السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
البكاء على الأطلال.. "جامعة تعز" في فصل البحث عن الألغام
الساعة 21:25 (الرأي برس - متابعات )

ألحقت الحرب على تعز من قبل المليشيات الانقلابية الكثير من الدمار والخراب والعبث، فضلاً عن الانتهاك الصارخ للإنسان وسائر جوانبه الحياتية.

فمنذ عام, والصرح التعليمي الأهم في تعز, وسط اليمن غدا ثكنة عسكرية, وموقعاً لدبابات الانقلابيين, التي عملت على قصف المدنيين, حتى تم استعادة الجامعة في مارس من العام الحالي, لتبقى رغم المحاولات والمبادرات مكاناً للبكاء على الأطلال, كما يقول طلاب يحاولون العودة إلى مقاعد الدراسة, في مبان ما زالت روائح البارود تنبعث منها, إذ الخوف في كل جنباتها, بل وفي سورها الذي كان مسرحاً للطلاب, ليصبح مزرعة كبيرة للألغام, قد يستمر خطرها أعواما قادمة.
 
فقد حولت المليشيات جامعة تعز وكلياتها وفروعها الى ثكنة عسكرية وعرضة للاستهداف، فضلاً عن العبث بالأدوات والأثاث والقاعات في عموم كليات الجامعة .

عام كامل استحدثتها المليشيات لتنصب متارسها العسكرية في أزقة جامعة تعز وكلياتها، الأمر الذي أدى إلى الضرر الكبير في الجامعة، وخسارة الطلاب تعليمهم وتلقيهم الدراسي.

عبث وتدمير، وانتهاك صارخ للبيئة التعليمية، ولحقوق التعليم والحياة، فضلاً عن ممارسة التطرف والتغطرس اثناء تلك المدة، الامر الذي انقلب سوءاً على حياة الطلاب في عدم التمكن من استمرارية التعليم في ظل الظروف الحرجة، أو تجاوز تلك المحنة في قادم المراحل لسوء الوضع الراهن .

أدى تدهور الأوضاع على المستوى التعليمي إلى عزيمة المقاومة، واستشعارها بالعمل من أجل تجنيب الجامعة خسائر وأضرار قدر الإمكان، فعزمت على تحريرها قبل عدة اشهر من ايدي المليشيات التي عرضتها للاستهداف العسكري، مما اعاد نوع من الامل والحياة في ارواح الطلاب.

أضرار هائلة 

فريق "حملة مأساة" عاين المباني وحاول الاقتراب أكثر في أروقة الجامعة, التي تعرضت مختلف الكليات فيها للقصف والعبث والنهب والتخريب, ناهيك عن مبنى جامعة الطب القديم ومبنى رئاسة الجامعة المجاور للقصر الجمهوري, الذي ما زال ثكنة عسكرية حتى اللحظة ومنطقة تماس واقتتال.

حقول ألغام
يقول حقوقيون وناشطون إن الانقلابيين عملوا على زرع ألغام، في شوارع ومحيط الجامعة، بشكل يضع مستقبل التعليم وحياة الطلاب أمام وضع كارثي للغاية ويصيبهم في مقتل, فقد  رصد تقرير حجم الدمار والتدمير الذي طال المؤسسات التعليمية بتعز، وكان لجامعة تعز النصيب الأكبر من حجم الدمار من بين 4 جامعات أخرى في المدينة, ووثق أن الخطر ما زال محدقاً بعد اكتشاف حقول ألغام, تم نزعها, عل الباقي منها كثير.

وبحسب احد الطلاب فإنه تحدث عن ان هناك العديد من الألغام مزروعة وبكثافة ليس على كلية محددة فحسب، بل على عموم كليات الجامعة ومحيطها.

يحاول مجموعة من الطلاب كسر الجمود, وتحدي الصعوبات للعودة إلى مقاعد الدراسة, إضافة إلى تحدي الخطر, فلغم واحد إذا انفجر كافٍ بإبقاف الدراسة من جديد.

يقولون إنهم لم يحصلوا بعد على خريطة الألغام التي قد تمكنهم من تقليل المخاطر تدريجياً، ونزعها بالتعاون مع فريق الالغام في المدينة، والانطلاق بالبيئة التعليمية نحو مستوى افضل واحسن مما عشته الجامعة وطلابها.

كلية الطب الواقعة بجوار القصر الجمهوري شرق المدينة هي الأخرى لا تزال تحت سيطرة المليشيات الانقلابية، وتستمر في ممارستها وقصفها وتعرضها للاستهداف .

حيث إنه حولت كلية الطب الى خط مواجهة، واشتباكات متواصلة، وذلك نتيجة استمرارية المليشيات بالتصعيد والاستفزاز مما يؤدي الى تعرضها للقصف وتضاعف حجم الضرر. فضلاً عن العبث الحاصل فيها منذ بداية الاحداث .

ترميم التعليم

يتحدث الطالب زكريا الذي يقعد منزوياً وكأنه يستدعي أياماً بأنه وزملاؤه يعلمون على إيجاد جو ملائم للتعليم في الجامعة، فشرعوا في  البدء بحملة نظافة وترتيبات في أقسام مختلفة بالجامعة .

يقول زكريا إنهم وبمساعدة منظمات ومبادرات شبابية فعالة في المدينة، قادتهم العزيمة إلى محاولة عودة الروح إلى جامعة تعز, التي كان صرحاً تعليمياً عملاقاً قبل أن تأتي أيدي العبث لتحيلها إلى خراب ودمار وموت.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً