السبت 23 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
نازحو ذمار... العراة إلّا من متاع قليل!
الساعة 21:53 (الرأي برس - متابعات )

عندما تقطّعت بهم السبل وسط جحيم الحرب، فرّوا تاركين خلفهم منازلهم بكلّ مقتنياتها، ليجدوا أنفسهم يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، عارين إلّا من متاع ومأكل قليل تجود به أياد خيّرة عليهم في ضواحي مدينة ذمار، ليبدأوا من هناك حياة جديدة، حتماً، لا تشبه حياتهم السابقة.


مريم، ربّة بيت، قذفت بها الأقدار إلى ذمار، وهي التي تنتمي الى إحدى قرى محافظة تعز. عندما وصلت إلى ذمار، كانت شقيقتها وجهتها، وبعد عدّة أسابيع من ضيافتها لديها، استاجرت منزلاً صغيراً في منطقة هران الفقيرة - شمال مدينة ذمار- لتبدأ رحلة عيش موجعة.


"كان لدينا منزل في منطقة بئر باشا بمدينة تعز، وصلت إليه عدد من القذائف، تركنا كلّ شيء وفررنا إلى ذمار، كنّا في بيوتنا معزّزين مكرّمين، اليوم نعيش على الصدقات" قالت ذلك وهي تكفكف دموعها. وتابعت، في حديثها إلى "العربي"، "لديّ خمسة أطفال وزوجي مختف لا أعرف عنه شيئاً، منزلنا في تعز تعرّض لتدمير كبير ونهب كلّ ما فيه، لا أستطيع العودة إلى تعز، ولا أحتمل مواصلة العيش هنا". وأشارت إلى "بعض" المساعدات والمواد الغذائية من جمعيّات محلية، قائلة إنّه "بين الفينة والأخرى، يأتي عدد من الأشخاص لتسجيلي في كشوفات خاصّة بالنازحين، ثمّ يغادرون ولا يعود سوى بعضهم".
واستقبلت مدينة ذمار أكثر من ثلاثة آلاف أسرة من مختلف المحافظات، وفي مقدّمتها المحافظات التي تشهد مواجهات مسلّحة، منذ بداية الحرب حتّى مارس الماضي، وفق ما تحدّث به عضو المجلس المحلّي لمحافظة ذمار، عبد الحكيم وهبي، لـ "العربي"، لافتاً إلى أن عدداً من النازحين مصابون بأمراض مزمنة، مثل السرطان والصرع والسكّري والفشل الكلوي.


وأوضح وهبي أن "عملية الإغاثة، التي تكفّلتها منظّمة الإغاثة الإسلامية وبعض المنظّمات المحلّية والدولية، وصلت تكلفتها إلى ما يقارب ملياراً ومئتي مليون ريال" مضيفاً أن "الكثير من المنظّمات المحلّية وكذلك الدولية تعمل خارج أجهزة السلطة المحلّية وبشكل منفرد، وعملية الإغاثة لم تكن بشكلها الفعّال، لذا نجد الكثير من الأسر لم يصلها، حتّى الآن، شيء". إستقبلت مدينة ذمار أكثر من ثلاثة آلاف أسرة من مختلف المحافظات


ويعيش النازحين في ضواحي مدينة ذمار، لضآلة الإيجارات، وكذلك لوجود منازل لم يكتمل بناؤها بعد. ويتركّز النازحون، بشكل أكبر، في مناطق هران والجدد وروما، وهي مناطق فقيرة غالبية من يسكنها قادمون من الأرياف، بحسب ما ذكر مراد السلاب، وهو باحث اجتماعي.


وبيّن السلاب، ، أن "تلك المناطق تشهد ما يشبه المخيّمات للعدد الكبير من النازحين فيها"، متابعاً أن "منظّمات محلّية ودولية رصدت نحو 3200 أسرة نازحة، متوسّط عدد أفرادها 5، وقدّمت لهم بعض المساعدات الغذائية والمستلزمات المنزلية"، منبّهاً إلى "وضع مأساوي تعيشه بعض الأسر النازحة، خاصّة في أيّام البرد والأمطار".


وأكّد المسؤول في منظّمة الإغاثة الإسلامية في محافظة ذمار، عبدالله عمران، بدوره، أن منظّمته "مسحت، عبر فرقها الميدانية، 3500 أسرة نزحت إلى ذمار، أغلبها من محافظات تعز وصعدة والحديدة، وتأتي بعدها محافظة البيضاء، لكن بنسبة أقلّ"، متحدّثاً، لـ"العربي"، عن "تقديم منظّمة الإغاثة الإسلامية 10500 سلّة غذائية للنازحين، بمعدّل ثلاث سلّات غذائية لكلّ أسرة".


ونوّه عمران إلى أن "هناك عدّة منظّمات محلّية ودولية تعمل إلى جانب المنظّمة، منها اتّحاد نساء اليمن الذي قدّم حقيبة النازحين، وكذلك المجلس النرويجي الذي ساهم بمبالغ مالية ومفروشات لعدد 580 أسرة". وطمأن إلى أنّه "لم يعد هناك استمرار في عملية النزوح إلى ذمار، فهناك بعض الأسر عادت إلى مناطقها، باستثناء محافظة تعز، كون الحرب ما تزال مشتعلة في شوارعها". وعن الفترات التي شهدت أكبر موجات نزوح، قال عمران إنّها "خلال الأشهر الستّة الأولى من اشتعال الحرب، خصوصاً من محافظات صنعاء وعدن وصعدة، وبعد الأشهر الستّة الأولى تصدّرت القائمة محافظة تعز".

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص