السبت 23 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
مجدّداً... اليمنيون عالقون في مطارات العالم
الساعة 19:59 (الرأي برس - عربي )

منذ بدء التدخّل العسكري في اليمن، بقيادة السعودية، كان مطار صنعاء الدولي أحد أبرز عناوين حصار "التحالف" للبلاد، كلّياً أو جزئياً، قبل أن يتمّ إبلاغ الأمم المتّحدة بإغلاقه مجدّداً، الأمر الذي تسبّب في معاناة المئات اليمنيين المسافرين، الذين علقوا في مطارات بلدان مختلفة.


وأكّد مسافرون  أن تعليق الرحلات، من وإلى مطار صنعاء، تسبّب في أزمة إنسانية لمئات اليمنيين، الذين وجدوا أنفسهم فجأة عالقين في المطارات أو مضطرّين للبقاء أيّاماً إضافية، بعد أن حزموا حقائبهم للعودة إلى صنعاء. 


وفي الوقت الذي يعدّ فيه السفر من أجل العلاج من أبرز أغراض السفر للمرضى الذين تستعصي حالاتهم على المستشفيات المحلّية، أفاد مسافرون أن من بين العالقين مرضى في وضع إنساني حرج، مع عدم امتلاك بعضهم تكاليف إقامة إضافية لحين عودة المطار. 


ويعدّ مطار الملكة علياء، في العاصمة الأردنية عمّان، أبرز محطّات المسافرين اليمنيين. وأفاد ناشطون أنهم تواصلوا مع السفارة، وأبلغتهم بدورها أن ليس بإمكانها سوى العمل على عودتهم إلى مطار مدينة عدن، أو مطار سيئون في محافظة حضرموت، شرق البلاد.


واعتبرت الناشطة اليمنية، المتواجدة في عمّان، ياسمين الناظري، التي كانت ممن أثاروا قضية العالقين مع إغلاق المطار، أن "الكرة باتت في ملعب القادرين على اتّخاذ خطوات عملية لمساعدة العالقين، سواء بالدخول إلى صالات الترانزيت لمعرفة العدد الحقيقي للعالقين وحالاتهم المادّية والمرضية، أو لإيجاد مخارج أخرى، كالسماح لهم بالدخول بتأشيرات مؤقّتة". 


ونوّهت الناظري، في حديث مع ، إلى أن هناك بالفعل من يرغبون بتقديم مساهمة مادّية لمساعدة العالقين اليمنيين في عمّان، لكنها أشارت إلى أن دور السفارة اليمنية والخطوط الجوية اليمنية، سيكون هو الأمر الحاسم. 

 


وكان عالقون أطلقوا، عقب إغلاق مطار صنعاء، مناشدة جرى تداولها في مواقع التواصل الاجتماعي، جاء فيها أنه "بسبب الإعلان عن توقّف الرحلات إلى مطار صنعاء لمدّة 72 ساعة قابلة للتمديد، فإن الكثير من اليمنيين عالقون حالياً في كثير من مطارات العالم، لا يملكون تأشيرات دخول لدول أخرى، الأغلبية هم من كبار السنّ والمرضى، ولا يملكون الإمكانيات المادّية التي تجعلهم يواجهون تكاليف الانتظار". 


وكان "التحالف" الذي تقوده السعودية أبلغ الأمم المتّحدة بإيقاف الرحلات، من وإلى مطار صنعاء، مدّة 72 ساعة مبدأياً، بالتزامن مع موجة غارات جوّية هي الأعنف خلال الشهور الأخيرة، واستهدفت محيط صنعاء ومواقع مختلفة داخل العاصمة. 


وأعادت هذه الخطوة أزمة الحصار المفروض على اليمن إلى المربّع الأوّل، إذ كان "التحالف" أغلق مطار صنعاء مع بدء عملياته في مارس 2015، بل وقصف مدرج المطار أكثر من مرّة، بهدف تعطيله. وعدّ مطار الملكة علياء، في العاصمة الأردنية عمّان، أبرز محطّات المسافرين اليمنيين
ومع اشتداد الأزمة الانسانية، نجحت الضغوط الدولية على السعودية بانتزاع موافقة على فتح المطار جزئياً، ابتداءً من أواخر مايو العام الماضي، غير أن ذلك تم بشكل جزئي بواقع رحلتين يومياً لـ"طيران اليمنية"، التي جرى السماح لها بنقل نحو ستة آلاف يمني علقوا في مطارات العالم، عقب انطلاق عملية "عاصفة الحزم". 


وفي أغسطس من العام ذاته، وافق "التحالف"، بعد ضغوط أممية، على السماح برحلات تجارية إلى مطار صنعاء، عبر مطار الملكة علياء في عمّان، وكذلك مطار القاهرة، وفرض على الطائرات التوقّف في مطار بيشة السعودي، للخضوع للتفتيش. وهو واقع ينظر إليه الكثير من اليمنيين، وخصوصاً من معارضي "التحالف"، على اعتباره "مهيناً" لليمنيين. 


وقال يحيى محمد، أحد اليمنيين الذين علقوا في العاصمة المصرية القاهرة لأكثر من شهرين، لـ"العربي"، إن "وضعاً صعباً تعيشه في المنفى مرغماً، ولا تستطيع العودة إلى بلدك بسبب الحرب المستعرة ومنهجية الاذلال المتعمّد لليمنيين من قبل التحالف، وكافّة الأطراف المساهمة في حرب قضت على الأخضر واليابس من الأطراف اليمنية كافّة، فحتّى قوانيين وأخلاق الحرب لا تسمح بهكذا عمل وأجراء". 


وأضاف "يعيش اليمنيون العالقون ظروفاً صعبة، نفسياً ومادّياً، خصوصاً ممن قدموا إلى العلاج وخسروا الكثير من الأموال، آخذين في حساباتهم العودة وفق الوقت المحدّد، والآن تزداد معاناتهم بسبب البقاء القسري في بلد آخر"، معتبراً أن "تلك معاناة تحتّم على الأمم المتّحدة أن تقوم بدورها وتعمل على حلّ هكذا مشكلة إنسانية". 


يشار إلى أن مطار صنعاء يعتبر المنفذ الجوّي الوحيد إلى خارج البلاد، ليس للعاصمة فحسب، بل لأغلب المحافظات الشمالية، وتعتبر الرحلات اليومية المحدودة التي تسمح بها دول "التحالف"، الحدّ الأدنى لحاجة المسافرين.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص