السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
"العلفي" من مستشفى إلى منشأة جامعية... هل تقف كرة التدهور؟
الساعة 20:47 (الرأي برس - عربي )

تسلّمت جامعة الحديدة، يوم السبت الماضي، مهامّ الإدارة والإشراف على مستشفى "الشهيد محمّد عبدالله العلفي"، الذي أقرّت السلطة المحلّية في المحافظة تحويله إلى مستشفى جامعيّ تعليميّ، بعد سنوات من حالة شبه التوقّف، التي عانت منها المنشأة الصحّية الأقدم في المدينة.

وأوضحت مصادر في السلطة المحلّية في الحديدة أن القرار جاء تلبية لرغبة جامعة الحديدة، في الإستفادة من مبنى المستشفى وتحويله إلى مستشفى تعليميّ، في ظلّ عدم وجود مبنى لطلّاب كلّية الطبّ، بعد انهيار مبنى الجامعة جرّاء قصفه من قبل طائرات "التحالف العربي"، في مايو 2015.
ويُعتبر مستشفى "الشهيد محمّد عبدالله العلفي" في الحديدة أوّل مستشفى حكومي في المحافظة، تمّ إنشاؤه في العام 1973، وسُمّي هكذا نسبة إلى الشهيد محمّد العلفي، أحد الثوّار المشاركين في الثورة اليمنية في 1962.


حالة متردّية ومبان متهالكة
يُعدّ مستشفى "الشهيد العلفي" المنشأة الصحّية الثانية بعد مستشفى "الثورة" في المحافظة، من حيث القدرة الإستيعابية للوافدين من مديريّات المحافظة ومن محافظات أخرى، وتُقدّر السعة السريرية للمستشفى بنحو 104 أسرّة.


إلّا أن المستشفى، وخلال السنوات الأخيرة، مرّ بحالة شبه توقّف، بعد إغلاق معظم الأقسام والخدمات الطبّية التي يقدّمها، نتيجة تهالك مبانيه وتردّي تجهيزاته الطبّية.


وبحسب تقرير رقابي رسمي صادر عن مكتب الصحّة في المحافظة، فإن معظم مباني المستشفى وصلت للتلف التام، حيث أصبحت الأدوار الثلاثة العليا للجانب الشرقي منه آيلة للسقوط، وتمّ إغلاقها منذ سنوات، وكذلك الدور الرابع للجانب الغربيّ، في ظلّ إهمال الإدارات المتعاقبة لأعمال الصيانة والترميم.


وأشار التقرير، الذي حصل "العربي" على نسخة منه، إلى أن أحد أبرز أسباب انهيار مستشفى "العلفي" تتمثّل في أن 85 % من موظّفي المستشفى غير ملتزمين بالدوام الرسمي، وتوجد أمام أسمائهم فترات أو مناوبات ولا يحضرون في هذه المناوبات مطلقاً.


ويعاني المستشفى، أيضاً، من ارتفاع نسبة العمالة الفائضة، إذ يُقدّر عدد العاملين الموظّفين في المستشفى، حسب حوافظ الدوام، بـ375 موظّفاً موزّعين بين 296 موظّف رسميّ، و79 موظّفاً بالأجر اليومي.


وأظهر التقرير تراجُع عدد العمليّات الجراحية في المستشفى بشكل مخيف، لتصل إلى 6 عمليّات جراحية خلال الشهر، مُقارنة بـ200 عملية شهريّاً في السنوات السابقة.


القرار منع الإنهيار
عميد كلية الطبّ في جامعة الحديدة، الدكتور محمود عجيلي، اعتبر أن قرار تحويل مستشفى "العلفي" إلى مستشفى جامعيّ تابع للجامعة، "خطوة في الإتّجاه الصحيح، لتوفير مبنى لطلّاب كلّية الطبّ، إضافة إلى أنّه فرصة للإرتقاء بالمستشفى، وانتشاله من حالة الشلل التي يمرّ وعدت جامعة الحديدة بخطّة متكاملة لإعادة تأهيل المستشفىبها".


وشدّد عجيلي، في حديث لـ"العربي"، على أهمّية القرار كون كلّية الطب في حاجة ماسة لمنشأة طبّية جامعية خاصّة، بعد القصف الذي تعرّضت له عدد من المنشآت الجامعية التابعة للجامعة وخاصّة كلّية الطب،ّ إضافة إلى أن مستشفى "الثورة" في الحديدة يواجه ضغوطاً كبيرة، كونه المنشأة الطبّية التي تستقبل طلّاب كلّية الطب. ويُذكر أن جامعة الحديدة تضمّ قرابة 3000 طالب وطالبة في كلّية الطبّ والعلوم الصحّية، و1000 طالب وطالبة من كلّية الصيدلة.


ولفت إلى أن "مستشفى العلفي منشأة طبّية كبيرة كانت تحمل عبئ محافظة الحديدة وستّ محافظات أخرى"، مضيفاً أن "تحويله لمنشأة جامعية تعليمية جاء لينقذ المستشفى من حالة التدهور التي وصل إليها".


وذكّر عجيلي بأن "المستشفى كان شبه متوقّف، وتدهورت عدد من مبانيه ومنشآته، بفعل أياد خفية كانت تسعى وراء انهياره، وتدميره"، متابعاً أن "عدداً من مباني المستشفى بحاجة إلى إعادة تأهيل وشغل كبير"، مستدركاً بأن "المستشفى ليس بالصورة السلبية المرسومة عنه، إذ إنّه بحالته الراهنة يمكن أن يؤدّي الغرض في العملية التعليمية".


خطّة متكاملة لإعادة التأهيل
رئيس جامعة الحديدة، الدكتور أحمد محمّد دغار، أكّد أن حصول كلّية الطب على مبنى تعليميّ للطلّاب "سيسهم في تحسين العملية التعليمية لطلّاب الكلية، وتحديد الأزمنة الخاصّة بمراحلهم العلمية، وعدم التخوّف من عدم حصولهم على أماكن لاستكمال مراحلهم الدراسية".


ونبّه دغار، في حديث  خاص  إلى أن "المستشفى شبه مدمّر، ويحتاج إلى تجهيزات كبيرة، وأغلب كوادره تعمل في المستشفيات الخاصّة، إضافة إلى أن نسبة كبيرة منهم غير مؤهّلين وبشهادات أساسية، ونسبة قليلة جداً بشهادات الماجستير، وبعضهم بلغوا سنّ التقاعد".


ووعد بأن "الجامعة لديها خطّة متكاملة لإعادة تأهيل المستشفى، ابتداءاً من توفير الكادر الطبّيّ المتكامل في جميع التخصّصات، والمتواجد في الجامعة في الكلّيّات الطبّية المختلفة من ذوي حملة الشهادات العليا، إضافة إلى تدريب وتأهيل الكادر الطبّيّ والتمريضيّ والإداريّ الحاليّ، والعامل فعلاً في المستشفى ضمن رؤية مستقبلية، تجعله يلبّي دوره الطبّيّ الرياديّ، وبالشكل الذي يستفيد منه طلّاب كلّية الطبّ، بالإضافة إلى مواطني محافظة الحديدة والمحافظات المجاورة".


وتتضمّن الخطة، أيضاً، وفقاً لدغار "إصلاح وضبط العملية الإدارية والمالية وتطويرها، وتوفير البرنامج المحاسبي المالي، وتوفير الأجهزة الطبّية اللازمة لعمليّات التطبيق العملي لطلّاب الطبّ، والمستخدمة في تقديم الخدمات الطبّية للمواطنين، إضافة إلى صيانة المتهالك منها".


وشدّد على "ضرورة تعاون ومساعدة المجتمع وجميع الجهات ذات العلاقة، خاصّة السلطة المحلّية في محافظة الحديدة ووزارة الصحّة، في عملية الصيانة والترميم وتجهيز المكان"، لافتاً إلى أن "إعادة التأهيل بحاجة لميزانية كبيرة، ولا بدّ من تعاون الجميع".


من جهته، وصف مدير عام مكتب الصحّة العامّة في المحافظة، الدكتور عبد الرحمن جار الله، هذا الإتّفاق بأنّه "خطوة إيجابية لتطوير وتحسين الخدمات الصحّية في مستشفى العلفي، وفق نظام علمي وأكاديمي، يعود بالنفع على المرضى، ويسهم في إكساب طلّاب كلّية الطبّ الخبرات الطبّية".


وأبدى جارالله، في حديث لـ"العربي"، استعداد مكتب الصحّة لـ"تقديم الدعم الفنّيّ والطبّيّ، بما يسهم في تطوير وتحسين الخدمات الطبّية في المستشفى".

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً