السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
ذاكرة "الأضحى" في وادي حضرموت: أكثر من فرح!
الساعة 20:23 (الرأي برس - عربي )

عيد عرفة، العيد الكبير، عيد "الصغيرين"، مطلع الحطب، كلّها مسمّيات ترتبط بعيد الأضحى المبارك في وادي حضرموت، الذي تحتفظ الذاكرة الجمعية لمجتمعه بعادات وتقاليد أصيلة، وتراث متنوّع ومتجذّر في التاريخ. 


ذكريات
ولعيد الأضحى المبارك ذكريات ساكنة في أعماق كلّ شخص، لا سيّما في أيّام الطفولة والصبا، بيد أن نكهة العيد اختلفت، حاضراً، عمّا كان موجوداً في الماضي. يسرد الباحث والمؤرّخ، الأستاذ جعفر محمّد السقاف، لـ"العربي"، تاريخ الإحتفاء بعيد الأضحى في مدينة سيئون، "التي تتعدّد فيها صور العيد، بعادات وتقاليد فريدة، توارثها الأبناء عن الآباء". 


إستقبال العيد
يبتدئ السقاف حديثه بطريقة استعداد الأهالي في الماضي لاستقبال العيد، بشراء الملابس الجديدة، حيث "تُحضّر الأقمشة للرجال والنساء والصغار، ويُذهب بها إلى الخيّاطين، إذ كانت لا توجد ملابس جاهزة كما هو الآن، فيقوم الخيّاطون بخياطة الملابس فقط، أمّا الأزرار وتركيبها وثقوبها فهي من وظيفة (درزي) يقوم بها. ويرتدي المواطنون من الطبقة العليا الكوافي (القلنسوات)، التي توضع على رؤوسها خيوط ذهبية أو ملوّنة، وتُطعّم بمواد النشاء المقوّى، الذي يجعل القلنسوة قائمة بذاتها، كالطربوش". 


الأغنام 
ويستطرد السقاف أنّه "بالنسبة للأغنام، تقوم ربّات البيوت بتجهيزها من أوّل شهر ذي القعدة، بإطعام الأغنام أفضل الغذاء، فيدقّ النوى المستخرج من لبّ التمور (العجم)، ويُقدّم للأغنام صباحاً ومساءً، لتسمن وتكتنز باللحم والشحم، ثم تُفرز ليخصّص الكبير منها للأضحية والصدقة. وقبل تبدأ مظاهر الإحتفاء بالعيد في تريم بفعّالية "مطلع الحطب"بداية أيّام العيد، تأخذ ربّات البيوت في الرشّ بالنورة، خاصّة واجهات النوافذ وعتبات المداخل الرئيسية، كما تضاء شعلات النار من أعلى قمم الجبال، إيذاناً بقدوم العيد، وتُطلق الأعيرة النارية والمدافع. وفي واجهة صالون السلطان، تحضر فرقة الطبول السلطانية، فتضرب الطبول بإيقاعاتها المختلفة، وفي ليلة الزينة تُسرج المساجد، ويحضر الجيران إليها، ليلة العيد، لتلاوة القرآن والتفسير، وتوزيع بعض الحلويات، إضافة إلى شراب القهوة المنعش".


مطلع الحطب
وفي تريم، تبدأ مظاهر الإحتفاء بالعيد بفعّالية "مطلع الحطب"، التي يقوم بها الشباب، في يوم السابع من ذي الحجة. وسُمّيت الفعّالية بهذا الإسم، بحسب الأستاذ أحمد بن شهاب، لأن "الشباب يقصدون الجبال والشعاب، بغية جمع أكوام الحطب لبيوتهم في أيّام العيد، فيذهبون إلى الشعاب لجمعها، حاملين معهم زادهم، ثمّ يعودون قبيل المغرب، والغرض من هذه الرحلة ترفيهي، أكثر من كونه عمليّاً نفعيّاً، حيث يسير هؤلاء الشباب بالطبول وأشعار الرجز، مردّدين (معلّمنا معلّمنا جزاك الله خير، وبعد الخير بعد الخير جنّات النعيم)، وبعد خطوات يقولون (عيد عرفة مشرق، والرز من كل عينه). وترتبط بهذه الفعّاليّات، أيضاً، فعّاليّات مصغّرة ، كعيد الصغيرين، والمداد".


وجبات
ثمّة وجبات متنوّعة خاصّة بهذه المناسبة، إلّا أن الوجبة المفضّلة والبارزة هي وجبة الأرز مع لحم الغنم البلدي، الذي يشتهر الحضارم بالمهارة في طبخه وتقديمه بشكل شهي. ومن أشهر أنواع تلك الوجبة "المندي" و"المظبي"، التي هي عبارة عن طرائق لطهي اللحم، اشتُهرت، ونقلها الحضارم إلى مواطن اغترابهم، في الخليج وأفريقيا و جنوب شرق آسيا.


كما تشتهر حضرموت بوجبة العصيد، التي تختلف عمّا هو موجود في المحافظات الأخرى، إذ تُصنع من التمر الذي يضاف إليه زيت السمسم، وتؤكل ساخنة مع السكاكر.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً