السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
استعدادات لتحرير أبين: "التحالف" يستثمر "الوقت الضائع"
الساعة 20:21 (الرأي برس - عربي )

الجيش و"المقاومة الشعبية" يستعدان لعملية عسكرية جديدة تستهدف إخراج "القاعدة" من أبين
كشفت المعلومات التي حصل عليها من مصادر خاصة أن قوات الجيش و"المقاومة الشعبية"، المدعومة من "التحالف العربي"، تستعد لعملية عسكرية جديدة في محافظة أبين، جنوبي اليمن، تستهدف إخراج تنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" من المدن والمديريات الخاضعة لسيطرته في المحافظة، على غرار العملية التي شهدتها مدينة المكلا في محافظة حضرموت أواخر شهر إبريل الماضي.


وكانت العملية السابقة قد توقفت على مشارف مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين، بعد تعرض القوات لخسائر كبيرة في أولى المعارك في منطقتي الكود ودوفس، قبل أن تتراجع إلى محافظتي عدن ولحج القريبتين؛ بغرض إتاحة الفرصة لوساطة قبلية كُلّفت بالتواصل مع التنظيم لإقناعه بالانسحاب دون قتال.


لكن الوساطة القبلية توقفت هي الأخرى في الرابع والعشرين من شهر إبريل نيسان الماضي، بعد بدء عملية عسكرية في مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت وكبرى مدنها، والتي انتهت بانسحاب عناصر "القاعدة" من المدينة بعد أقل من يوم على انطلاق العملية، لتجنيب المدينة الدمار، واستعداداً لخوض حرب ضد قوات "التحالف" وقوات الجيش بطريقة غير تقليدية، على حدّ تأكيد التنظيم في بيان صدر عنه بعد الانسحاب بأسبوع.


الاحتفاظ بالأرض
منذ انسحاب عناصر "القاعدة" من محافظتي أبين وشبوة، في 14 يونيو 2012، بعد عملية عسكرية منسقة شاركت فيها بفاعلية طائرات أمريكية دون طيار، لم يكرر التنظيم تجربة السيطرة والاحتفاظ بالأرض في محافظات أخرى، واكتفى بما يطلقُ عليه "الإسقاط الجزئي" للمدن، كما حدث في مدينة سيئون في وادي حضرموت، وفي مدينة البيضاء، عاصمة المحافظة التي تحمل ذات الاسم، أواخر العام 2014.


ويعود تخلي التنظيم عن إستراتيجية الاحتفاظ بالأرض في المناطق التي يسيطر عليها إلى رغبته في تجنب خسائر الحروب التقليدية التي يحسمها فارق القوة المادية، بالإضافة إلى حرصه على الاحتفاظ بعلاقة جيدة مع المواطنين في مناطق السيطرة، حيث حاول التنظيم كسب العقول والقلوب عبر بعض الخدمات التي يقدمها خلال فترة سيطرته. غير أن التنظيم سعى إلى الاحتفاظ بمدينة المكلا، التي سيطر عليها في 4 إبريل 2015، أطول مدة ممكنة، عبر إشغال قوات الجيش و"التحالف" بعمليات أمنية وعسكرية في محافظات أخرى يسيطر على مدن رئيسية في بعضها، كمحافظتي عدن وأبين، وذلك للاستفادة من العائدات المالية اليومية من ميناء مدينة المكلا.لم يعد ثمة ما يدفع "القاعدة" للاحتفاظ بمناطق سيطرته في محافظة أبين عقب خروجه من مدينة المكلا
ومن هنا لم يعد ثمة ما يدفع التنظيم للاحتفاظ بمناطق سيطرته في محافظة أبين عقب خروجه من مدينة المكلا، وهو ما يدركه "التحالف العربي" جيداً.


عودة الوساطة
لم تواجه الوساطة التي عادت إلى محافظة أبين صعوبة في إقناع تنظيم "القاعدة" بالإنسحاب، غير أن السلطة المحلية لم تعد إلى المحافظة بعد انسحاب عناصر التنظيم منها، الأمر الذي أثار أكثر من تساؤل، حيث بقيت أبين خارج إدارة السلطة و"القاعدة" لأيام.


وتؤكد معلومات حصل عليها "العربي" من مصادر خاصة أن التنظيم، وبعد مرور أكثر من أسبوعين على الانسحاب، أبلّغ رئيس لجنة الوساطة بأنه سيعود لسد الفراغ في مدينتي جعار وزنجبار ولتفعيل جهازي "الحسبة" و"القضاء".


أهداف دعائية
مع عدم عودة السلطة إلى محافظة أبين، بعد انسحاب "القاعدة" منها، يرجّح أن تقدم قوات "التحالف العربي" على العودة إلى المحافظة عبر عملية عسكرية، بما أنها مضمونة النتائج وغير مكلفة، وذلك للاستفادة، دعائياً، من تحقيق نصر في مجال الحرب على الإرهاب، خصوصاً في ظل وجود ضغوط غربية لإيقاف عملية "التحالف" العسكرية في اليمن ضد جماعة "أنصار الله" والرئيس السابق علي عبدالله صالح، بحجّة أنها ساهمت في توسيع دائرة نفوذ التنظيمات الإرهابية في جنوب اليمن.
ويبدو أن السعودية في حاجة إلى ما تؤثر به على الموقف الغربي قبل بدء جولة جديدة من الحرب الشاملة على تحالف الحوثي ـ صالح، خصوصاً مع ظهور مؤشرات على انهيار مشاورات السلام في الكويت.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً