السبت 23 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
بداية متعثّرة للعام الدراسي في عدن
الساعة 19:54 (الرأي برس - عربي )

تقاطر الآلاف من طلاب المدارس، الإثنين، لتدشين العام الدراسي الجديد في المناطق الجنوبية، في ظلّ ظروف اقتصادية صعبة للغاية. أولياء أمور الطلاب، وغالبهم من الموظّفين والمتقاعدين، لم يتسلموا رواتبهم حتّى اللحظة، بسبب ما قالت السلطات المالية بعدن أنه نقص حادّ في السيولة لدى البنك المركزي. 


عبد الله محمد قاسم (ولي أمر)، يقول إن "الوضع كارثي للغاية. المدارس بدأت اليوم، والرواتب حتّى الآن لم تأت. الأولاد بحاجة إلى ملابس وأدوات مدرسية لاستقبال العام الدراسي الجديد. كلّ أسرة لديها 3 أولاد سيلتحقون بالمدارس، في ظل أن أبسط مقومات الحياة باتت شبه معدومة، الكهرباء والمياه وغلّقت المدارس". 


نزيه (طالب في الصفّ الثالث)، تخلّف عن زملائه ولم يلتحق بعد بالمدرسة. يقول "قلت لأبي اشتري لي ولأخي ثياب وشنطة عشان المدرسة، قال لي اصبر يا ابني لما توصل الفلوس (الراتب) بشتري لكم ونحنا بانتظار راتب أبي، ربما بيتأخر، وامي تصر على أنه نروح المدرسة بالثياب حق العام الماضي، ونحنا نستحي يضحكوا علينا العيال".


تفرق
يضطر بعض أولياء الأمور للاستدانة لسدّ الحاجات الأساسية، فيما آخرون من ميسوري الحال يلجأون إلى المدارس الخاصّة هرباً من الازدحام في المدارس الحكومية لتدريس أولادهم. الجدير بالذكر أن المدارس الخاصّة في عدن أشبه بالدكاكين منها إلى كونها مدارس، فهي لم تعدّ ابتداء لتكون مدارس، بل هي عبارة عن فلل سكنية يجري تقسيمها كفصول دراسية ومكاتب للإدارة، وتفتقر إلى المساحات الخاصّة للعب الأطفال.


ومع ذلك، فصلاح العاقل (إعلامي) ذهب بابنته الصغيرة إلى إحدى تلك المدارس. ويبرّر ذلك بكونها على الرغم من العيوب الواضحة تتوفّر فيها مقوّمات الأمان والاهتمام مع معرفتنا الأكيدة بأن الكادر التدريسي فيها لا يمتلك الخبرة التي تتوفّر لدى المعلّمين في المدارس الحكومية بعدن، والحديث للعاقل، الذي يضيف "المدارس الحكومية بعدن ممتازة، عدا أن الازدحام الشديد في الفصول يعدّ مشكلة قائمة بذاتها، فقد يصل عدد الطلاب في الصفّ الأوّل إلى 100 طالب وربما أكثر".


سدّ الحاجة
"الهلال الأحمر الإماراتي" كان له دور في تأهيل غالب المدارس الحكومية بعدن ودعمها، غير أن متطلّبات المدارس لا تقف عند الترميم وتأثيث الغرف. الكتب الدراسية هذا العام في عدن معضلة أخرى تعيق انطلاق العام الدراسي.


مصادر تربوية قالت، لـ"العربي"، إن "إدارة التربية بعدن لن تتسلم الكتب المدرسية المطبوعة في صنعاء، حيث أضاف الحوثيون إليها دروساً ومقرّرات تدعم نهجهم السياسي والديني، لذا فإن قطاع المناهج في عدن سيلجأ إلى طباعة نسخة مغايرة للكتب المدرسية التي توزّع للطلاب في الشمال". لكن المطبعة الخاصّة بالكتاب المدرسي في حي المنصورة تعرّضت لأضرار بالغة أثناء الحرب. وتوقّفت المطبعة الأخرى التابعة لـ"مؤسّسة 14 أكتوبر"، التي تعاني تعثّراً مالياً مزمناً.


تعثّر 
على الرغم من القرارات الأخيرة التي أصدرها رئيس الجمهورية، عبد ربه منصور هادي، والمتعلّقة بنقل البنك المركزي إلى العاصمة المؤقّتة عدن، لا يزال المواطنون في عدن يعيشون حالة رعب، بسبب تأخّر صرف المرتّبات مصدر عيش غالب الأسر الوحيد هنا.


تضاف إلى المشكلات التي تواجه القطاع التربوي في عدن مشكلة جديدة، تتمثل بانتقال المئات من الطالبات والطلاب من محافظات شمالية لا تزال الحرب مشتعلة فيها، بينها تعز.


الأستاذة نجوى (تربوية في ثانوية آزال بعدن) تقول إن العام الدراسي الحالي ربما سيكون الأصعب في ظلّ تفاقم مشكلات الكهرباء والماء في مناطق متفرّقة بعدن، ناهيك عن توسّع رقعة الفقر بين أوساط الطبقة المتوسّطة في المجتمع، وتراجعها نزولاً باتّجاه الطبقة الفقيرة، وما يترتّب عن ذلك من تعقيدات ستظهر نتائجها السلبية على المدى المتوسّط بين أوساط الطلاب.


وأشادت نجوى بالإنجازات الأمنية التي تحقّقت بفضل الجهود الكبيرة التي بذلتها السلطة الأمنية والمحلّية في عدن. وقالت إن ذلك ساهم إلى حدّ كبير في عودة الطالبات تحديداً إلى المدارس بعدن، واللائي "كن يتعرّضن لتهديدات متواصلة من الجماعات الإرهابية".

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص