الجديدة في التهيئة النفيسية والتشويق للدراسة، سيكون لها الأثر الأكبر في نفوس التلاميذ".


أمّا الدكتور عبد القادر الكاف، عميد كلّية المجتمع في سيئون، فيرى أن عملية الإستعداد للعام الدراسي تقع على عاتق الإدارات المدرسية، التي ينبغي عليها "تهيئة البيئة التعليمية، وتعويض النواقص وجوانب القصور، كنقص المعلّمين والكتب، علاوة على مراعاة طاقم التدريس، كما أن على منظّمات المجتمع المدني المساهمة بهذا الجانب، من خلال كفالة عدد من الطلّاب الفقراء، لمساعدتهم على شراء الدفاتر والزيّ المدرسي". ويشدّد الكاف على أهمّية "تدريب الهيئات التدريسية والإدارية العاملة بالمدارس، مع العمل على تنمية المعارف والمهارات عبر الإستعانة تبقى تأثيرات الحرب وتداعياتها هاجساً يؤرّق الإدارات المدرسية ومكاتب التربية والتعليمبالخبراء والمتمكّنين".
وينطلق الأستاذ عمر بارجاء، مدير مركز الوسائل التعليمية في وادي حضرموت، من جهته، في رؤيته لعملية الإستعداد لاستقبال العام الدراسي، من زاوية التحديث المستمرّ لـ"قاعدة البيانات والمعلومات بالمدارس، وذلك لتسهيل عملية التطوير والمتابعة، والمساعدة على اتّخاذ القرارات الصائبة والطموحة"، لافتاً إلى أهمّية تنمية "علاقة الإدارات المدرسية بالمجتمع المحيط بها، وتوثيق علاقاتها بالأعيان والتجّار ورجال العلم والمعرفة وكلّ الجهات ذات العلاقة، وتوظيف ذلك في خدمة تطوير الأداء بالمدرسة وتحسينه وخدمة البيئة المدرسية واستكمال كلّ التجهيزات الناقصة والضرورية للتعلّم".


إحتياجات وصعوبات 
وفي ظلّ استمرار المعاناة في توفير الإحتياجات اللوجستية الخاصّة بالبيئة التعليمية، يتحدّث الأستاذ أنور باشغيوان، مدير ثانوية سيئون النموذجية للبنات، عن أبرز النواقص التي تعاني منها الإدارات المدرسية، والمتمثّلة في "نقص المعلّمين، ونقص الخبرة، وعدم الإهتمام بعملية التأهيل والتدريب، علاوة على مشكلة ضعف الأداء المهني لبعض المعلّمين الجدد، وبخاصّة المتعاقدين منهم، وكذا بعض المعلّمين القدامى اللذين هم بحاجة ماسّة للتأهيل والإنعاش". 


بدوره، يلفت الدكتور عبد القادر الكاف إلى أن من أهمّ الصعوبات التي تعرقل مسار العملية التعليمية "ضعف التواصل والإتّصال مع الإدارة التعليمية التابعة لها، وعدم وجود شبكة تواصل إلكترونية وغيرها من صعوبات التواصل، إضافة إلى عدم توفّر مبان مدرسية حكومية مجهّزة بالتجهيزات الحديثة، حيث أن غالبية المدارس غير مناسبة، ناهيك عن انعدام الموارد المالية خاصّة في المدارس التي يوجد بها كثافة بعدد الطلاب وتستغرق مبالغ مالية لتنفيذ الأنشطة، ووجود ميزانيات ضعيفة جدّاً لا ترقى لإدارة صفّ، لذا فعلى السلطة المحلية رفد المدارس بالميزانيّات قبل أيّ قطاع آخر، وأن تحال رسوم الطلّاب كاملة لإدارة المدرسة".


من جانبه، يقترح الأستاذ عمر بارجاء العمل على "تخصيص ميزانية تشغيلية للمدارس، والسماح للإدارات المدرسية بتنمية الموارد المالية المساعدة على تسيير شؤون المدرسة"، فيما يعتقد الأستاذ محمّد باتيس أن الإجراءات الإدارية المعقّدة تقف حائلاً أمام عمل الإدارات المدرسية، لذا فمن الضروري، من وجهة نظره، "تبسيط تلك الإجراءات وجعلها أكثر حداثة، و توفير البيئة المدرسية المناسبة للتعلّم، وتوفير كلّ الأدوات والتجهيزات اللازمة للعملية التعليمية وتفعيلها، وتطوير اللوائح والتعميمات الخاصّة بعمل الإدارات المدرسية، إضافة إلى الإستفادة من الخبراء والمتخصّصين، لشرح وتفسير اللوائح الحالية وما يستجدّ من نصوص".

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص