الاثنين 11 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الاثنين 4 نوفمبر 2024
"تحرير" تعز... "لو في شمس كان من أمس؟"
الساعة 19:14 (الرأي برس - عربي )

ساعة الصفر، السهم الذهبي، السهم التعزي، معارك الحسم، كلّها عناوين عريضة أُطلقت أكثر من مرّة، من قبل "المقاومة الشعبية" و"التحالف العربي" بقيادة السعودية. ولكن، ظلّت تلك العمليّات في إطار الشعارات على مدى عام ونصف العام.


يعزو مراقبون ذلك إلى عدّة عوامل، بعضها ذاتية تتعلّق باستكمال تجهيز الألوية العسكرية المخصّصة لمعركة الحسم، وأخرى مرتبطة بالخطّة العسكرية لـ"التحالف" والسلطة "الشرعية"، لـ"تحرير" اليمن بشكل عام، وتعز بشكل خاص.


حسابات خاصّة
يرى المحلّل السياسي، توفيق الشرعبي، أن "تعز هي قضية مكتملة الأركان، سواءً من حيت المراهنة عليها أو الصمود الذي تسطّره المدينة المحاصرة منذ عام ونصف"، معتبراً أنّه "بقدر ما تمثّل تعز من أهمّية استراتيجية في هذه الحرب، وتراهن الميليشيا عليها، وأن النصر فيها يمثّل نصراً لهم في بقية المحافظات، إلّا أنّها ليست كذلك بالنسبة للحكومة الشرعية، وهذا ما ظهر جلّيّاً، حيث تواجه المدينة خذلاناً متواصلاً من قبل الرئاسة والحكومة، ولا نجد أيّ دعم عسكري يُقدّم لها إلّا في وسائل الإعلام فقط".


ويرجع الشرعبي، في تصريح ، "تأخّر الحسم في تعز إلى عدّة أسباب، أهمّها المساحة الجغرافية الكبيرة لها، إضافة إلى وجود أكثر من 13 لواءً عسكريّاً يحاصرونها من جميع الجهات، وكذا غياب الدعم العسكري اللازم من قبل الحكومة والتحالف. سمعنا أكثر من مرّة عن انطلاق ساعة الصفر، لكن للأسف، تمّ تأجيل هذا القرار أكثر من مرّة، وربّما يعود هذا إلى وجود حسابات عسكرية أو سياسية للتحالف لا نعلم عنها الكثير، ومع ذلك تظلّ مدينة تعز رمزاً للنصر المعتمد على أبنائها ورجالها الأشدّاء".


"التحرير" وشيك؟
في المقابل، يذهب آخرون إلى أن "تحرير تعز بات وشيكاً، خصوصاً مع الضغوط الدولية لإيقاف جبهة نهم، ولكن شريطة توحّد فصائل مقاومة تعز". في هذا السياق، يذكّر الصحافي، متولّي محمّد، بأنّه "في كلّ مرّة، كانت تُقدّم المسكّنات لتعز لامتصاص غضبها، عبر إطلاق وعود بتحريرها، غير أنّها كانت تصطدم بتخوّفات غير مبرّرة للتحالف. لا نعلم ما هي تحديداً، لكنّها توجّسات خرقاء، بحسابات جانبية فاشلة". 


ويستدرك متولي، في حديثه إلى، بأنّه "ربّما كان التحالف صادقاً هذه المرّة، والدليل اختفاء تلك الهالة الإعلامية المرافقة بالعادة. ربّما أيقن فرقاء التحالف أن تحرير تعز ورقة كبيرة بيده، طالما أوقفت الضغوطات الدولية جبهة نهم، وإن كانت هذه العملية بدون حتّى تلك الآليّات العسكرية التي ترافق تحرير أيّة مدينة". 


ويضيف أن "تحرير تعز مرتهن أوّلاً بمدى القدرة على التخلّص من الضغوط الغربية، وثانياً بمدى وحدة فصائل المقاومة والجيش الوطني، والتي نشاهد ثمارها جلّيّاً كلّما حصلت". يرجع البعض تأخّر الحسم في تعز إلى الخلافات بين فصائل "المقاومة"


تراجع
منتصف الشهر الماضي، استطاعت "المقاومة" وقوّات الرئيس عبد ربه منصور هادي تحقيق تقدّم كبير في الجبهة الجنوبية، بسيطرتها على منفذ الضباب، وتقدّمها باتجاه خطّ الربيعي، والإستيلاء على المرتفعات الجبلية التي تجعل من الخطّ الرابط بين تعز والحديدة تحت مرمى "المقاومة". كما تمكّنت من السيطرة على أجزاء واسعة من حيّي قريش وصالة، في شرق تعز؛ لكنّهم تراجعت عن مواقع كثيرة لاحقاً. والسبب في ذلك، باعتقاد البعض، الخلافات التي تعصف بفصائل "المقاومة"، وعدم إدماج "المقاومة" في "الجيش"، وتغليب المصلحة الشخصية على المصلحة الوطنية لدى القيادات.
ألفت الدبعي، عضو لجنة صياغة الدستور اليمني في مؤتمر الحوار الوطني، تقول، في تصريح لـ"العربي"، إن "أفراد المقاومة في تعز من الساسة والجيش الوطني والمقاومة الشعبية هم العامل الرئيسي في تأخير تحرير تعز، التحرير النهائي الذي لن يكتمل إلّا بقيادة موحّدة للمقاومة والجيش الوطني، تدير المعركة بخطّة واحدة".


وتنبّه الدبعي إلى أنّه "كلّما تأخّر دمج المقاومة الشعبية في الجيش الوطني، كلّما تمّ تأخير خطّة التحرير النهائية لتعز"، معتبرة أن "دمج المقاومة في الجيش الوطني يجب أن تحسمه مرجعيّات مخرجات الحوار، في شروط تأسيس الجيش الوطني، وليس أي مرجعية أخرى. وأيّ أخطاء تمارس ميدانيّاً ينبغي أن تُعدّل وفقاً لهذه المرجعية، وعلى ضوئها، حتّى يتمّ حسم أيّ خلافات ناشئة عن عملية الدمج".


وتشدّد على أن "على تحالف الشرعية داخل تعز أن ينحاز للوطن بعيداً عن مصالح الأحزاب، وينحازوا لمرجعيّات مخرجات الحوار الوطني في التعامل مع الجيش الوطني، حتّى يتمكّنوا من الإنتصار النهائي لتعز".


إختلال موازين القوة
يلخّص المتحدّث العسكري باسم "المجلس الأعلى للمقاومة في تعز"، العقيد الركن منصور الحساني، أسباب تأخّر الحسم في "نقص الأسلحة، خاصّة الثقيلة، والذخيرة الكافية، وهو ما جعلهم في حالة دفاع في الأغلب، وفي تفوّق الطرف الآخر بالقوّة العسكرية لوجود ألوية عسكرية كثيرة".


وأشار الحساني، في تصريح لـ"العربي"، إلى أن "من الأسباب أيضاً تمركز الحوثيّين وقوّات صالح في المناطق السكنية بالمدينة، ممّا يعيق استخدام الكثافة النارية أثناء عمليّات الإقتحام، فضلاً عن حقول الألغام المنتشرة في الطرقات والمواقع، والتي تصعّب مهمّة الأفراد في التقدّم".


إستنزاف وتشتيت
من جانبه، ألقى القيادي الميداني في "المقاومة"، توفيق عبد الملك، باللائمة في تأخير الحسم على جهة -رفض تسميتها- قال إنّها "استنزفت جهود المقاومة والتحالف طوال الأشهر الماضية، في محاولات فتح أحد المنافذ الرئيسية، ومع ذلك لم يتحقّق هذا".


وفي تقدير عبد الملك، تكمن المشكلة في "تشتيت الأولويات والمراوحة في حالات الكرّ والفرّ والدفاع".

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص