الأحد 22 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
معتقلات الـ" سي إي إيه".. أوجاع تستجدي الإنسانية!!
الساعة 20:43 (الرأي برس-وليد عبدالواسع-عبدالله الوشاح)


 

 

«الإيهام بالغرق»... هي إحدى أكثر تقنيات التعذيب التي تدفع المستجوبين إلى الإدلاء بكل ما لديهم، إذ عادة ما يوضع المستجوب في تابوب "خزان" مملوء بالماء وسائل آخر يشعر معه المعتقل بعد مرور بعض الوقت بالحاجة إلى استنشاق الأكسجين، ولكن لا يسعه إلا أن يفتح فمه ليملأ رئتيه بالماء وبعد لحظات يشعر وكأنه قد فارق الحياة.

 

إنها عملية تسمى بشكل تقني «انتزاع المعلومات بطريقة قسرية» في أحواض شبيهة برحم الأم ويشعر المستجوب بأنه بصدد الغرق فعلاً، ولكنه تحت تأثير مادة كيميائية تخلق لديه إحساساً بالموت.. عادة ما يكرر المستجوبون هذه العملية أكثر من مرة حتى يعترف المستجوب بكل ما لديه. وهي وسيلة تعذيب "الإيهام بالغرق" تعرض لها أبو زيد 183 مرة على يد «سي آي إيه».

 

هذه التقنية وقائمة طويلة أخرى من أساليب التعذيب الجسدي والنفسي هي ما كشف عنها مجلس الشيوخ الأمريكي في تقرير حول «برنامج الحجز والاستجواب» الذي اعتمدته وكالة الاستخبارات الأمريكية

 

«س آي إيه» من 2002 إلى 2006 خلال عهد الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن.
بعد أشهر من الترقب، نشر مجلس الشيوخ الأمريكي يوم الثلاثاء المنصرم 9 ديسمبر/ كانون الأول جزءاً من التقرير حول عمليات تعذيب قامت بها وكالة الاستخبارات الأمريكية في سجون سرية.

 

وأكد التقرير الذي قامت بإعداده لجنة من مجلس الشيوخ الأمريكي واستغرق 4 سنوات بميزانية تقارب 40 مليون دولار أن وكالة الاستخبارات الأمريكية لجأت إلى أساليب عنيفة وغير فعالة خلال استنطاق محتجزين بعد أحداث الـ 11 من سبتمبر/ أيلول.

 

وذكر التقرير أنه " بعد دراسة 20 حالة " تأكد أن التعذيب الذي مارسته وكالة الاستخبارات على محتجزين لم يخلص إلى نتائج إيجابية، وكان له أثر عكسي".

 

وأشار التقرير كذلك إلى أن "تقنيات الاستجواب التي استخدمتها "س آي إيه" لم تساعد في أي وقت من الأوقات في الحصول على معلومات مؤكدة بوجود تهديدات إرهابية".

 

كما أفاد التقرير أن بعض "المعلومات التي كانت تفيد بوجود هجمات مدبرة بقنابل عن بعد زعمت الوكالة أنها حصلت عليها بعد عمليات الاستنطاق، كانت مغلوطة".

 

واتهم التقرير وكالة الاستخبارات بالكذب على الجميع حول نجاعة برامجها للاستنطاق بمن فيهم مجلس الشيوخ والبيت الأبيض،

 

مشيراً إلى أن" "سي آي إيه" ادعت أن برامجها للاستنطاق مكنت من الحفاظ على الأرواح، غير أنه ثبت العكس، كما أن التقنيات المستخدمة كانت عنيفة والوكالة كذبت خلال تقديمها تقرير حول أساليب الاستنطاق المتبعة".

 

ومن بين تقنيات التعذيب التي كشف عنها التقرير، تقنية "الإغراق" حيث أكدت اللجنة أن أغلبية المعتقلين بعد أحداث الـ 11 من سبتمبر عذبوا بهذه التقنية وأبرزهم خالد الشيخ محمد، أحد أبرز قادة القاعدة، والذي أكد التقرير أنه كان قريباً من الموت بعد خضوعه للإغراق.

 

وذكر التقرير أن "سي آي إيه" لجأت لحرمان المعتقلين من النوم لأيام عديدة، كما كان يتم تهديد جميع المحتجزين بالقتل إن لم يدلوا بمعلومات مهمة.

 

لجنة التحقيق من مجلس الشيوخ خلصت أيضاً إلى أن وكالة الاستخبارات الأمريكية لم تكن مستعدة بما فيه الكفاية للقيام بتحقيقات مع المعتقلين بعد أحداث الـ 11 سبتمبر، كما شددت على أن الأساليب المتبعة في التحقيقات لم توافق عليها لا وزارة العدل الأمريكية ولا إدارة "سي آي إيه".

 

ومن أبرز الخروق التي بينها التقرير احتجاز عدد من الأفراد دون توجيه أي تهمة لهم، بالإضافة إلى احتجاز عدد آخر لأسباب غير واضحة، وعدم متابعة الأشخاص المتورطين في هذه التجاوزات القانونية، كما أوضح التقرير أن "سي آي إيه" تجاهلت تقارير داخلية دعت في أكثر من مرة إلى إعادة النظر في أسباب الاعتقال والتعذيب.

 

وخلص التقرير إلى أن أساليب "سي آي إيه" مست بقيم وسمعة الولايات المتحدة في العالم، وخلفت أضراراً مادية ومعنوية للأمن القومي الأمريكي.

 

التقرير، الذي تم نشره الثلاثاء الماضي بعد أن كان مصنفاً على أنه سري، أدى إلى جدل واسع في الحياة السياسية الأمريكية، بعد أن تساءلت عديد الصحف عن الأسباب التي دفعت بالكشف عنه في هذا التوقيت بالذات.
 

أساليب تعذيب لا تنتهي

 

في أكثر من 500 صفحة كشف التحقيق الصادر عن مجلس الشيوخ الأمريكي عن أصناف التعذيب التي اعتمدتها وكالة الاستخبارات الأمريكي.. وفي هذا التقرير ما زالت 6700 صفحة من التحقيق الكامل تحت تصنيف السري ولم يسمح بعد بنشرها.

 

وقد وصل عدد الأساليب المعتمدة إلى 17 أسلوباً من بينها: لعبة الروليت الروسية التي عادة ما يصوب فيها سلاح ناري يحوي طلقة واحدة نحو المعتقل مما يجعله ينتظر الموت مع كل مرة يضغط فيها الزناد, الحشرات والأوضاع المجهدة, استخدامات الحفاضات أو الدلو: لقضاء حاجتهم كنوع من الإذلال, المنشفة: لإحداث الشعور بالاختناق.

 

كما تحدث التقرير عن إهمال الرعاية الصحية كنوع من أنواع التعذيب تمثلت في: الحرمان من النوم بعض السجناء حرموا من النوم لمدة 180 ساعة, خفض درجة حرارة غرفة الاحتجاز ما أدى إلى وفاة أحد المعتقلين, حمام ماء الثلج حيث يوضع السجناء في حوض مملوء بماء الثلج, الإذلال والضغط النفسي من خلال ظروف الاعتقال السيئة, والتابوت: أحد المعتقلين تم إبقاؤه في تابوت لمدة 266 ساعة.
وقد استعان أعوان «السي آي إيه» بمختصين نفسيين تفننوا في تطوير تقنيات التعذيب, بحسب ما ذكرت صحيفة «دايلي تلغراف» البريطانية, وبأن اثنين من المختصين النفسيين حصلا على أكثر من 80 مليون دولار مقابل عملهما مع وكالة الاستخبارات.

 

وكالة الاستخبارات بررت هذه لممارسات بأنها ناجعة وبأنها أنقذت حياة الآلاف، خاصة أن الكثير من المستجوبين قدموا معلومات ساهمت في العثور على مخبأ زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.

 

وكشف رئيس لجنة التحقيق التي تولت العمل على متابعة أداء الاستخبارات الأمريكية بأن «سي آي إيه» قامت باحتجاز واستجواب 119 شخصاً في سجون سرية خارج الولايات المتحدة مستخدمة أساليب قاسية في استجوابهم وأغلب هؤلاء المعتقلين منتمون إلى تنظيم القاعدة.

جدل كبير في الأوساط السياسية
أوباما: لن تتكرر ما دمت موجوداً

الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي أوقف العمل ببرنامج الحجز والاستجواب انتقد هذه الأساليب مصرحاً «آمل أن يساعدنا التقرير الذي صدر اليوم في ترك هذه الأساليب حيث تنتمي إلى الماضي.».

 

مضيفا «تجاوزات السي آي إيه» لن تتكرر ما دمت موجوداً. ولكن ذلك لم يخفف الجدل السياسي الذي طرحه التقرير بعد أن أثار حفيظة الجمهوريين، الذين اعتبروه متحاملاً عليهم، خاصة أن اللجنة التي أشرفت على التحقيق في غالبيتها من الديمقراطيين.

 

ويعيد كل ذلك للأذهان التحقيق التي قامت به صحفية «واشنطن بوست» الأمريكية الذي كشف عن تضخم أجهزة الاستخبارات الأمريكية بعد الحادي عشر من سبتمبر.

 

سبّبَ تقرير الكونغرس في وقوع جدلٍ داخل الأوساط السياسية حتى قبل صدوره. فقبل أيام من نشر التقرير تحدث وزير الخارجية الأمريكي جون كيري هاتفياً مع عضو مجلس الشيوخ ورئيسة لجنة الاستخبارات في المجلس ديان فاينشتاين وحذرها من أن نشر التقرير قد يولد ردود فعل عنيفة في الخارج ويعرض حياة الأمريكيين للخطر.
انتقاد وردود أفعال

 

وفي هذا الإطار أعلن ستيفان ديوجاريك، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة أن المنظمة الدولية تدعو إلى منع عمليات التعذيب منعا تاما.

 

وقال المتحدث بمناسبة مرور 30 عاماً على إقرار الجمعية العامة قانون مكافحة التعذيب المصادف أمس الأول 11 ديسمبر: إن "التعذيب يجب أن يُمنع بالكامل. ولا داعي هنا لقول كلمات كثيرة. فهذا واضح.

 

وموقف الأمين العام بخصوص عقوبة الإعدام واضح أيضاً، فهو ضدها".
وقد دعت الأمم المتحدة وجماعات معنية بحقوق الإنسان إلى معاقبة المسؤولين الأمريكيين الذين أقروا وسائل الاستجواب الوحشية التي مارستها الـ(سي. آي. إيه) مع المشتبه فيهم من تنظيم القاعدة بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر.

 

وقال بن ايمرسون، المقرر الخاص للأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب: إن التقرير يكشف عن "سياسة واضحة نسقت على مستوى عال داخل إدارة بوش".
وطالب ايمرسون بـ"ملاحقة المسؤولين الكبار في إدارة بوش الذين خططوا وأجازوا ارتكاب جرائم وكذلك مسؤولي المخابرات المركزية الأمريكية ومسؤولين آخرين بالحكومة اقترفوا عمليات تعذيب مثل الحرمان من النوم والغمر بالماء.

 

وقال ايمرسون: "فيما يتعلق بالقانون الدولي فإن الولايات المتحدة ملزمة قانونا بإحالة أولئك الأشخاص إلى نظام العدالة".

 

وفي السياق نفسه نددت منظمة هيومان رايتس ووتش بتلك التجاوزات والتعذيب، وأكدت أن التقرير يتحدث عن جرائم لا يمكن تبريرها. وقالت المنظمة: إن تلك الأعمال تدعو إلى ضرورة التذكير بالمعايير التي يجب اتباعها لحماية المعتقلين. وحذرت المنظمة من أن يكون التعذيب أحد الخيارات المتبعة للرؤساء الأميركيين في المستقبل.

 

واعتبرت صحيفة واشنطن بوست نشر تقرير فاينشتاين حول المخابرات المركزية في زمن الحرب بأنه "عمل غير مسؤول"، وهو نفس رأي المعارضين الجمهوريين بالإضافة إلى الكثير من موظفي السي آي إيه.

 

وبدوره دافع الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش عن رجال المخابرات وقال: "إنهم أناس جيدون، ونحن سعداء لكونهم يتواجدون بيننا". وهو نفس الرأي الذي ذهب إليه أيضاً الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية جورج تينت والجنرال ميشيل هايدن. هايدن، الذي كان مديراً لسي آي إيه في الفترة بين عامي 2006 و 2009، قال في رسالة إلكترونية بعث بها إلى صحيفة نيويورك تايمز: "نحن هنا لا ندافع عن التعذيب وإنما ندافع عن التاريخ".

 

أما المسؤول عن برنامج التحقيق المثير للجدل الذي كانت تستخدمه السي آي إيه، فكتب في صحيفة واشنطن بوست "كنا نقوم بما يتعين علينا القيام به وبما كنا نعتبره قانونياً"، وذلك في إشارة إلى التعليمات التي كانت تأتي من إدارة بوش.
 

التعذيب مقابل الأمن

 

بالمقابل يرى جوزيف ويبل أن زملاءه السابقين كان عليهم أن "يرفضوا القيام بمثل تلك الأعمال." أما السيناتور الجمهوري جون ماكين، الذي تعرض بنفسه للتعذيب عندما كان سجيناً في حرب فيتنام، فجاء تعليقه غريباً بعض الشيء عندما قال: "إن من قاموا بالتعذيب كانوا يأملون في أن يساعدهم ذلك على جعل "العالم أكثر أماناً"، لكن هل يتعلق الأمر فعلا بالتعذيب أم أنه مجرد "أساليب استجواب قاسية" لجأت إليها وكالة الاستخبارات المركزية بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر للحصول على معلومات من متهمين بالإرهاب تابعين للقاعدة؟ الرئيس الأمريكي بارك أوباما يتحدث عن التعذيب وهي نفس الكلمة التي بدأت تستخدمها السيناتور ديان فاينشتاين.

 

 بيد أن الصحف الرائدة في الولايات المتحدة الأمريكية لا تستعمل وصفاً موحداً بهذا الخصوص. فعلى سبيل المثال تستخدم صحيفة واشنطن بوست وصف "أساليب استجواب قاسية" على عكس صحيفة نيويورك تايمز.

 

محاكاة الغرق يعتبر نوعاً من التعذيب، يعتبر جوزيف ويبل أن جزءاً من الأساليب التي كانت تستخدمها وكالة الاستخبارات الأمريكية في التحقيق، والتي وردت في تقرير الكونغرس تدخل في إطار التعذيب، "مثل محاكاة الغرق"، الذي طبق ضد ثلاثة أشخاص قبل إلغائه في 2004. ويضيف ويبل "الحرمان من النوم إذا وصل إلى حدٍ معين يعتبر أيضاً تعذيباً"، وهو ما ينطبق أيضاً على إرغام السجين على اتخاذ أوضاع مقلقة.

 

أما مدير السي آي إيه جون برينان، فظل يدافع عن أساليب الاستجواب القاسية التي كانت إدارته تقوم بها، معتبراً أن تلك الوسائل مكنت من "إحباط عمليات إرهابية وإلقاء القبض على إرهابيين وإنقاذ حياة بعض الناس" - حسب قوله.

 

لكن يبدو أن جوزيف ويبل غير مقتنع بالحجج التي ساقها جون برينان، وقال بهذا الخصوص "لحد الساعة لم يتم الإعلان عن الأرواح التي تم إنقاذها." وأضاف: "وسائل التعذيب ليست ضرورية.".
وتساءل ويبل: "من المعروف لدى الجميع أن تعذيب السجين من أجل الحصول على معلومات أمر غير قانوني. لكن إذا كان ذلك أمراً مسموحاً به فهل من الجدوى القيام بذلك؟"

اليمن تتصدر قائمة الدول المتورطة في المشهد الوحشي

 

أظهر التقرير، الذي نشره مجلس الشيوخ حول سياسات التعذيب المتبعة من قبل الـ"سي آي إيه" أن عدداً كبيراً من الدول العربية ساعدت وكالة الاستخبارات الأمريكية بتعذيب معتقلين متهمين بالإرهاب، حيث تصدرت اليمن قائمة المشهد الوحشي، إضافة إلى كل من المغرب، موريتانيا، الجزائر، ليبيا، مصر، الأردن، لبنان، سوريا، الإمارات، جيبوتي، والصومال.

 

ونشر موقع "فوكس Vox " الإلكتروني خارطة توضح الدول الـ54 المشاركة في التحقيق مع المتهمين وتعذيبهم، وقال الموقع: إن "تقرير التعذيب الذي أصدره مجلس الشيوخ الأمريكي أكبر بكثير مما يوحي به عدد صفحاته، السبب في ذلك هو أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA لم يكن لديها فقط برنامج تعذيب خاص بها، نفذته في مواقع سوداء سرية للاعتقال والتعذيب، لكنها أيضاً استخدمت شبكة واسعة من الدول الأخرى للمساعدة في القبض على، واحتجاز، ونقل، وتعذيب المعتقلين".

 

شبكة الدول تلك تَظهر بوضوح في برنامج التسليم الاستثنائي الذي تعتمده الـ"سي آي إيه"، وهو البرنامج الذي بموجبه تحتجز الوكالة وتنقل "لإرهابيين المشتبه بهم" بمساعدة حكومات أجنبية، وفي كل ذلك، شاركت 54 دولة في برنامج الترحيل السري للمخابرات الأمريكية.

إلى ذلك، وبحسب الخريطة التي نشرتها أيضًا صحيفة الإندبندنت البريطانية، فإن الأغلبية الساحقة من الدول العربية شاركت في برنامج المخابرات الأمريكية، وهي: اليمن المغرب، موريتانيا، الجزائر، ليبيا، مصر، الأردن، لبنان، سوريا، الإمارات، جيبوتي والصومال.

 

المصدر/أخبار اليوم
 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً