الخميس 21 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
حوار هام مع احد مشائخ الشريط الحدودي .. وحديث عن المعارك والمواقف !
الساعة 20:27 (الرأي برس - متابعات )

أجرت احد الصحف اليمنية ” حواراً ضافياً مع الشيخ مصلح الثابتي، شيخ آل ثابت مديرية قطابر، محافظة صعدة.. والتي تعد مناطقها أقرب المناطق اليمنية إلى السعودية..

تناول المعارك في جبهات ما وراء الحدود ومواقف وأدوار المؤتمر الشعبي العام وحزب الإصلاح وعلي محسن الأحمر.

جبهات الحدود شكلت صدمة كبيرة للسعودية

قبائل الحدود وصعدة أغلبية مؤتمرية تعتز بيمنيتها أكثر من غيرها

نحن أكثر حرصاً على أمن المملكة من علي محسن لكننا نرفض العدوان

القصف التدميري على مناطق الحدود يخلق أجيالاً ضد المملكة

علي محسن مهندس العدوان.. وجالب البلاء لليمن والسعودية معاً

فشل الإصلاح في اختراق صعدة المغلقة لصالح المؤتمر وراء الحروب الست

العلم الجمهوري يرفرف في جبال مران.. وعلى هادي رفعه في مسقط رأسه

* أعادت المواجهات في جبهات ما وراء الحدود إلى الواجهة بقوة، وتحديداً في قطاع جيزان.. هلّا أطلعتنا على صورة ما يحدث؟

– المواجهات مشتعلة منذ الأسابيع الأولى من العدوان، وتحديداً بعد 40 يوماً من بدء ما تسمى (عاصفة الحزم).. وعلى امتداد الشريط الحدودي من جيزان إلى عسير إلى نجران، وحصل نوع من التهدئة مع اتفاق ظهران الجنوب، قبل 3 أشهر، إلَّا أن كل طرف بقى في مكان سيطرته والمناوشات بين فترة وأخرى مستمرة.. والآن عادت المواجهات بشكل كبير تحديداً في قطاع جيزان.

* في جبهتي الطوال والخوبة!

– نعم.. هي امتداد لجبهة واحدة.

*ما حقيقة الانتصارات الميدانية للجيش واللجان الشعبية هناك؟

– حقيقة، شكل صدمة كبيرة للجانب السعودي.. لم تكن القوات السعودية تتوقع ذلك، وعندي معلومات مؤكدة أن المستشفيات مكتظة بالجرحى، ومعلومات عن أعداد كبيرة من القتلى، ولا أعتقد أن الإعلام استطاع أن يوصل للرأي العام المحلي والدولي حجم الانتصارات وعظمتها.. طبعاً الانتصارات منذ البداية، واقتحمت قوات الجيش واللجان الشعبية والحوثيين مناطق في العمق واستراتيجية على امتداد الشريط الحدودي، باستثناء الجزء الشرقي التابع لقطاع نجران، حيث صحراء الربع الخالي، وما كنا نتمنى حدوث هذه الحرب.. أمن بلادنا بشكل عام ومناطقنا في الحدود بشكل خاص هو من أمن المملكة والعكس.

مزاعمهم في ميدي وحرض

* لكن إعلام العدوان يزعم أن قواتهم مع ما يسميهم (المقاومة) قد سيطروا على معظم ميدي وحرض في محافظة حجة، ونحن نتحدث عن انتصارات في عمق جيزان مثلاً؟!

– كيف مسيطرون على ميدي وحرض والغارات والقصف الصاروخي على المديريتين متواصلة بشكل شبه يومي.. هل معقول أن يقصفوا أنفسهم؟!، وكيف سيطروا على ميدي وحرض والمواجهات تدور الآن داخل الشريط الحدودي، والطوال والموسم بقطاع جيزان.. بل إن الجيش اليمني واللجان الشعبية مسيطرون على مواقع وقرى تابعة لقطاع جيزان، في محافظتي الطوال وصامطة (الموسم) مثل قرى الحثيرة والمصفق والقرن، بما فيها من مواقع عسكرية، ومواقع أخرى في العمق واقعة تحت السيطرة النارية.. والطيران السعودي يقصف في وادي الجارة وفي الحثيرة والخوبة بقطاع جيزان.

* ماذا عن المرتزقة اليمنيين الذين أظهرتهم القنوات الفضائية السعودية، قبل 4 أشهر تقريباً، على أنهم في ميدي.. وبثت مشاهد لعلي محسن الأحمر وآخرين؟

– تلك المشاهد هي في مركز الموسم التابعة لمحافظة صامطة بقطاع جيزان، وهي منطقة محاذية لميدي.. ولا فرق في تضاريسها مع تضاريس ميدي، ثم إن علي محسن هذا هو أساس الفتنة والبلاء، لليمن والسعودية.

* (مقاطعاً) سنأتي إلى ذلك، ولكن دعنا الآن نتحدث عن معسكرات المرتزقة في الموسم والطوال بقطاع جيزان!

– السعودية استجلبت مرتزقة يمنيين وأجانب، كانت قد دربتهم في معسكرات أنشأتها لهذا الغرض في منطقة العبر بحضرموت وشرورة بنجران وفي مأرب، وأنشأت لهم معسكرات في الموسم والطوال، وذلك مع تعاظم خسائرها في صفوف جنودها، ولأنها تدرك حجم الضغوط التي قد تولدها الخسائر في صفوف جنودها السعوديين، لجأت إلى مرتزقة يمنيين يقتل الواحد منهم وهو بمثابة كلب مات، يدفن في نفس المنطقة، بل لا يهتمون حتى بسحب الجثث.. وهذا حال المرتزق في كل زمان ومكان، هو يقاتل بأجره اليومي، وبالتالي لن يفيد المرتزقة هؤلاء السعودية بشيء.

موقف قبائل الحدود

* اللافت يا شيخ أن مناطقكم، آل ثابت، بمديرية قطابر بعيدة عن مسرح المواجهات مع أنها الأقرب إلى السعودية.؟

– صحيح.. مناطقنا آمنة تماماً ولم تتعرض للقصف، مع أنها كما قلت أنت أقرب منطقة يمنية إلى السعودية.. بل هي تدخل في عمق جيزان وعسير كالسمكة، وتشكل المناطق السعودية قوساً حولها، فعلى الجنوب الغربي لمناطقنا تأتي مناطق بني مالك، التابعة لقطاع جيزان، وعلى شمالنا مناطق آل تليد (الربوعة) عسير.

* ما الذي جعلها بعيدة عن مسرح المواجهات؟

– تواصلنا مع الجانب السعودي.. مع قبائل المناطق المحاذية لنا، والتي تجمعنا معهم أواصر قبلية، وأن نؤمن مناطقنا كلٌ من جانبه، وعدم الاعتداء على الآخر، وحصلنا على تجاوب كبير، وأؤكد لك أن معظم السعوديين حكومة وقبائل وشعب لا يريدون الحرب.. والحمد لله مناطقنا الآن آمنة وتعج بالحياة ويعمل فيها من مختلف محافظات الجمهورية، وهذا لا يعني عدم وقوع ضحايا من أهالينا، بل هناك الكثير معظمهم أطفال ونساء استشهدوا بغارات وهم في الطرقات خارج مناطقنا، أو في الأسواق في مدينة صعدة وغيرها، لكن بشكل عام القلب يقطر دماً على حال الوطن، ولا يستطيع الحر والغيور أن يعيش “سالي” وأبناء وطنه في أي محافظة يقتلون ويشردون، كما أن قلوبنا نحن قبائل الحدود تقطر دماً على الجانب السعودي أيضاً.. فنحن لا نريد إلا كل الخير للسعودية، ولم تشكل مناطقنا أي خطر أو تهديد على المملكة.. ولن تشكل بإذن الله، بل على العكس نحن نرى أن أمننا وأشقائنا في الجانب السعودي هو أمن مشترك، والقيادة السعودية تدرك ذلك، إلا أن تجار الحروب مثل علي محسن ومن معه إلى جانب الأجندة الدولية هي من ورطتها.

* ولماذا لا نقول إن القوات السعودية تجنبت فتح جبهة في مناطقكم (آل ثابت) قطابر في ظل الجبهات المفتوحة جهة الربوعة.. ولعلها الجبهة أكثر إيلاماً للقوات السعودية؟

– جبهة الربوعة هي جبهة كبيرة ومن ثلاثة اتجاهات، وعلى امتداد خميس مشيط، والربوعة في عسير وحتى مناطق جيزان، ولا أعتقد أن من مصلحة الطرفين، اليمن والسعودية، فتح جبهة من آل ثابت بمديرية قطابر.

* لكن في الأسابيع الأولى من العدوان تعرضت مناطقكم -حسب علمي- لقصف من مواقع سعودية في مناطق بني مالك، محافظة الداير؟

– صحيح.. حصل قصف مدفعي وتواصلنا مع محافظ بني مالك –محافظ محافظة الداير- واتضح أنه قائد القطاع هناك، تحمس مع طبول الحرب وسماع المعارك في الجبهات الأخرى، و”شعَّب” أطلق قذائف مدفعية، ولكن تجاوبوا معنا وتم إيقاف القصف.

* في فترات سابقة، حصلت بينكم وبين قبائل بني تليد في الربوعة حرب؟

– طبعاً.. حرب قبلية في فترات متقطعة استمرت نحو 25 سنة، في الثمانيات والتسعينات على قطعة أرض زراعية، وحصل صُلح كبير، وعندما جاءت اتفاقية ترسيم الحدود، رسمنا حدودنا من حيث نريد.

* بشكل عام، ما موقف قبائل صعدة، وتحديداً قبائل الحدود في المعارك الجارية الآن؟

– لا أبالغ إذا قلت إن قبائل الحدود وبقدر حرصهم على أمن مناطقهم وأمن المملكة.. وحرصهم على علاقات حسن الجوار، وما يحصلون عليه من امتيازات من الجانب السعودي إلا أنهم أكثر يمنية من غيرهم، ولولا غيرتهم وحبهم لوطنهم لاستمالتهم السعودية بسهولة، وفي الوقت نفسه يحترمون حق الجوار، ولم تكن مناطقنا على امتداد الشريط الحدودي من الطوال في جيزان إلى عسير إلى نجران تشكل أي خطر على أمن واستقرار المملكة، بل إن أمن مناطقنا من أمن المملكة والعكس.

* لكن السعودية تتحدث الآن عن قبائل الحدود باعتبارهم حوثيين.. شيعة وأنهم أداة بيد إيران لإقلاق السعودية؟

– هذا كلام إعلام.. السعودية لديها أجهزتها الاستخباراتية، وتعرف أن قبائل صعدة وقبائل الحدود تحديداً بالنسبة للانتماء السياسي، مؤتمر شعبي عام، لسنا متعصبين دينياً نحن زيدية.. قبائل صعدة والحدود بشكل خاص أغلبية مؤتمرية، والحوثيون لهم وجودهم الكبير في صعدة، ولكن مع الحرب والعدوان غير المبرر اتحد الجميع “القبائل والحوثيين والمؤتمريين والمستقلين” في خندق واحد، ولم تعد تستطيع أن تفرق بين حوثي ومؤتمري وغيرهم.. الكل أصبح درعاً للوطن مع الجيش واللجان الشعبية.. بالله عليك عندما تشوف المنازل تقصف على رؤوس ساكنيها أطفال ونساء وشيوخ.. ماذا بقي لك، أيش أكثر من هذا اللي حاصل علشان يهتز ضميرك؟ وعندما نقول ذلك نحن أيضاً نأسف ونتألم على أشقائنا في المملكة الذين وجدوا أنفسهم في ورطة، ربما لم يحسبوا حسابها.. ولحرصنا على أمن المملكة واستقرارها.. فإننا ننصحهم بأن القصف الشامل جواً وبراً وبحراً وبقنابل محرمة على المديريات الحدودية وصعدة واليمن بشكل عام، لن يشكل لهم أمناً على المدى الطويل.. وإنما أنتم بما تفعلونه تخلقون لأنفسكم أجيالاً ناقمة لن تنظر إليكم إلّا أعداء قتلة.. ما الذي يمكن أن يكون حال طفل هو الناجي الوحيد من أسرته جراء غاراتكم.. عليكم أن تعوا خطورة ذلك على المدى الطويل.

* لو دققنا في أسماء الشهداء الذين سقطوا في جبهات ما وراء الحدود سنجد أن معظمهم من خارج صعدة..؟

– في جبهات جيزان وعسير ونجران، يوجد من كل أبناء اليمن جيش ولجان شعبية.. كما أن أبناء صعدة يقاتلون في مختلف الجبهات، في مأرب، في تعز، في شبوة، في الجوف، في ميدي وحرض، وفي ذوباب والمخا.. ولكن كما يقال “أهل مكة أدرى بشعابها” يعني لا بد أن يكون لأبناء صعدة في جبهات ما وراء الحدود اليد الطولى، أكانوا في السلك العسكري أو اللجان الشعبية، حوثيين أو مؤتمريين أو مستقلين فهم يقاتلون أولاً على الأرض والعرض، وثانياً عن الوطن ككل.

* استطاع المال السعودي أن يجند قبائل في محافظات بعيدة عن حدودها ليقاتلوا كمرتزقة.. فكيف فشلت السعودية في تسخير قبائل الحدود في صعدة؟

– كما قلت لك، قبائل الحدود أكثر حباً لبلدهم، وأكثر غيرة على بلدهم من المحافظات الأخرى.. نعتز بيمنيتنا فوق ما تتصور، وقد حاول علي محسن الأحمر وسخرت له السلطات السعودية أموالا طائلة منذ سنوات لشراء ضمائر وولاء قبائل الحدود ولكنه فشل فشلاً ذريعاً، بل جلب للسعودية الشر.. مقابل أرصدة مالية خاصة به باسم أبناء قبائل الحدود، هو وأولاد الأحمر كونوا لأنفسهم أرصدة مالية وثروات مالية ضخمة باسم تجنيد أبناء قبائل الحدود لحماية السعودية، والحاصل أنهم وبتصرفاتهم وجشعهم يدفعون قبائل الحدود إلى الخصومة مع السعودية.

* حسب علمي أن علي محسن أنشأ قبل سنوات معسكراً لأبناء صعدة في مناطق تهامة؟

– صحيح، كان هذا في بداية الحروب الست المشؤومة، وضم اللواء 3 آلاف من جميع قبائل صعدة، وعلى أساس أنه سيتم تدريبهم وترقيمهم في الجيش، ولكن سرعان ما عاد الجميع، ولم يتبق أحد في المعسكر في حين استمرت الموازنة الخاصة به تذهب إلى أرصدة علي محسن ومن معه من أولاد الأحمر الذين كانوا يتولون إلى جانبه مسألة قيادة المليشيات من أبناء القبائل في حروب صعدة.

المؤتمر وأنصار الله

* تشهد صفحات التواصل الاجتماعي (فيسبوك وتويتر) مناكفات بين بعض أنصار الله ومؤتمريين.. كيف هي العلاقة عندكم في صعدة بين المؤتمر وأنصار الله؟

– يجمعنا خندق واحد، هو خندق الدفاع عن الوطن.. العدوان وحدنا في هذا الخندق، وبالنسبة للمناكفات ما هي إلا من المتحوثين والمحسوبين على المؤتمر، ومع ذلك فهي لا تشكل خطراً على وحدة وتماسك الجبهة الداخلية ما دام العدوان قائما.. المؤتمريون من أبناء صعدة ومن أبناء قبائل الحدود تحديداً يقاتلون بشراسة ويقدمون التضحيات الجسام، ليس في جبهات ما وراء الحدود جيزان ونجران وعسير، وإنما في كل الجبهات.

العلم الجمهوري

* خلال زيارته الخاطفة إلى مأرب مطلع الأسبوع الماضي، قال هادي إن الحرب مستمرة حتى اقتحام صنعاء وصعدة، ورفع العلم الجمهوري في جبال مران بصعدة.. هل هناك مشكلة حول علم الجمهورية اليمنية في صعدة؟

– على هادي أن يرفع العلم في القصر الرئاسي بعدن، وفي المجمع الحكومي بمدينة زنجبار، مركز محافظة أبين.. بل يرفع العلم الجمهوري في مبنى إدارة مديرية الوضيع مسقط رأسه في أبين.. أما عندنا في صعدة، العلم الجمهوري يرفرف في كل مكان.. وفي أهم معاقل الحوثيين.. وما هذه التضحيات الجسام التي يقدمها أبناء صعدة مع الشرفاء والأحرار من أبناء كافة المحافظات إلا ليبقى علم الجمهورية والوحدة يرفرف عالياً، هذا جانب، أما الجانب الأهم بالنسبة لمعركة صنعاء التي لن تحصل.. صنعاء محروسة بعناية الله وثم إرادة الشرفاء في الجيش واللجان الشعبية وأبناء القبائل.

حديث هادي وبجانبه علي محسن الأحمر في مأرب خلال تلك الزيارة كان غرضه التصعيد لقطع الطريق أمام استئناف مشاورات الكويت.. ولولا الضغوط الأممية لما استؤنفت المشاورات.

* بمعنى أنهم يخشون التوصل في مشاورات الكويت إلى تسوية سياسية؟

– بالتأكيد، هم يدركون أن أية تسوية سياسية لا بد أن تأتي بشرعية توافقية جديدة.. وهذا يعني طي صفحة هادي ومن معه من المتورطين وعلى رأسهم علي محسن الأحمر في قتل أبناء الشعب اليمني على مدى أكثر من 14 شهراً، هذا جانب.. الجانب الآخر إلى جانب فقدانهم السلطة المفقودة أصلاً، فقدانهم مصدر دخل كبير لم يكونوا يتخيلوه.. فبقاء الحرب يعني بقاء تدفق الأموال المدنسة إلى أرصدتهم.. كما أنهم يدركون أنهم ومهما ضمنت لهم التسوية العودة، حتى كمواطنين إلى اليمن، فإنهم لن يجرؤوا على العودة؛ لأنهم يدركون حجم المجازر والدماء التي أسالوها في مختلف مناطق الجمهورية.

* ألاحظ أنك مركز على اللواء علي محسن الأحمر؟!

– علي محسن هو مهندس العدوان، ومعه قيادة حزب الإصلاح، أما هادي فهو ذريعة يستخدمونه مطية.

* وهل لا تزال لدى هادي شرعية حتى يستخدم كذريعة؟

– أبداً، ولكنهم يستخدمونها ذريعة.. شرعيته انتهت في الوقت المحدد في المبادرة الخليجية، وفوق ذلك قدم استقالته، والأكثر من ذلك جلب العدوان باسمه وقتل شعبه ودمر مقومات الدولة.. أي شرعية بعد كل هذه المجازر؟!

* في أزمة 2011م، وقفت مع النظام؟

– وكل شرفاء الوطن وقفوا مع النظام، وأكثر ما أدهشني وغيري أن المواطنين العاديين والذين لم يكن لهم أية منافع شخصية من علي عبدالله صالح هم من وقفوا معه، في حين المتساقطين هم هؤلاء المنتفعين من نظام علي عبدالله صالح طيلة فترة حكمه، هذا أولاً.. ثانياً لم يكن لدى الانقلابيين دعاة الفوضى أي برنامج لبناء الدولة وضمان استقرارها.. كانوا يدركون أنهم يقودون البلاد إلى الهاوية، ومع ذلك واصلوا الفوضى لأحقاد شخصية من أجل الاستحواذ على الكرسي حتى لو كلفهم ذلك ضياع الوطن برمته.. وهذا ما يحصل الآن.

* يعني العدوان الحاصل الآن مرتبطة بأجندة العام 2011؟

– أكيد.. استمروا في الفوضى وهاجموا المعسكرات، وكانوا يدفعون البلاد إلى حرب أهلية شاملة، وارتكبوا من أجل ذلك أكبر جريمة إرهابية في اليمن المعاصر، عندما فجروا مسجد دار الرئاسة مستهدفين الرئيس وكبار قادة الدولة.. ولكن وأمام إصرار الرئيس والعقلاء تم التوصل إلى المبادرة الخليجية ورغم معارضتنا لها إلا أنها شكلت مخرجاً آمناً للبلاد.. وتم نقل السلطة سلمياً وتشكيل حكومة توافقية، لكنهم استمروا بعد ذلك في ضلالاتهم، ومارسوا إقصاءات وعملوا على تدمير الجيش والأمن باسم الهيكلة وأشعلوا الفتن في دماج وعمران، حتى وجدوا أنفسهم مطرودين خارج البلاد، و”لكل جِنِّي جِنِّي أكبر منه”، والآن وجراء حقدهم على الوطن جلبوا العدوان لتدمير وطنهم.. هي أحقاد في أحقاد.. هؤلاء لا يهمهم الوطن.. وبعد أن فشل علي محسن وحزب الإصلاح في جعل حروب صعدة الست حرباً مذهبية، هاهم ينجحون في جعلها اليوم حرباً مذهبية في عموم البلاد.

* ألم تكن حروب صعدة الست مذهبية؟

– أبداً، وما كان لها أي مبرر.. في البداية كانت الحرب الأولى على أساس خلاف إداري بين السلطات وحسين الحوثي، وكان بالإمكان معالجة الأمر.. لكن علي محسن ومن معه من حزب الإصلاح وعلى رأسهم أولاد الأحمر، ولأنهم فشلوا في اختراق صعدة المغلقة لصالح المؤتمر الشعبي العام عملوا كل ما بوسعهم لاستمرار الحرب وتحويلها إلى حرب مذهبية هذا جانب، ومن جانب آخر أنهم وجدوا فيها مصدر إثراء.. وقد شكلت لهم الأموال الطائلة التي كانت تتدفق إلى أرصدتهم من الموازنة اليمنية ومن السعودية قفزة كبيرة، ولكن على حساب أمن اليمن وأمن المملكة.. معاً، وفي 2011م، ومن أجل الاستحواذ على كرسي الحكم والإطاحة بالرئيس علي عبدالله صالح، اتفقوا مع الحوثيين وشكلوا خياماً مشتركة في ساحة الجامعة والتقى علي محسن الأحمر بوفد من شباب الصمود (الحوثيين) وأعلنوا التسامح، بل حين سيطر الحوثيون في ذلك الحين على مدينة صعدة، مركز المحافظة، قال إعلام علي محسن والإصلاح إن مدينة صعدة تسقط بيد شباب الثورة، وكان مخططهم الاستفادة من الحوثيين ضد علي عبدالله صالح، وعلى أساس أنهم سينقلبون عليهم بعد أن تستتب الأمور لهم، ولكن “ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين”، انتهت حربهم مع الحوثيين بهزيمتهم وفرارهم إلى خارج البلاد.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص