السبت 23 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
عبد الله العلفي: البهائي متقدّم دينيّاً وليس مرتدّاً... وديانتنا ستنتشر
الساعة 20:43 (الرأي برس - عربي )

على الرغم ممّا يحيط بها من مخاطر وتحدّيات، لا يرى المتحدّث باسم الطائفة البهائية في اليمن، عبد الله العلفي، أن ثمّة ما يحول دون انتشارها.

يقرّ العلفي باستغلال البهائيّين العنف الذي ولّدته الجماعات الدينية في هذا البلد لـ"التبشير بديانتهم"، لكنّه يعتبر ذلك "جزءاً من النشاط في خدمة المجتمع، من خلال الشباب". لا يخشى البهائيّون تنظيم "الدولة" ولا تنظيم "القاعدة" ولا الإتّهامات بالردّة، فهم، بحسب ما يقول العلفي، في معرض حواره مع "العربي"، موحّدون ويؤمنون بكلّ الأديان السابقة.


متى بدأ انتشار الديانة البهائية في اليمن؟
إرتبط الدين البهائي في اليمن، منذ بزوغ شمسه الأولى في عام 1844، بقدوم علي محمّد الشيرازي، المعروف بحضرة "الباب"، إلى ميناء المخاء، واستمرّ مرور البهائيّين بأرض اليمن السعيد، وتتابع احتكاك أهلها الكرام بهم. ونظراً لما يتمتّع به أهل اليمن من تميّز روحي خاص، فقد تجذّرت محبّة حضرة بهاء الله تدريجيّاً في مجتمعها، وتعلّقت قلوب العديدين بنور الدين الجديد، إلى أن أصبح البهائيّون اليوم أحد المكوّنات الأصيلة في المجتمع اليمني. وكما كانت أرض السعيدة سبّاقة في احتضان مختلف الأديان والطوائف، فقد احتضنت الدين الجديد بنفس الروح الإيمانية التوّاقة إلى نور الحقيقة، وصار العديد من أبنائها بهائيّين يسعون لخدمة ورخاء وطنهم الغالي. ويتواجد البهائيّون في اليمن، حاليّاً، بشكل مركّز، في المدن وفي الأوساط المتعلّمة.


هل خرجت البهائية من السرّية إلى العلنية؟ وكم عدد معتنقيها؟
لم تكن الديانة البهائية سرّية إطلاقاً في اليمن، بل متواجدة بصورة علنية، ويصل عدد أتباعها الآن الى قرابة 2000 شخص من الجنسين في عدد من المحافظات اليمنية

.
هل تتلقّى البهائية في اليمن أيّ دعم خارجي؟
إذا كنت تقصد دعماً ماليّاً خارجيّاً، أؤكّد عدم وجود أيّ دعم ماليّ خارجيّ للبهائية، بل البهائية تدعم ذاتها، والمؤمنون بالدين الجديد هم من يتكفّلون بتوفير الدعم البسيط، فالبهائية تنتشر بجمال سلوك أتباعها وليس بالمال.


ولكن يقال إن لكم نشاطاً تبشيريّاً في أوساط الشباب؟
البهائية تنشط في مجال خدمة المجتمع من خلال الشباب. فالشباب هم طاقة العالم ومستقبله، لذلك نسعى إلى توجيهه نحو خدمة وطنه والعالم الإنساني، مستخدمين كلّ النصوص الدينية السماوية وغير السماوية التي تحفّز الإنسان على المواطنة الصالحة.


يرى البعض أنّكم استغلّيتم أعمال العنف التي تقودها الجماعات الدينية في اليمن، لتوليد بيئة مواتية لنشر البهائية. ما تعليقكم؟
إذا كان العنف الطائفي سبباً لمعاناة الناس، بالتأكيد فإنّه يؤدّي إلى الكفر، إن صحّ التعبير، بالدين جملة وتفصيلاً، إذ يصل الناس، خاصّة الشباب، إلى أعلى درجات التمرّد والنكران للأديان. الكتب البهائية تحمل الحوار والتعايش كمبدأ أساسي لا يفرّط فيه إلّا الخارج عن الدين البهائي، فيأمرنا حضرة عبد البهاء أن نتعامل مع جميع الملل والطوائف والأديان بكامل المحبة والوفاء والمودّة، ملتمسين الخير لهم حتّى يصبح عالم الوجود ثملاً من كأس فيض البهاء.


هل تخشون استهدافكم من قبل "القاعدة" و"الدولة الإسلامية"؟ أو أن تتّهموا بالردّة من قبل الجماعات الدينية؟
لا نخشى تنظيم "الدولة" ولا تنظيم "القاعدة"، والبهائي متقدّم دينيّاً وليس مرتدّاً، لأنّه يؤمن بكلّ الأديان السابقة. العلفي: لا دعم ماليّاً خارجيّاً للبهائية


ولكن هناك رفض لكم، وفتاوى بتجريم دينكم؟ 
رغم كلّ التحدّيات، البهائية سوف تنتشر، ليس في اليمن وحسب، وإنّما في العالم أجمع كدين موحّد، ولدينا الكثير من الشواهد التاريخية. فمثلاً، اليهودية رفضت الدين المسيحي ومع ذلك انتشر، والمسيحية رفضت الدين الإسلامي ومع ذلك انتشر الإسلام، والإسلام رفض البهائية ومع ذلك البهائية ستنتشر. فنحن نؤمن أن هذا نور الله، وأنّه لا توجد قوّة في العالم ستحجب نور الله.


هل ترون أن غياب قانون يحمي الأقلّيّات الدينية في اليمن يضيّق الخناق على وجودكم ونشاطاتكم؟ 
كلّما تقدّمت البشرية وتطوّرت التكنولوجيا، كلّما عزّز ذلك فرص انتشار الدين البهائي. ومهما ضيّقت القوانين حرّية العقيدة، يتجلّى نور الله، والبهائية تُعتبر من أسرع الديانات انتشاراً في العالم، خاصّة في البلدان المستقرّة.


كيف ترون مستقبل البهائية في اليمن؟
مستقبل البهائية عالمي وليس على مستوى اليمن فقط، واليمن جزء من هذا العالم، ولن تكون خارج دائرة الزمن، وما دامت شمس الله قد أشرقت، فلا بدّ لليل أن ينجلي.


بم تؤمن البهائية بالضبط؟ بكتاب سماوي؟ بنبي مرسل من الله؟
البهائية دين مستقل، له رسول ورسالة وكتب سماوية نؤمن بها ونعمل على تطبيقها، ولا يوجد لدينا أماكن مقدّسة في اليمن.


إذاً، ماعلاقة البهائية بالأديان السماوية؟
الدين واحد لا فرق بين الأديان السماوية، إلّا في بعض الشرائع التي تتغيّر بتطوّر المجتمعات، فالسبت كان محرّماً على اليهود، فجاءت المسيحية ونسخت هذا، وشراء العبيد كان حلالاً في الإسلام والديانات السابقة، فجاءت البهائية حرّمت بيع وشراء العبيد.


هل لدى البهائية في اليمن طقوس وشعائر خاصّة، كالصلوات والأعياد وغيرها؟
نعم لدينا شعائر خاصّة، أهمّها الضيافة التسع عشرية وهي واجبة في كتبنا المقدّسة، وتتمّ تلك الطقوس الدينية باجتماع البهائيّين من أبناء الحي أو المنطقة كلّ تسعة عشر يوماً في بيت أحد الأحبّاء، يقرأون دعاءً ويناقشون أوضاع حيّهم ويضعون الحلول والمعالجات، ويجمعون تبرّعات نقدية لصندوق خاصّ بالضيافة التسع عشرية، ويتّخذون القرارات بشأن هذه التبرّعات. وحول الأعياد، لدينا عدّة أعياد، أهمّها عيد الرضوان، وعيد المولدين، وعيد النيروز.


مامدى ارتباطكم بمعتنقي البهائية في الدول العربية؟
البهائيّون في العالم يرتبطون ببعضهم بروابط قوّية جدّاً، ونحن نؤمن بوحدة العالم البشري.


هل ثمّة جامعة بهائية؟ وما المهامّ التي تقوم بها؟
الجامعة البهائية هي الأمّة البهائية في العالم، ولها عدّة مؤسّسات إدارية، أهمّها بيت العدل الأعظم.


كيف تقيّمون علاقتكم بمنظّمات حقوق الإنسان المحلّية والأجنبية؟
علاقتنا بكلّ المنظّمات الإنسانية قوية جدّاً، بل نحن شركاء عبر مكتبنا في الأمم المتّحدة في الكثير من المشاريع الإنسانية، ولنا بصمات قوية على مستوى العالم.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص