الاربعاء 27 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
قصيدة -زين العابدين الضبيبي
الساعة 12:24 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

فـي الـقلبِ صومعةٌ وحبٌ يصطفي
أنــثـى بـعـيـنيها عــرفـت تـصـوفي

 

عـامان مـن ظـمأ المُريدِ.. تسيرُ بي
جـهةَ الـيقينِ وغـيمُ وجدي ينطفي

 

مـا اجـتزتُ بـردَ العمرِ في أحضانها
إلا وقـــدَّ أســـى الـلـيـالي مـعـطفي

 

وفــؤادي الـدرويـشُ فــي مـلكوتها
مُـضـنىً يـفـردسُ لـلحبيبةِ أحـرفي

 

لــكــنَ طــفـل جـنـونـها ..مـتـسـلطٌ
مـهما سـفحتُ جـوارحي لا يـكتفِ

 

وأنــــا شـيـاطـينُ الـقـصـيدةِ كـلـهـا
عـندي.. وكـلي لـيسَ رهـن تصرفي

 

مــن فـضـةِ الـفوضى تَـشَكّلَ شـاعرٌ
بدمي..ومن خزفِ الذهولِ الأشرفِ

 

إن راودَ الـمـعـنى عـصـافيرَ الــرؤى
بـفـمـي فـنـاجـي أغـنـيـاتِ تَـلَـهُّـفي

 

أو واربــتْ نـفـسي حـرائقَ جـرحها
فـتعلمي الإمـساكَ بـالشجنِ الـخفي

 

وتــقــربـي بــأنـاقـةِ الإحــســاسِ لا
بــدمِ الـسـؤالِ وجـمـرهِ الـمتعجرفِ

 

أنـــا تــائـهٌ جَـــرحَ الـسـؤالُ يـقـينهُ
ورمــاهُ فــي جـبِّ الـظنونِ الـمُتلِفِ

 

جــسـدٌ تـفـتـتْ صـبـرهُ.. وحـواسـهُ
تـاهتْ ومـا بِـرحتْ تـلوحُ وتختفي

 

لـــكــنَ ســحــرَكِ مــكــرهُ مـتـمـكـنٌ
مـني ووجهكِ في البريةِ يوسفي...

 

مـهما تـغرّبَ بـي الـمدى وأضـاعني
بـيديكِ دون الـناسِ أن تتصرفي...

 

وتُـرَتِّـبـي مِــزقـي .. وأن تـتـسربي
فــيـهـا ومــــن نـفـحـاتـها تـتـألـفـي

 

الـعـشقُ راحـلةُ الـقلوبِ إلـى الـعنى
والـشـعرُ سـردابُ الـجنونِ فـشرفي

 

كــي تـشربي نـخبَ الـشرودِ مـعتقاً
مـــن جـــرةْ الأنــواءِ دونَ تَـخَـوُّفي

 

مـــازالَ فـــي الأحــلامِ مُـتـسعٌ لـنـا
يـكـفـي لـنـسـرقَ أي عــمـرٍ مــتـرفِ

 

نـحـسـو كــؤوسَ الأمـنـياتِ بـلـهفةِ
ونُـذِيـبُ صـخـرَ عـنـادنا الـمـتعسفِ

 

ونـعـيشُ فــي أفــقِ الـوجـودِ كـأننا
ألـقـانِ مــن زمــنِ الـغـرامِ الـمُنصفِ

 

تُــوقـي إلــى مــالا يـطـالُ وحـلّـقي
حــبـاً إذا جـــنَّ الــظـلامُ ورفـرفـي.

 

الــحــبُ كــــونٌ طــقـسـهُ مُـتـقـلبٌ
فـتـعـلمي أن تُـضـحِـكيهِ وتُــذُرفـي
ـــــــــــــــــــ

4/أكتوبر/2016م

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص