السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
دعوة الزبيدي تتفاعل: فرصة جدّية أم هروب إلى الأمام؟
الساعة 19:42 (الرأي برس - عربي )

تشغل الدعوة التي أطلقها، أخيراً، محافظ عدن، اللواء عيدروس الزبيدي، الحيّز الأكبر من حديث الشارع اليمني، شمالاً وجنوباً. ففي حين يرى جنوبيون فيها أنها فرصة ذهبية لتوحيد الجهود وتتويج ميسرة ثورة الجنوب، التي يشارف عمرها العشر سنين، بـ"تحقيق الإنفصال والإستقلال الناجز عن دولة الوحدة" في المستقبل القريب، يصف شماليون الدعوة بأنها "مخطّط انقلابي على مخرجات الحوار الوطني اليمني".


الدعوة التي أطلقها الزبيدي، مطلع الأسبوع الفائت، حظيت بتأييد شعبي كبير، ومباركة غالبية المكوّنات السياسية الجنوبية، بمختلف أطيافها، ووجهات نظرها المتباينة. و كان أبرز المؤيّدين الرئيسُ الأسبق، علي سالم البيض، السياسي الجنوبي الذي يتزعّم مشروع انفصال الجنوب.


خلفيات الدعوة 
يرى الأكاديمي، محمد سالم، إمكانية نجاح دعوة الزبيدي بنسب عالية "سيما وأنها أتت من شخصية قيادية جنوبية من العيار الثقيل، سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي أو في أوساط المقاومة الجنوبية، إضافة إلى ملائمة الأجواء السياسية، حالياً، لتقديم رؤية سياسية جديدة".


ويلفت سالم إلى أن أسباب "الإلتفاف الجماهيري" حول مشروع الزبيدي تنطلق من دوافع ذات معان دلالية، تولّد "الزخم الشعبي"، وتحافظ على مقوّمات نجاحها، "أبرزها، توجيه الدعوة من قبل قائد المقاومة الجنوبية التي كان لها اليد الطولى في تحرير عدن، وتأمينها، ناهيك عن انتماء الرجل لتيار الرئيس علي سالم البيض، وهو التيار الذي يحظى بتأييد الغالبية العظمى من الشعب الجنوبي، علاوة على حظوة الزبيدي بدعم خليجي من الرياض و أبوظبي". 


فرصة؟
ويعتقد السياسي الجنوبي، علي الكثيري، أن اللحظة التي يعيشها الجنوب اليوم، وما تمليه من مسؤوليات واستحقاقات، لا تحتمل أي قدر من "التعاطي العبثي" مع هذه الدعوة، "ولا تحتمل، أيضاً، ما ظلّ البعض يمارسه من نزق التعطيل والإفشال، الذي جوبهت به محاولات سابقة، استهدفت توحيد قوى الثورة التحرّرية الجنوبية، فالحاجة الوطنية الجنوبية باتت اليوم أشدّ إلحاحاً لالتئام قوى الثورة التحرّرية الجنوبية والمقاومة الوطنية الجنوبية وكلّ القوى الوطنية في الجنوب العربي من خلال انخراط الجميع في كيان سياسي جنوبي واحد موحّد، تنبثق عنه قيادة وطنية جنوبية واحدة تتولّى إدارة الجنوب العربي وتمثيله في أي مفاوضات قادمة بإشراف ورعاية إقليمية ودولية، على النحو الذي يترجم الإنتصارات الميدانية المحقّقة على امتداد الجنوب إلى نجاحات سياسية تفضي إلى تحقيق أهداف الثورة والمقاومة الجنوبية، المتمثّلة في تحرير الجنوب واستقلاله وبناء دولة الجنوب العربي الفيدرالية الجديدة كاملة السيادة على كامل الأرض الجنوبية وفق حدودها المعروفة دولياً". حظيت الدعوة بمباركة غالبية المكوّنات السياسية الجنوبية


ويوافق الرأي السابق، الناشط خالد السعدي، الذي يرى أن التأييد الواسع للدعوة، يأتي على خلفية "حاجة الجنوب الملحّة" إلى تشكيل مجلس سياسي، إذ هو "تأييد منطلق من الواقع المشتّت، الذي يعيشه الجنوب وعاصمته عدن، سيما منذ الحرب الأخيرة، وما أفرزته تحالفات المواجهة الشعبية لقوى المقاومة الشعبية الجنوبية، التي فرض عليها التصدّي للعدوان المغلّف بالمذهبية والطامع بالإستيلاء على الأرض الجنوبية". 


ويرى المحلّل السياسي، منصور صالح، أهمّية الدعوة التي أتت في مرحلة حساسة، ويقول "سيكون مهمّاً أن يجيد الجنوبيّون لغة التخاطب مع الإقليم والعالم ليكون عوناً وسنداً لهم، لا سيّما في هذه المرحلة التي تجري فيها عملية إعادة تشكيل ملامح المنطقة ويُصنع مستقبلها، لذا فعلى قيادات أن تدرك أن هذه الدعوة ستثير عليها غضباً عارماً من خصوم الجنوب، بما فيهم قوى مؤثّرة في الحكومة الشرعية، التي تسعى لمواصلة تدجين الجنوب، وإعادة تعميد صكّ بيعه لقوى الفساد والنهب والإرهاب في صنعاء. لذلك، ستشتدّ حملات الحرب الواسعة إعلاميّاً وسياسيّاً، وستتواصل حرب تدمير الخدمات الأساسية في عدن، بهدف إظهار قيادة السلطة المحلّية فيها بالفاشلة والعاجزة من جهة، ومن جهة ثانية إرباكها وإشغالها عن المضيّ في هذا المشروع التاريخي الكبير".


في حين، يعتقد الناشط السياسي، أديب السيد، أن الفرصة سانحة، حالياً، لإنجاز فعل سياسي جنوبي موحّد "بعيداً عن التيه في دهاليز التشكيك، أو التهويل، أو التخمين بين النجاح والفشل، فمثل هذه الأمور تحتاج فعلاً لأفكار القيادات الخبيرة، والعقليات الناضجة، المتجرّدة من حماقات الماضي البعيد، وانهزامية الماضي القريب، واندفاعات الحاضر، ومخاوف المستقبل".


بدوره، يرى القاضي شاكر محفوظ، أن إطلاق الدعوة من شخصية قيادية كالزبيدي، يعدّ "ضمان نجاح للمشروع"، شكلاً ومضموناً، فأن "تأتي الدعوة بضرورة وحدة الجنوبيين وإيجاد الحامل السياسي لهم، من قائد يحظى بشعبية، كاللواء الزبيدي، أمر سيتلقّى، بكلّ تأكيد، القبول والتأييد من كافّة المكوّنات والقوى وغالبية أبناء الجنوب، سعياً للملمة الشتات الجنوبي". 


وتتساءل الناشطة السياسية، هدى العطاس، عما إذا كانت الدعوة التي أطلقها الزبيدي قد جاءت بإيعاز غير مباشر من قبل دول "التحالف"؟ أم إنها دعوة لـ"الهروب إلى الأمام"، مدفوعاً بـ"المأزق الشخصي مع ما تسمّى بالسلطة الشرعية"؟ وتضيف، في منشور على صفحتها في "فيسبوك"، أنه "وفي كلّ الأحوال، الدعوة غاية في الأهمّية وهي مواصلة لمسيرة من الجهود سبق وبذلت من أجل توحيد الصفّ الجنوبي وتشكيل حامل لقضيته، منذ دعوة المؤتمر الجنوبي الجامع الذي أجهضه الجنوبيون أنفسهم وحاربوه، وها هم اليوم نادمون، يحاولون إحياء مبادرته أو البناء عليها. لذا، عضّوا بالنواجذ على دعوة عيدروس الزبيدي قبل أن تفوت الفرصة وتعودون تتباكون على الحليب المسكوب!".


فيما يعتبر الكاتب، هاني مسهور، الدعوةَ "إنجازاً نوعياً ومكسباً مهمّاً، من أهمّ المكاسب المسجّلة للثورة الجنوبية منذ انطلاقتها العام 2007"، ويلفت إلى أنه لم تعرف "القضية الجنوبية إجماعاً من مكوّنات الحراك الجنوبي، كافّة، كما هو واقع مع هذه الدعوة".

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً