الخميس 21 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
لمياء الإرياني: الحرب انتهكت 90% من حقوق أطفالنا
الساعة 19:35 (الرأي برس - عربي )

عن المعاناة الإنسانية والوضع الذي آلت إليه البلاد، بعد ما يقرب من عام ونصف من الحرب التي أثرّت على مختلف نواحي الحياة، وظروف الشرائح الإجتماعية كافّة وفي مقدّمتها الأطفال، تتحدّث، لـ"العربي"، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة في اليمن، لمياء الإرياني.


تسلط الإرياني الضوء على تأثيرات الحرب، التي تقول إنّها انتهكت حقوق الأطفال بنسبة تصل إلى 90 %، وتتطرّق إلى العوائق التي تواجه عمل مجلس الأمومة والطفولة، والذي يُعدّ أوّل جهة حكومية تهتمّ بقضايا الطفولة، أُنشئت، بقرار رئاسي، في العام 1999.


بعد ما يقرب من عام ونصف من الحرب... كيف تصفين الوضع العامّ للطفل والأمّ في اليمن، في ظلّ هذه الظروف؟ 
كان الوضع العامّ للطفل والمرأة قبل الحرب سيّئاً وبعد الحرب زاد سوءاً، كان قطاع الطفولة والأمومة مهملاً قبل الحرب واليوم زاد إهماله. للأسف، لا يوجد وعي سياسي عند متّخذي القرار نحو شريحة الأطفال على وجه الخصوص، ويتمّ وضع قضاياهم في أسفل أجندة كلّ الحكومات المتعاقبة حتّى سقطت من الأجندة تماماً. 


للحرب آثارها على وضع الأطفال المباشر، فهم إمّا قتلى أو جرحى، أيتام أو مشرّدون في الشوارع. كذلك تضرّرت العملية التعليمية حتّى توقّفت تماماً في 2015، مئات المدارس تدمّرت تدميراً كاملاً ومئات أخرى تعرّضت لتدمير جزئي، وغيرها استُخدمت كمراكز للنازحين. الطفل اليمني اليوم خارج أسوار المدارس، لا يجد الرعاية الصحّية، يعاني من سلوكيّات صعبة بسبب الحرب، الخوف، والقلق، والتبوّل اللاإراديّ، والفزع الليليّ، وغيرها ممّا لا مجال لحصره هنا. الطفل اليمني اليوم لا يجد الرعاية الصحّية ولا سبل الحماية. وانتهكت الحرب حقوق الأطفال بنسبة 90 %.


هل يتابع مجلس الأمومة والطفولة حوادث القصف والإنتهاكات، التي يذهب ضحيّتها أطفال ونساء ومدنيّون بشكل عامّ؟ 
المجلس الأعلى للأمومة والطفولة هو المظلّة العليا للطفولة والأمومة في اليمن، والمعنيّ الأساسيّ في رفع التقارير الدورية للجنة الدولية لحقوق الطفل، وهو المسؤول عن رسم السياسات الخاصّة بالطفولة، ومتابعة وتقييم كافّة الأنشطة ذات العلاقة على مستوى الجمهورية، إلّا أنّه نتيجة لتقليص ميزانية أنشطته وقصرها فقط على الرواتب، عوضاً عن لجوء كثير من المنظّمات المانحة إلى دعم المجتمع المدني، أصبح المجلس عاجزاً عن القيام بمهامّه وغير قادر على تلبية واجباته. ولعلّك لاحظتي أن البيان الأخير للمجلس حول استهداف أطفال صعدة كُتب بخطّ اليد ولهذا دلالات واسعة، ومع ذلك، يحرص المجلس على عدم التغيّب عن ساحات الحدث من أجل أطفال اليمن.


هل لديكم أي إحصائيّات عن ضحايا الحرب من الأطفال والنساء؟ 
لدينا إحصاءات وفق ما أصدرته منظّمة "يونسيف"، وما وصلنا من وزارة حقوق الانسان، وليس لدينا بيانات خاصّة بنا. 50 % من المستشفيات مهددة بالإغلاق لعدم توفر الدواء


ما أبرز الظواهر والآثار السلبية التي خلّفتها وتخلّفها الحرب، سواءً في الجانب التعليمي أو الصحّي أو غير ذلك؟ 
حسب التقارير التي وردتنا، الأرقام كالتالي: في مجال التعليم تمّ تدمير 279 مدرسة تدميراً كاملاً، و742 تدميراً جزئيّاً. هناك 1624 مدرسة أغلقت أبوابها لقربها من مناطق النزاع، وتوقّف 28556 ألف معلّم ومعلمّة عن أداء عملهم، كما تمّت السيطرة على 27 مدرسة من قبل جماعات مسلّحة، وتضرّرت 421 مدرسة بتحويلها الى مراكز للنازحين، فضلاً عن سحب دعم المانحين وتحويله للطوارىء. وبالتالي أكثر من ثلاثة ملايين طفل وطفلة حُرموا من التعليم، وارتفعت نسبة التسرّب إلى 49 % في سبتمبر 2015. 


أمّا في مجال الصحّة، فقد بيّنت التقارير أن 1601 طفل وطفلة قتلوا حتّى مارس 2016، وعدد الجرحى تجاوز 2258 حالة، كما بلغت حالات الإعاقة بسبب الحرب 1650 طفلاً وطفلة. 


عدد المرافق الصحّية المتضرّرة في الحرب 412 منشأة صحّية، إضافة إلى أن 50 % من المستشفيات مهدّدة بالإغلاق لعدم توفّر الدواء. وهناك أكثر من أربعة ملايين ونصف طفل معرّضون لخطر أمراض الطفولة القاتلة. وعلى نفس المستوى، تأثّر قطاع حماية الطفل، في مراكزه ومنشآته والخدمات المقدّمة للطفل، بشكل مخيف.


هل ترين أن حجم تحرّكات المنظّمات الإنسانية الدولية التي تعمل في اليمن وتسليطها الضوء على المعاناة، تتناسب مع ما يتطلّبه الواقع؟ 
كان للمنظّمات الدولية أدوار لا يمكن تناسيها في الجوانب التنموية والإنسانية قبل الحرب، وأثناء الحرب توقّفت الكثير منها وغادرت، وما تبقّى من تلك المنظّمات تعمل وفق رؤية خاصّة تستند على حالة الطوارىء التي تمرّ بها البلاد، وتتركّز أعمالها في جانب الإغاثة الإنسانية والحفاظ على الحياة.


ما هي الرسالة التي توجّهينها للأطراف السياسية اليمنية، وكذلك للمجتمع الدوليّ، والأمم المتّحدة؟ 
بالنسبة لرسالتي للأطراف السياسية، أقول لهم كفى عبثاً بماضي وحاضر ومستقبل اليمن، كفى رهاناً على صراعات عسكرية لا تفضي إلّا إلى خراب ودمار يشكّلان كلفة باهظة الثمن على اليمن مستقبلاً. أقول لهم أوّلاً جنّبوا أطفال اليمن ويلات هذه الحرب العبثية، وكفّوا أيديكم عن حقّهم في الحياة والأمان، والأهمّ أوقفوا هذه الحرب وعودوا للتفاوض والحوار، فليس هناك حرب إلّا وكانت نهايتها بالحلول السياسية، فلتحافظوا على ماتبقّى لنا من وطن.


وللأمم المتّحدة أقول لها أدواركم في اليمن مبتورة، أنظروا بعين العدل وحقوق الإنسان لكلّ الإنتهاكات التي تحدث لأطفال اليمن جرّاء الحرب في كلّ المحافظات، إضغطوا على أطراف الصراع لتنتهي الحرب.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص