السبت 23 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
صنعاء... مدينة عائمة
الساعة 20:07


تحول عدد من شوارع العاصمة إلى بحيرات عائمة نتيجة عدم وجود قنوات تصريف للمياه
سبّب ارتفاع منسوب مياه الأمطار التي تساقطت في العاصمة صنعاء وضواحيها سيولاً جارفة، ما جعل المدينة عائمة على المياه. الأمطار التي هطلت بغزارة في مختلف أحياء العاصمة وضواحيها، مصحوبة برعود وصواعق، أثارت حالة استنفار في الأوساط الشعبية والرسمية، وسبّبت أضراراً فادحة في مختلف أحياء العاصمة، ما دفع رئيس "اللجنة الثورية العلياء" التابعة لجماعة "أنصار الله" إلى إعلان حالة الطوارئ لمواجهة خطر الطوفان القادم من ضواحي العاصمة.


نزوح وشلل
عشرات الأسر نزحت من الأحياء السكنية القريبة من سائلة صنعاء التي تمتد من سنحان إلى مطار صنعاء، جراء ارتفاع تدفق السيول إلى أعلى المستويات. وطمرت السيول الأحياء الشعبية جنوبي صنعاء، وتحول عدد من شوارع العاصمة إلى بحيرات عائمة نتيجة عدم وجود قنوات تصريف للمياه. وشلت الحركة المرورية في شوارع أخرى، فيما شهدت شوارع أخرى أزمة مرورية، كالدائري القريب من جامعة صنعاء. وقال سكان محليون إن سيلاً كبيراً وصل من وادي الأجبار جنوب العاصمة.
ووفق مصادر محلية، فإن السيول الجارفة أجبرت عشرات الأسر في منطقة الحثيلي والخفجي على إخلاء منازلها الشعبية بعد أن طمرتها سيول الأمطار.


كذلك غرقت منازل المواطنين في الأحياء المنخفضة في وادي الأعناب وذهبان وشملان وجذر، وأجبر ارتفاع منسوب سيول الأمطار في السائلة مئات المهمشين الذين يسكنون في منازل مبنية من الصفيح في منطقة الحصبة على النزوج الإجباري هرباً من موت محقق، حاملين أطفالهم ونساءهم في مشهد مأسوي.غرقت منازل المواطنين في الأحياء المنخفضة في وادي الأعناب وذهبان وشملان وجذر
في المقابل، خرج المئات منتصف ليل السبت إلى السائلة للاستمتاع بمشهد السيول التي ارتفعت فيها إلى أعلى مستوياتها، في ظل تحذير الجهات الأمنية من مغبة الاقتراب منها.


إطلاق الرصاص
تحولت صنعاء إلى مدينة عائمة في ظرف ساعة فقط، وتعالت من شوارعها وأحيائها الاستغاثات. في الشارع الرابط بين مبنى التلفزيون والحصبة ارتفعت مياه الأمطار إلى الرصيف وسبّبت إعطاب عشرات السيارات، ما دفع بعض مالكي تلك السيارات إلى إطلاق النار في الهواء لطلب النجدة، في ظل غياب الدفاع المدني. كذلك أطلق المواطنون في منطقة يني حوات الرصاص الحيّ في الهواء طلباً للنجدة بعد أن دهمت السيول منازلهم.


حالة طوارئ
وفي ظل تصاعد مخاطر السيول على العشرات من أحياء العاصمة، وجّه رئيس "اللجنة الثورية العليا"، محمد علي الحوثي، وزارات الدفاع والداخلية والأشغال العامة والصحة والسلطة المحلية وأمانة العاصمة إلى تشكيل غرفة عمليات مشتركة ووحدة طوارئ على مدار الساعة لإنقاذ المواطنين ومواجهة الأضرار الناتجة من تدفق السيول في المنطقة. وأكد الحوثي، خلال جولة تفقدية على الأحياء المتضررة في منطقة بني حوات وجوارها في أمانة العاصمة، على فتح جميع المستشفيات ورفع قدرتها الاستيعابية للحالات الطارئة ووضع التدابير الإيوائية والتدخل السريع عبر الدفاع المدني وتوفير جميع المستلزمات والمعدات المطلوبة لعمليات الإنقاذ والإجلاء وفتح قنوات السيول وتصريفها.


ووجه الحوثي الجهات المعنية بسرعة إعداد تقرير فني عن وضع المنطقة وقدرتها على مواجهة تدفق السيول بالمستوى الذي حصل ليل أمس، وأسباب عرقلة تصريف منسوب المياه المرتفع ووضع المعالجات لتفادي أي أضرار أو إشكالات مستقبلية.


من جانبها دعت وزارة الداخلية في صنعاء السكان القاطنين في الأحياء المجاورة لسائلة العاصمة صنعاء، إلى مغادرة منازلهم، نظراً إلى قدوم سيول جارفة من مديرية سنحان.


أضرار فادحة
ووفق مصادر محلية في مديرية سنحان في محافظة صنعاء، فإن سيول الأمطار جرفت عدداً من الطرق الرئيسيىة والفرعية، وطمرت عشرات المنازل في منطقة قاع القيضي المنخفض، بالإضافة إلى جرف عدد من مزارع المواطنين وسياراتهم في منطقتي حمل وارتل، وقطع كابلات الألياف الضوئية والهاتف الثابت.


وكان عدد من أودية مديرية بني مطر التي تمتد إلى مشارف صنعاء قد تعرضت لأضرار فادحة جراء تدفق السيول وجرف عشرات الهكتارات من الأراضي المزروعة بالذرة في وادي وقاع الجعادب وبيت حنبص ومحفد وبيت رجال في مخلاف شهاب أعلى.


واقتلعت السيول الجارفة عدداً من مزارع البن واللوز في مناطق بهمان أعلى وبهمان أسفل وبيت الجزب وبيت السادة والهجرة والتركي وسفيان وحلة وبيت الرماح وسويد والشعاف وجرين وعيوان وقبا وجهامة وسوادة ووادي بقلان في مخلاف بني قيس، ونجم عن تدفق السيول أضرار فادحة في الطرقات والمنازل والمساجد، ومنها مسجد الهادي في الهجرة، وكذلك طمر الآبار السطحية والارتوازية وجرف المقابر بالإضافة إلى شبكة المياه وأعمدة الكهرباء.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص