الخميس 21 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
الشريف: الهاشمية السياسية تمثل خطر على مشروع الجمهورية
الساعة 19:48 (الرأي برس - المني الجديد )

برز السياسي علي ناجي الشريف مع ثورة التغيير السلمية 2011م , وعرف بنزوعه المستمر نحو المدنية, وقد ساهم وهو وعديد من أبناء مارب في تكريس الوعي المدني في البيئة القبلية.

يرى الشريف أن القبيلة قامت بدور تكاملي في غياب الدولة, وهي لا تعارض الدولة بل تنحاز لها, واليوم قدمت صورة مشرقة في حماية الجمهورية, وتحول مدينة مأرب الى ملتقى للثوار والاحرار من كل أنحاء اليمن.

 يتحدث الشريف عن خطر الهاشمية السياسية على الدولة والجمهورية,  كما يقلل من أهمية المجلس السياسي التابع للحوثيين والمؤتمر, ويرى أن روسيا لا يمكن أن تتدخل في شؤون اليمن, إضافة الى أن عاصفة الحزم بقياد المملكة العربية السعودية حققت إنجازات كبيرة من خلال ضرب مخازن السلاح واضعفت الانقلابين بشكل كبير.

كما يرى ان عاصفة الحزم أيضاً كانت ضرورة, حيث أجبر الحوثيين وصالح التحالف العربي عليها بعد ان أصبحوا ينفذون أجندة ايرانية تهدد الأمن القومي العربي, وقد الحقت هذه العاصفة بالمليشيات الانقلابية أفدح ضرر وهو الأمر الذي قضى على طموح هذه المليشيات في السيطرة على اليمن .
 

 
ما الذي يمكن أن تقدمه مدينة مأرب اليوم للجمهورية, وهل نستطيع أن نقول أن مأرب اليوم تكفر عن الذنب أو على الاقل تحاول أن تحسن الصورة السابقة لها في وعي المواطن اليمني؟
اولاً مارب ليست مذنبه لتكفر عن ذنبها, فقد قدمت الكثير للجمهورية, ولسبتمبر قبل غيرها كما ساهمت بشهداء ولديها مناضلين سجلوا اسم مارب في الصفحة المشرقة لهذا الوطن, وقد كانت مارب في ثورة فبراير هي السباقة وكان ابناءها هم اول من تخلى عن السلاح وانضموا للثورة السلمية, واثبتوا تطلع كبير لوجود دولة مدنيه.


 
فهم اكثر من اكتوى من غياب الدولة  ودفعوا ثمنا باهضا بسبب المشكلات الناتجة عن الوضع القبلي الذي كان  غالبا ما يسد الفراغ, ويحتوي المشكلات ويدير قضاياه في ظل غياب الدولة, وعندما انقلبت مليشيات الحوثي وصالح على ارادة اليمنيين وعلى التوافق الوطني ومشروع التحول نحو الدولة, وقفت مارب بكل ارادة واباء وايمان  وكانت القوة الجمهورية الاولى التي اوقفت تدحرج صخرة المليشيات  الأمامية, وابلت بلاء حسنا ودفعت ثمنا كبيرا من خيرة ابناءها ولم تبخل على الوطن, فكانت بذلك متميزة في سلمها وفي حربها وادارة الثورة والمقاومة في هذه المنطقة من الوطن بجدارة, كانت محل اعتراف الجميع وتقديرهم.


 
- هل يمكن القول آن مدينة مأرب تخلت عن ثقافة السلاح وباتت تؤسس لواقع جديد من وحي الاقاليم؟
- يوجد تحدي اليوم امام السلطة المحلية في مارب والشرعية عموما, وتتمثل  هذه التحديات في فرض النظام والقانون والتخلي عن السلاح في مواجهة  الدولة وهذا يتطلب ترسيخ الثقة بالدولة وترسيخ قيم العدالة والمساواة ومكافحة الفساد؛ تحتاج مارب اليوم وكل اليمن الى تمكين كوادر وطنيه كفؤه ونزيهة لتجسيد مشروع الدولة وليشعر الناس ان تضحياتهم لم تذهب هدرا, وان هذا المشروع كان يستحق مننا التضحيات لنفتح بذلك نافذة  الامل وبلورة الهوية الوطنية المتجاوزة للمشاريع المنطقية والقبلية والطائفية, ونعول على السلطة المحلية وعلى وعي ابناء مارب في تحقيق كل الطموحات التي حلم بها المواطن .


- تحاول حكومة الشرعية الضغط على الانقلابين في العودة الى طاولة الحوار, هل يعني ذلك أن استعادة اليمن عبر اسقاط المشروع الحوثي بات مستحيلاً أو على الاقل ليس خياراً استراتيجياً أمام الحكومة الشرعية والتحالف العربي؟
  الحكومة الشرعية لا تضغط على الانقلابين للعودة للحوار, صحيح ان الحكومة الشرعية لم تكن الحرب خيارها وكانت على الدوام ومنذ ثورة فبراير  تسعى لمد يد السلم وكان الانقلابيون هم من نكث العهد وشن حرب بلا  مبرر وبلا افق ضد اليمنيين وتوافقهم الوطني؛ والحاصل هو ان المجتمع الدولي من يسعى للضغط على الشرعية للعودة للحوار, وبرأيي ان  المشروع الانقلابي ليس عصي على الكسر والحسم العسكري, وهو ما سيحدث في نهاية المطاف وهو ايضا الامر الذي بدأ يدركه المجتمع الدولي بسبب عدم جدية الانقلابيين ورفضهم التقدم بجديه خطوة واحده نحو السلام, وهم يثبتون يوميا انهم لا يمكن ان يقبلوا بحل غير الحل العسكري.


 
- لو عدنا قليلاً .. في أي سياق يمكن قراءة تشكيل المجلس السياسي الجديد بين الحوثيين المؤتمر الشعبي العام؟
-        تشكيل ما سمي بالمجلس السياسي يمكن قراءته في جانبين؛ الاول انه يثبت ان الانقلابين ليسوا جادين في التراجع عن الانقلاب ورافضين لتطبيق القرار الدولي 2216 الذي ينص على تسليم السلاح والانسحاب من المدن, والافراج عن المعتقلين واعادة مؤسسات الدولة والكف عن ممارسة مهام  السلطة الشرعية؛ وفي الجانب الاخر هو اجراء يثبت ان علي صالح مازال هو الاقوى وان الحوثيين فشلوا وتم الحاق الاذى الكبير بقدراتهم وهو ما  اظهرهم عاجزين عن مواجهة الفشل الاقتصادي والسياسي والعسكري الذي اصبحت معه اليمن على حافة التمزق؛ ومع كل ذلك يبقى هذا المجلس غير شرعي وهو انقلاب جديد ولم يعترف به احد بل لوحظ  بعده تصعيد لهجه مختلفة من المجتمع الدولي وفتح المجال لعودة  خيار الحسم العسكري الذي اتوقع انه لن يطول انتظاره.

 

- ولكن صالح كما في حواره الاخير المتلفز يدعوا روسيا الاتحادية الى التدخل في اليمن, وحسب قوله سوف يفتح المطارات والمواني البحرية؟ 
-        دعوة صالح صرخة في وادي وهي محاولة يائسة لخلط الاوراق لا دخال  روسيا في مواجهة مع التحالف العربي بقيادة السعودية؛ انه غير مدرك  للحسابات الدولية, ناهيك انه لا يملك هذه المطارات والموانئ التي يتحدث عنها, بل اصبح اغلبها تحت سيطرة الشرعية والتحالف العربي ؛ برأيي ان هذه الدعوة لا وزن لها ولا قيمه.

 

- تفيد معلومات من مصادر موثوقة أن رئيس الوزراء بن دغر في أخر تقرير رفع الى الرئيس هادي بعد عودته من عدن يقول له أن صوت الانفصال بات كبيراً, ويتم تجسيد واقع الانفصال من يوم لأخر, كمراقب كيف ترى ذلك؟

- علينا ان نعترف ان هناك مشكله في المناطق المحررة والجنوب تحديدا, واذا اردنا تجنب تكرار ما حدث في صنعاء من الحوثيين وصالح فلابد ان يسلم الجميع انه لا حل اليوم لليمنيين الا بالالتزام بمخرجات الحوار الوطني والدولة  الاتحادية ومرجعيات التسوية السياسية والا فإننا نكون امام تهديد باحتراب داخلي وصراع مناطقي سيكون في صالح الانقلابين ومن وراءهم ايران  التي تجد له متعهدين للأسف في الشمال والجنوب.


- ما هو مستقبل الاحزاب السياسية وخاصة بعد انخراط بعضها في العمل المسلح في مواجهة مشروع الانقلاب؟ 
- الاحزاب السياسية هي ضمانه من ضمانات الدولة المدنية واعتقد انه لا توجد احزاب مسلحه ؛ هناك مقاومة من كافة شرائح المجتمع فرضت عليها الحرب فرضا, فهبت للدفاع عن الوطن وعن الجمهورية, كما أن المقاومة هي الاكثر استعدادا للتخلي عن السلاح لمصلحة الدولة وعودتها وانهاء كل مظاهر المليشيات المسلحة والكيانات الموازية التي تهدد القرار السيادي, الذي هو من حق الدولة وحدها كمعبر وحيد عن الإرادة العامة.


 لا خوف على مستقبل الاحزاب والدولة عائده لا محاله وسوف يكون لها وحدها حق احتكار السلاح والقوة وفقا للقانون.

-  لماذا خفت نشاط مجلس شباب الثورة وبقي منحصر على اصدار البيانات والإدانات؟ 
- مجلس شباب الثورة لم يخفت دوره وهو مثل بقية المكونات السياسية  في الساحة ونحن متواجدون مع كافة القوى السياسية في كل المواقف الوطنية التي يحتاجها الوطن, ولكن عندما تكون الحرب هي الصوت الأقوى فإن أدوات السياسة تتوارى وتكون هي الأقل حظا, مع اننا نرى ان العمل السياسي والمقاوم اليوم يتعاضدان ويسيران جنبا الى جنب نحو هدف واحد وهو عودة الدولة وانهاء المليشيات المسلحة؛ اؤكد أن مجلس شباب الثورة موجود مع بقية القوى السياسية ضمن الهيئة الاستشارية الوطنية التي تضم كافة القوى السياسية وهو ليس متخلف عنها.

 

- يذهب البعض الى القول أن المقاومة الشعبية والجيش الوطني ليس لهم واجهة سياسية تمثلهم وأنهما أداة للضغط بيد الحكومة لا أكثر؟ 
 
- الجيش الوطني والمقاومة هما امتداد للسلطة الشرعية بقواها السياسية على الارض وفي الميدان والسلطة الشرعية هي الواجهة السياسية للجيش الوطني والمقاومة, فالقضية واحده والهدف واحد  وهو عودة الدولة واسقاط الانقلاب وانهاء عصر المليشيات.

 

- كيف تقيم عاصفة الحزم بعد عام ونصف العام من المواجهة مع الحوثيين في اليمن؟ 
   في اطار نبض الامه الواحدة والهم العربي المشترك فقد ادت عاصفة الحزم دورا مهما وبارزا ساعد اليمنيين والسلطة الشرعية في استعادة  زمام الامور واضعفت المليشيات المسلحة والحقت خسائر كبيره بالبنية العسكرية لهذه المليشيات, ولو نظرنا اليوم سنجد انه بعد ان وصلت المليشيات الى مياه البحر العربي والسيطرة على كثير من المحافظات فقد اصبحت  هذه المليشيات الانقلابية محصورة في 30% من اليمن واصبح الجيش الوطني والمقاومة مسيطر على معظم المناطق ويدق باب العاصمة صنعاء, وان شاء الله سنشهد قريبا عودة العاصمة والدولة والخلاص من تلك المليشيات الى الابد.

 

- عرفت بمواقفك الصارمة تجاه الهاشمية السياسية, هل بت مقتنعاً أن تجريمها بالدستور حل لمشكلة اليمن؟
فكرة الحق الالهي في السلطة او ما يعرف بالهاشمية السياسية هي اخطر ما يمكن ان يهدد المشروع الوطني ويهدد النظام الجمهوري, وقد الحقت بالسلم الاجتماعي اذى كبير, وفتحت المجال للمشاريع الصغيرة التي تهدد الهوية الوطنية الجامعة.


 ومن وجهة نظري ان اليمنيين اليوم اكثر حصانه ووعياضد هذا الداء الذي يسقط حق المواطنة والمساواة ويجعل من الناس سيد وعبد, ومن المهم التأكيد ان فكرة الحق الالهي في السلطة لا تشكلخطرا على اليمن في ظل هذا الوعي والذي تجسد في ثورة فبراير العظيمة كامتداد لسبتمبر وانتصار لها من مشروع التوريث الذي كان يحملها نظام صالح.


و لولا ان صالح قد مكن هذه الحركة الأمامية من القوة العسكرية  وسلم لها مؤسسات الدولة في محاولة للانتقام من الشعب اليمني  وابتزاز الخليج في محاولة لا عادتهم الى التفاهم معه والاعتراف به كقوة وحيدة في اليمن كما يزعم.


 
من وجهة نظرك ما الذي نحتاج في هذه الأثناء؟
 ومن وجهة نظري ان ما نحتاجه اليوم  هو كسر هذه المليشيات عسكريا واخذ السلاح منها وان تكون الدولة هي الجهة الوحيدة المحتكرة للسلاح والعنف وهذا كفيل بحل هذه المشكلة التاريخية ؛ فكرة تجريم الهاشمية السياسية في الدستور اعتقد انه ليس حلا اولا لان الدستور اليمني سوف يكون دستور دوله مدنيه وديمقراطية ومواطنه متساوية وهذا يحرم اي استخدام لفكرة الحق الالهي في السلطة لان فكرة النص على تجريم الهاشمية  السياسية قد يطال الهاشميين الذين يرفضون فكرة الحوثي وفكرة  الحق الالهي وهم مواطنون يجب ان يكون لهم من الحق مثل غيرهم.
 


هل تعتقد أن تجريم الهاشمية السياسية تمثل حل لمشكلة اليمن حول أدعياء الحق الإلهي؟
يمكن ان يكون هناك نص في الدستور يجرم ويحرم فكرة ادعاء الحق الالهي لكن ليس من الصواب ربط الامر بسلاله محدده حتى لا يتم اللافتات على الوطنيين منهم والجمهوريين بدعوى انهم هاشميين؛ لا يجب ان تتحول المعركة الى معركة عرقيه سلالية فالأعراق في اليمن موجوده منذ قديم الزمان وليست مدانة في حد ذاتها ؛ والهاشميين نعلم ان كثير من تنظيم الضباط الاحرار ضد الإمامة من الهاشميين وان كان بعضهم قد غير او بدل فنظام صالح كان له دور كبير في تخييب امال اليمنيين في ان يروا ثمار سبتمبر واكتوبر قد تحولت الى دولة تحقق تطلعاتهم وجنح بالدولة نحو التوريث وحارب المناضلين والثوار واحتوى ابناءهم وهكذا.


 
مؤخراً حزب الإصلاح وقع على وثيقة دعوية وأثارت ردود فعل كبير كيف تنظر لتلك الخطوة كون البعض نظرها لها تراجع كبير لمسار الحزب المدني لحساب الدعوة؟ 
وثيقة "الدعاة والعلماء" كانت في مجملها نكوص عن العمل المدني وكانت قضايا كالتعددية السياسية والمرأة في نظر الوثيقة قضايا خلافيه في الدين ولم تشر الوثيقة الى وثيقة مخرجات الحوار الوطني ومرجعيات التسوية السياسية وهو ما يثير المخاوف من عودة الخطاب الديني على  حساب المدني والسياسي, ويشي الامر باحتمال تشكل مكونات  في جبهة الشرعية ذات مرجعيات مختلفة؛ لابد من التأكيد على اهمية مرجعيات التسوية السياسية ووحدة الهدف لا نها الطريق الوحيد للاصطفاف ضد مليشيات حاولت جر البلد نحو الانقسام الطائفي بهدف جر القوى الوطنية الى هذا الفخ ؛ وهذا لا يقلل من احترامنا لا حزاب مثل الاصلاح  والرشاد والسلم والتنمية ولكن وجب التنبيه الى هذا الامر وخطورته.
 
لو كانت صاحب قرار في حزب الإصلاح والناصري والمؤتمر ماذا ستفعل في هذه اللحظة؟
لو كنت صاحب قرار في هذه الاحزاب لدفعت باتجاه اعطاء الاولوية لتثبيت المشروع الوطني الديمقراطي قبل التفكير في مشروع الحزب لنتمكن من استعادة مؤسسات الدولة وتسوية الملعب لتبدأ بعد ذلك عملية التنافس الخلاق بين الاحزاب في اطار المشروع الوطني والهوية الوطنية .
 
على ماذا تراهن في استعادة الدولة وحماية الجمهورية وسبتمبر وثورة 2011م
 
اراهن على الشعب اليمني وعلى الجيش الوطني والمقاومة فهؤلاء هم الضامن للجمهورية والحامل للدولة المدنية وللحلم اليمني . سوف اعود الى اليمن قريبا بأذن الله فالأوضاع باتت مهيأة للعودة للجميع اكثر من اي وقت مضى والتفاؤل يملأ جوانحي واشعر ان الانفراجة الكبرى قاب قوسين او ادنى.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص