السبت 23 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
"القاعدة" غادر عزّان... لكن "الحياة" لم تعد!
الساعة 20:36 (الرأي برس - عربي )

عزّان حرّة"، عبارة مختصرة وواضحة طبعت على السيارات، وملأت جدران أسواق مدينة عزّان، ثاني كبرى مدن محافظة شبوة. المراد من العبارة هو لفت انتباه قيادات السلطة بالمحافظة و"حكومة الشرعية" ودول "التحالف العربي" إلى المدينة المحرّرة من عناصر تنظيم "القاعدة، وإنقاذها جرّاء تفاقم الأوضاع الأمنية والخدمية، في ظلّ غياب الدولة عن مدينتهم التي لم تعرف غير الدمار والخراب.


فراغ أمني وخدمي
يشكو الشارع العزّاني من حالة الفراغ الأمني وغياب الخدمات الأساسية، على الرغم من أنها أصبحت محرّرة من عناصر تنظيم "القاعدة" إلا أن معاناة المواطنين لم تنته، بسبب غياب الدولة والأجهزة الأمنية التي لم تتحرّك لحفظ الأمن في المدينة التي تفتقد للأمان، منذ أكثر من خمس سنوات.


وعلى مدار هذه السنوات، لم يحدث في عزّان أن تدخّلت القوّات الأمنية لحماية المواطنين، الأمر الذي أفسح المجال أمام قطّاع الطرق والبلاطجة، الذين يقوموا اليوم بإطلاق الرصاص وإحداث الفوضى في مدينة لا يزال تتهدّدها عودة عناصر تنظيم "القاعدة"، بسبب حالة الفراغ التي تعيشها.
مدير مستشفى عزّان المركزي، الدكتور عبد الخالق لمدح، قال، لـ"العربي"، إن ظاهرة إطلاق الرصاص لم تختصر على الأسواق، بل وصلت إلى الإعتداء على حرمة المرافق الصحّية، حيث أقدم أحد الأشخاص قبل يومين على إطلاق وابل من الرصاص، بشكل هستيري، على المستشفى المركزي، الأمر الذي تسبّب بإثارة الرعب والخوف بين المرضى والطاقم الطبّي.


وحذّر لمدح من خطورة هذه الظاهرة، في ظلّ استمرار الإنفلات الأمني الحاصل في المدينة، وناشد السلطة المحلّية والأجهزة الأمنية توفير حراسات للمستشفى.


وتتفاقم المعاناة في ظلّ تردّي الأوضاع الخدمية، إذ شكا المواطنون،غياب أبسط مقوّمات الحياة، بفعل استمرار انقطاع التيّار الكهربائي، ومشروع المياه، وتردّي القطاع الصحّي، في الوقت الذي سجّلت فيه عشرات الحالات المصابة بمرض حمّى الضنك والملاريا في مدينة عزان ومديريات ميفعة. يشكو الشارع العزّاني من حالة الفراغ الأمني وغياب الخدمات الأساسية


بنية تحتية مدمّرة 
يقول الصحافي عبد السلام حبتور، إن آثار "الحرب التي اندلعت بين قوّات الجيش اليمني وعناصر تنظيم القاعدة في العام 2014م لا زالت ماثلة إلى اليوم، وتضاعف حجم الدمار هذا العام جرّاء الضربات الجوّية للطيران، بعد السيطرة الأخيرة للتنظيم على المدينة، قبل خروجهم في بداية شهر أغسطس الجاري".


وقال حبتور إن الأحداث التي مرّت على مدينة عزّان "أدّت إلى انهيار البنية التحتية في المرافق الأمنية والخدمية والصحّية، بالإضافة إلى الدمار الذي لحق ببعض المنازل، ولا يتحمّل معاناة ما حصل إلا المواطن".


ولا تزال مدينة عزّان، ثاني كبرى مدن محافظة شبوة، تنتظر انتشالها من هذا الوضع. ويأمل سكّانها إعادة إعمار وتأهيل ما دمّر، لتعود الحياة إليها من جديد، كما كانت من قبل، مركزاً اقتصادياً وتجارياً، وسوقاً رئيسياً يضم مديريات رضوم الساحلية وميفعة والروضة وحبان.


زيارة تفقّدية 
بعد خمس سنوات من الغياب، وصل أخيراً وفد من قيادة السلطة المحلّية، بقيادة الشيخ ناصر القميشي، وكيل محافظة شبوة، يرافقه عدد من المستشارين والشخصيات الإجتماعية، إلى عزّان، واطّلع الوفد في زيارته على الأوضاع المتافقمة في المدينة، بعد مرور أسبوعين على انسحاب تنظيم "القاعدة".


وبدورهم، استغلّ الأهالي هذه الزيارة، التي طالما انتظروها، ليتحدّثو عن معانتهم في مختلف الجوانب، مطالبين السلطة المحلّية والأجهزة الأمنية في المحافظة بالتحرّك على الأرض وتوفير الخدمات الأساسية للمواطن، وسدّ الفراغ الأمني، حتّى يحلّ الأمن والأمان، الذي افتقدته مدينتهم.
وأكّد الوكيل ناصر القميشي، أثناء الزيارة، أن السلطة المحلّية في المحافظة تسعى لإعادة تطبيع الحياة في المدينة ومناطق مديرية ميفعة. وتحدّث عن الأهمّية التاريخية التي تحظى بها مديرية ميفعة، وأنها من المديريات المهمّة في محافظة شبوة، ولا يمكن تجاهلها.


ودعا القميشي أبناء عزّان، ومديريات ميفعة بشكل عام، إلى توحيد جهودهم والوقوف أمام التحدّيات الأمنية. وقال إن المستقبل واعد ومبشّر لأبناء المحافظة، ولكن يتطلّب تكاتف الجميع.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص