- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- تقرير بحثي يحصر الأضرار الاقتصادية للسيول في اليمن
- المبعوث الأممي يتهم الحوثي بتهديد الملاحة وإعاقة جهود السلام
- مقتل طالبتين وإصابة 14 أخريات في انفجار قاعدة عسكرية حوثية في تعز
- فساد الحوثي.. تغريم مواطن مبلغ باهض والسبب!
- طبيب الأسنان مأمون الدلالي ينال درجة الماجستير من جامعة العلوم والتكنولوجيا
- قرية "الوعل" مسلسل درامي يعرض في رمضان
- الجالية اليمنية في مصر ترفض تعيينات السفير بحاح هيئة إدارية ورقابية دون إجراء انتخابات
- سفير اليمن لدى اليابان يبحث مع مسئولي شركة ميتسوبيشي سبل تعزيز الشراكة التجارية
- مبادرة استعادة ترحب بقرارات محكمة الأموال العامة بإدانة عدد من البنوك اليمنية
- مبادرة استعادة تكشف عن عدد من شركات الصرافة الحوثية ضمن الشبكة المالية الإيرانية
تبدو المرأة في اليمن أوّل المعنيّين بعيد الأضحى المبارك، إذ إنّها تتولّى الجزء الأكبر من الإستعدادات والمهام المنزلية والشرائية اللازمة لاستقبال العيد. وبسبب الأزمة الإقتصادية، وارتفاع نسبة الفقر، ومحدودية دخل الأسر في هذه المرحلة، تتحوّل الحاجيات العيدية إلى همٍّ شاغل تكتوي به المرأة، والأم على وجه التحديد.
منذ ما قبل حلول العيد بأسابيع، تراقب المرأة اقترابه، وتقرع جرس الإنذار لدى الزوج أو القائمين على الأسر، وذلك لإحصاء المتطلّبات المنزلية العيدية، ومن ثمّ تنهمك بمتابعتها وتولّي التجهيزات المنزلية، لتصل ذروة الإنشغال في الأيّام الأخيرة التي تسبق المناسبة.
العيد أجمل!
تقول أمّ عامر (42 عاماً)، إن "العيد، مع اقترابه، يعني المرأة أساساً، باعتبارها مسؤولة عن التجهيزات والترتيبات الأسرية، وهو بذلك يتحوّل إلى موسم عمل وإجهاد، قبل أن يكون فرحة". وتضيف "في هذه الفترة (قبل العيد) نتخلّى عن الإهتمامات والأولويات اليومية المعتادة، لننشغل بالتجهيز للعيد، من متابعة احتياجات الأطفال، وتجهيز وتفقّد مظاهر المنزل، وحتّى التحضير للأكلات العيدية وتحديداً كعك العيد".
من جهتها، ترى نسبية صالح، ، أن "روتين العيد لم توقفه صواريخ الحرب، ربّما لأن منزلنا لا زال قائماً وأسرتي لا زالت تعيش بسلام. لا زالت أمّي بخير، فقد صنعنا كعك العيد سويّاً". وتتابع "ألا يستحقّ تواجد أمّي إلى جانبي أن يشعرني بالسعادة؟ أوجّه لنفسي كلّ عيد السؤال ذاته: لمن كلّ هذه الحشيرة؟ نفس الأشخاص، عيد مملّ، إلّا في أعياد الحرب الماضية الثلاثة وهذا رابعها، أصبح العيد يشعرني بسعادة لا نهائية، فلا زال كلّ أقاربي بخير، وعسب العيد آت آت لا محالة".
التنافس النسوي
ويمثّل التنافس النسوي إحدى أبرز المظاهر الإجتماعية التي تتحكّم باستعدادات العيد، إذ تراقب المرأة استعداد الأسر المجاورة أو محيط الأقارب للعيد، وتحاول مجاراتها وأحياناً التميّز عنها، بالإستعدادات والتجهيزات المنزلية المختلفة، التي تجعل المنزل ومظهره وحتّى الأطفال فيه يعكسون تميّز المرأة، سواءً كانت أمّاً أو مجموع النساء والفتيات المعنيّات بتلك الأسرة. تراقب المرأة استعداد الأسر المجاورة أو محيط الأقارب للعيد، وتحاول مجاراتها وأحياناً التميّز عنها
إلّا أن التنافس ومراقبة الأسر الأخرى يتحوّل إلى حالة سلبية، بسبب تفاوت دخل الأسر، باعتباره العامل المحوري في قدرة ربّ كلّ أسرة على توفير الإحتياجات. في هذا السياق، تقول سهام، وهي متزوّجة من أحد التجار، إنّها لا تهتمّ بالتجهيزات الشخصية لها ولأطفالها، وتتجنّب إظهار ذلك أمام الجيران، لما له من آثار نفسية على الأسر التي لا تستطيع توفير المتطلّبات.
وتؤكّد أكثر من امرأة، تحدّثت إلى "العربي"، أن استعدادات المرأة للعيد، في الأسر الفقيرة، قد تخلق أحياناً أزمة لها مع الرجل، الذي يجد صعوبة في توفير المتطلّبات، بينما ترفع المرأة من وتيرة الإلحاح لتوفيرها كلّما اقترب العيد.
وترجع "أم عامر" اهتمام المرأة بتجهيزات المنزل، أكثر من الزوج في كثير من الحالات، إلى كونها هي من ستستقبل الزوّار من أهاليها وأقاربها، وتحاول إظهار أكبر كمّ من مظاهر العيد، أمام الزوّار الذين يكونون، في الغالب، من الإخوة والأخوال والأعمام والأنساب، وما إلى ذلك من روابط أسرية.
أوضاع صعبة
ويُعد شراء الملابس للأطفال، بدرجة أساسية، ثمّ النساء، أحد أبرز استعدادات العيد، إلّا أن أصحاب محالّ تجارية لبيع الملابس في صنعاء يؤكّدون أن مستوى الإقبال ضعيف جداً، إلى حدّ لا يتناسب مع العيد الذي كان معتاداً قبل الحرب. ويشير مالك أحد المحال التجارية المتخصّصة بالملابس النسائية، لـ"العربي"، إلى أنّه "كانت هناك امرأة تشتري من هنا ملابس بالآلاف، والآن تحوّلت إلى الشحت (التسوّل)".
وتتدرّج اهتمامات المرأة واحتياجاتها حسب قدرة ربّ الأسرة على توفير المتطلّبات، وفي الأسر المحتاجة، التي تمثّل غالبية في ظّل الوضع الحالي، عادة ما تتنازل المرأة عن "كسوتها" العيدية لصالح الأطفال، وإذا ما توفّرت كسوتهم ومتطلّباتهم الأساسية تنظر المرأة باحتياجاتها الخاصّة حسب قدرة ربّ الأسرة.
"عسب العيد"
يُعتبر "عسب العيد"، كما يُعرف في مناطق صنعاء ومحيطها، و"العوّادة" في مناطق أخرى، من أبرز العادات الإجتماعية المرتبطة بالعيد، وهو عبارة عن مبلغ رمزي يتراوح بين 1000 و10000 في الغالب، يهديه الرجال لقريباتهم من النساء أثناء الزيارات الأسرية.
وتوفّر المرأة، عن طريق "العسب"، أو مجموع ما تتسلّمه من أقاربها ومن ذوي الصلات الأسرية المختلفة، مبلغاً لا بأس به، يعين الزوج، أحياناً، في جانب المتطلّبات ومستلزمات الزيارة، فيما تقوم النساء، أحياناً أخرى، بتوفيره لشراء مقتنيات منزلية أو خاصّة، بعد كلّ عيد، غير أن "العسب" يرتبط أكثر، في بعض المناطق، بمناسبة "عيد الفطر"، في حين يُعدّ الأمر محدوداً بمناطق معينة بمناسبة عيد الأضحى.
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر