السبت 23 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
إنسحاب "القاعدة" من عزان: صفقة جديدة؟
الساعة 22:19 (الرأي برس - عربي )

أثار انسحاب تنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" في اليمن، من مدينة عزان في محافظة شبوة، جنوب شرقي اليمن، يوم الإثنين الماضي، تساؤلات حول ما وراء هذا الانسحاب المفاجئ وغير المتوقّع، من المدينة التي تضمن له السيطرةُ عليها طرقاً آمنة إلى محافظة أبين، التي يسيطر على مدن رئيسية فيها، وإلى محافظة البيضاء، والتي يخوض فيها مواجهات ضدّ جماعة "أنصار الله" والقوّات المتحالفة معها، منذ أكثر من عام.


عملية الانسحاب تحتوي على قدر كبير من التناقض بين أهمّية مدينة عزان بالنسبة إلى التنظيم وبين حدوثها دون ضغط عسكري يُذكر، باستثناء الغارات التي شنّها طيران "التحالف العربي" على المدينة، يوم الإثنين الماضي، والتي لا تستدعي أن يعيد انتشاره في المدينة، فضلاً عن أن ينسحب منها.


عزان أوّلاً
في إبريل 2011، وقبل أن يسيطر تنظيم "القاعدة" على محافظة أبين، سيطر على مدينة عزان في شبوة، ولم يسيطر على غيرها من مناطق المحافظة حتّى انسحابه منها في 14 يونيو 2012. ظلّت عزان، خلال تلك الفترة، مركز إمداد لجبهات القتال في أبين، ومركز استقبال وتدريب أيضاً، ويقال إن معظم قادة التنظيم كانوا يتواجدون فيها. وبرغم انسحاب التنظيم منها إلا أنه ظلّ يتردّد عليها من حين لآخر؛ حتّى لا يترتّب فيها وضع عسكري وأمني جديد يحول بينه وبين العودة إليها، إن اقتضى الأمر ذلك. ومع أن مدينة عزان التابعة لمديرية ميفعة اعتُبرت خارج سيطرة التنظيم الإدارية، منذ انسحابه منها، إلا أن حكومة هادي أرسلت حملة عسكرية إلى المدينة، منتصف العام 2014م، لتطهيرها من تنظيم "القاعدة".


وقد ساعدت سيطرة الرئيس عبدربه منصور هادي على محافظة أبين، عبر قوّات الجيش والأمن، وعبر "اللجان الشعبية" المدعومة من وزارة الدفاع، بالإضافة إلى سيطرته على المؤسّستين الأمنية والعسكرية، عدا عن الدعم الأمريكي غير المحدود، على وصول قوّات الجيش والأمن إلى المدينة ونشر قوّة فيها. غير أن التنظيم عاد إليها عام 2015، بعد أن دخل البلد في أكثر من حرب، لتبقى خاضعة لسيطرته حتّى الإثنين الماضي، حيث أكّد سكان محلّيون وشهود عيان انسحاب التنظيم بشكل مفاجئ من المدينة التي شهدت في اليوم ذاته غارات شنّها الطيران الحربي التابع لـ"التحالف العربي" بقيادة المملكة العربية السعودية.


تزامن مريب
تزامن انسحاب تنظيم "القاعدة" من مدينة عزان مع الإعلان عن عودة العملية العسكرية السعودية إلى اليمن، بعد فشل مشاورات السلام في الكويت. برغم أن وسائل إعلام عديدة حرصت، بقصد أو بدون قصد، على ربط عملية انسحاب التنظيم بالغارات التي شنّها طيران "التحالف" على المدينة يوم الإثنين الماضي، إلا أن تلك الغارات كانت، على ما يبدو، للتغطية على سبب الانسحاب الحقيقي، ولم تكن سبباً له.


يؤكّد ذلك أن التنظيم لم ينسحب من المدينة تحت ضغط عمليات الطيران الأمريكي دون طيار، طوال الأشهر الماضية، رغم أنها أكثر دقة ومباغتة. كما أن تنظيم "القاعدة" رفض، في وقت سابق، التجاوب مع أكثر من وساطة قبلية حاولت إقناعه بالانسحاب من المدينة، رغم تجاوبه مع وساطات أخرى في أبين وحضرموت.من غير المستبعد أن تكون السعودية قد تفاهمت مع "القاعدة" في عزان عبر وساطات قبلية


سياق واحد
قبل انسحاب تنظيم "القاعدة" من مدينة عزان بشبوة، أرسلت حملة عسكرية تابعة للواء "سلمان الحزم" إلى جبل العر في مديرية يافع، في محافظة لحج جنوبي البلاد، بعد تداول أخبار عن تواجد عناصر تابعة لتنظيمات مدرجة على لائحة الإرهاب الأمريكية في المديرية.


وقبل إرسال الحملة إلى يافع، بدأت قوّات الجيش المسنودة بـ"المقاومة الشعبية" تستعدّ لعملية عسكرية في محافظة أبين التي يسيطر التنظيم على مدن رئيسية فيها. لا تخرج تحرّكات المملكة في مثلّث (أبين ـ لحج ـ شبوة) عن سياق حرصها على طمأنة الولايات المتحدة الأمريكية حول ملفّ الإرهاب في اليمن، حيث ترى الأخيرة أن حرب التحالف في اليمن ساهمت في تنامي نفوذ "التنظيمات الإرهابية" في الجنوب.


تفاهم
ومن غير المستبعد أن تكون المملكة العربية السعودية قد تفاهمت مع تنظيم "القاعدة" في عزان، عبر وساطات قبلية، حول هذا الأمر، خصوصاً وأن موقف التنظيم من المملكة تعدَّل قليلاً بعد عملية "عاصفة الحزم" ضدّ "أنصار الله"، فالتنظيم الذي أنهى العام 2014 بعمليات داخل الأراضي السعودية، وتوعّد بالمزيد، لم يهاجم قوّات "التحالف"، وهي على مرمى حجر منه في مدينة عدن، وكل العمليات التي استهدفت التحالف تبنّاها تنظيم "الدولة الإسلامية".


كما أن التنظيم لم يهاجم الحملة العسكرية التابعة للواء "سلمان الحزم" أثناء توجّهها إلى جبل العر في يافع، رغم مرورها من منطقة العسكرية في لحج، والتي يتواجد فيها التنظيم بقوّة، بحسب مصادر خاصّة أما العملية التي استهدفت الحملة في منطقة حبة، فقد نفّذها عناصر من "الدولة الإسلامية".

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص