السبت 23 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
حجّاج "الوديعة" عالقون... "الهبر على أصوله"!
الساعة 19:29 (الرأي برس - عربي )

لليوم الثاني على التوالي يُمنع الآلاف من الحجّاج اليمنيّين من اجتياز منفذ الوديعة، لدخول السعودية، حيث سيؤدّون مناسك الحجّ. رجال ونساء، شباب وكهول وحتّى أطفال، باتوا يفترشون الأرض، وتلفح أجسادهم المنهكة الشمس الحارّة نهاراً، والحشرات الزاحفة ليلاً. لا فنادق تأويهم، ولا خدمات تلبّي أبسط متطلّباتهم. في العراء، يقفون إلى جانب طابور طويل من باصات النقل، في انتظار الحصول على إذن المرور عبر المنفذ البرّي الوحيد، الذي حدّدته السعودية لدخول أراضيها للراغبين بالحجّ.


يتّهم معظم العالقين إدارة المنفذ في الجانب اليمني بالتقاعس عن أداء مهامّها، وتفرّغ معظم موظّفيها لابتزاز المسافرين، كما جرت العادة، من خلال عرض تقديم خدمات وتسهيل إجراءات، مقابل مبالغ مالية بالريال السعودي. يأتي ذلك بعدما أُرغم طالبو الحجّ على دفع أكثر من سبعة آلاف ريال سعودي كرسوم، على الرغم من أنّها محدّدة، رسميّاً، بخمسة آلاف ريال.


يستغرب العالقون، في تصاريح لمراسل "العربي"، عدم تكفّل حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، ممثّلة بوزارتَي النقل والأوقاف وسلطة محافظة حضرموت، بتهيئة المنفذ لاستقبالهم، من خلال توفير أماكن مخصّصة للإنتظار ودورات مياه وأكشاك لشراء ما يلزمهم، مشيرين إلى أنّه لا يوجد تحديث في البنية التحتية للمنفذ، الذي تتجاوز مداخيله المليارات شهريّاً. ترتفع الأصوات المطالبة بتغيير الطاقم العامل في المنفذ من قبل السلطات السعودية


غالبية العالقين ترى أن الأخطاء المتكرّرة في المنفذ، الواقع تحت سلطة قيادة عسكرية تتبع اللواء هاشم الأحمر، يتمّ التغاضي عنها، حتّى من قبل الطرف السعودي، الذي بات نفوذه يمتدّ لما هو أبعد من المنفذ اليمني ذاته، وهو ما ساهم في تحويل تلك الأخطاء إلى ظاهرة طبيعية، وجعل منتقدها أشبه بمن "ينفخ في قربة مشعوقة".


في الوقت ذاته، يؤكّد البعض ممّن أسعفه الحظّ بدخول إدارة الجوازات في المنفذ اليمني، أن طاقم الإدارة يبذل قصارى جهده لإنجاز المعاملات، فهو، كما يقولون، "يعمل على مدار الساعة، وبكلّ قوّته، لخدمة ضيوف الرحمن".


في الجانب السعودي من المنفذ، لا يختلف الوضع كثيراً. العمل، هناك، يسير ببطئ يعتبره البعض "متعمّداً"، وعادة ما يتمّ إيقاف استقبال الحجيج لـ"أتفه" الأسباب، بحسب شهادات العالقين. ممارسات ارتفعت على إثرها الأصوات المطالبة بتغيير الطاقم العامل في المنفذ من قبل السلطات السعودية، خصوصاً بعد تكرّر الشكاوى من "المعاملة اللاإنسانية" التي يتعرّض لها المسافر على أيدي بعض موظّفي المنفذ السعوديّين، بل ذهب كثيرون إلى الدعوة لـ"إيقاف تفويج الحجّاج"، في ظلّ العرقلة التي يعاني منها من هم عالقون في المنفذ، لا سيّما وأن 19000 حاجّ يُفترض أن يدخلوا إلى السعودية عبر الممرّ الوحيد خلال أسبوع، بعدما تمّ رفض فكرة نقل أعداد منهم، جوّاً، من مطار سيئون إلى المملكة.


قوافل للإغاثة من حضرموت بدأت تتوافد على المنفذ، منذ صباح اليوم، إثر انتشار أخبار تفاقم معاناة العالقين، الذين اطمأنّوا إلى وعود تسهيل الحجّ هذا العام، لكنّهم سرعان ما صُدموا بالواقع المرير، الذي دفع البعض لتشبيه منفذ الوديعة، بمعبر رفح، على الحدود ما بين غزة في فلسطين المحتلّة ومصر.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص