السبت 23 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
بن جميل: لن نقدم تنازلات مضرّة بقضية الجنوب
الساعة 20:57 (الرأي برس - عربي )

شاءت الأقدار أن يصادف الموعد الذي ضربناه للقاء بأمين عام مجلس الحراك الجنوبي في محافظة حضرموت، عوض بن جميل، متزامناً مع العمليات الإرهابية التي طالت عدد من النقاط العسكرية في العبر وبروم في المكلا، فكان من الطبيعي أن يحتل هذا الحدث واجهة اللقاء، الذي تناول خطوط متشعبة في المسيرة الضبابية للحراك الجنوبي منذ سقوط المكلا في قبضة تنظيم "القاعدة"، مروراً بتحريرها، وانتهاء بعلاقاته مع دول التحالف والسلطة المحلية التي تدين بالولاء لشرعية الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي. 


ماهي رسالتك لأهل المكلا بعد العمليات الإرهابية التي شهدتها المدينة؟ 
نحيّي مواقف إخواننا الأبطال من أبناء الضالع وردفان الذين تصدوا مع أخوانهم من أبناء حضرموت ببسالة في ذلك اليوم المشؤم في مركز بروم والغبر لانتحاريين قادمين من العربية اليمنية يقودان سيارتين مفخختين كانا ينويان بها حصد أرواح العشرات من أبناء مدينة المكلا، وأكدوا في موقفهم البطولي أن أبناء الجنوب جسد واحد تجمعهم قضيه ومصير واحد في معركة دحر الاحتلال وأدواته الإرهابية.


لماذا قررتم مؤخراً تجميد نشاطكم في مجلس الحراك؟ وهل تراجعتم عن هذه الخطوة؟
لم أجمد نشاطي بعد، إنما كنت ألوح بذلك ولازلت اعتزم تجميد النشاط القيادي فقط، طالما ظلت قياده مكونات الحراك تراوح مكانها، ولم ترتق إلى مستوى تطلعات وطموحات جماهير الشعب، ولم تلتقط اللحظات التاريخية الهامة والمنعطف الإستراتيجي والظروف المواتية، لتوظيفها لصالح مشروع تحرير واستقلال الجنوب العربي الفيدرالي. ولم يتآتى ذلك إلا بتسخير كافه الطاقات والجهود المشتركه لتتوج بتوحيد الصف وإيجاد إطار لممثلي شعب الجنوب ليضطلع بذلك الدور العظيم وتنفيذ تلك المهمة النبيلة التي يسعى ويناضل من أجلها جماهير شعبنا الجنوبي منذ ما قبل عام 2007.


ولايعني ذلك أني إذا ما جمدت وضعي القيادي لن أواصل النضال مع جماهير شعبي، الذي بدأته مع عدد من زملاء النضال منذ إرهاصاته الاولى... بل ومنذ أن وضعت حرب صيف 94 أوزارها، وقطعت عهد على نفسي أن لا يهدأ لي بال حتى تحقيق تلك الغايات النبيلة، وهي مطلب شعب الجنوب المتمثل بالتحرير والاستقلال.


- سقطت المكلا في مايو العام الماضي بيد تنظيم "القاعدة"، أين كان الحراك في تلك اللحظة التاريخية الفارقة؟
لم تسقط المكلا، بل سُلمت في تلك الليلة الظلماء بهروب جحافل ورموز الاحتلال اليمني وأعوانهم من المكلا بشكل دراماتيكي، وتركوها للمجهول لتواجه مصيرها مع الوجه الآخر للاحتلال، وممن أطُلق عليهم تسمية أبناء حضرموت. الحراك كان وكل قوى المجتمع كانوا في حاله صدمة وذهول ولم يستوعبوا مايجري. الذين برروا تواجدهم حينها في المكلا وحضرموت لحمايتها من العدوان الحوثوعفاشي والتمدد الفارسي ... بل هناك من الشباب ممن تعاطف معهم منطلقين من غيرتهم للدفاع عن العقيدة والوطن وآخرين ممن شرعوا لتواجدهم بإنشاء مجلس أهلي لإدارة شؤون البلد. وكان الحراك وقوى المجتمع متوجسون وممتعضون من ذلك التواجد بعد أن تكشفت له بعض الحقائق. الحراك خرج في تظاهرات رافضاً ذلك التواجد، رافعاً أعلام الجنوب احتفاءاً بتحرير العاصمة عدن من الاحتلال الحوثوعفاشي. كذلك نفذ عدد من الأنشطة الميدانية والتنظيمية، وعمل على تهيئة الشباب والدفع بهم للتوجه لكافة جبهات الجنوب، لمواجهة قوات الاحتلال الحوثوعفاشيه، أينما كانت على أرض الجنوب.لن يكون هناك استقرار في المنطقة إذا حرم شعبنا من حقه في تقرير مصيره
سمعنا الكثير من التصريحات النارية لقيادات الحراك في حضرموت بأنكم تسيطرون على الأرض، لكن هذه القيادات اختفت كلياً عن المشهد بعد احتلال المحافظة من "القاعدة"، فهل قوتكم تبرز فقط في السلم وأمام الميكرفونات؟
ليس دفاعاً عن أصحاب التصريحات النارية إنما للأمانة كانت بعض تلك التصريحات، والخطابات تصب في إلهاب حماس الجماهير ورفع معنوياتهم وتعريفهم بأن لهم قضية عادلة حتمية انتصارها مرهون بالتفافهم حولها، ومدى استعدادهم للتضحية من أجلها، وأن ذلك الخطاب الحماسي لجماهير شعب الجنوب، كان بلاشك هو أحد الوسائل التحريضية الهامة والتي كان لها الآثر الإيجابي في تلك المرحلة، وقد أتت أُكلها حينما حانت اللحظة، وهب شباب حضرموت والجنوب عامة ومعظمهم من قوى الحراك للدفاع عن العقيدة والأرض والعرض، وانخرطوا في صفوف المقاومة الجنوبية، وتوزعوا على جميع جبهات القتال في الجنوب، والدفاع عن أرض الجنوب من دنس الاحتلال الحوثوعفاش والمشروع التوسعي الطائفي برعاية ودعم إيراني.


- هل كان لكم دور عملي في تحرير المكلا من قبضة "القاعدة"؟
إن الحراك الجنوبي هو حركه شعبية واسعة تتوق ليوم الخلاص وتحقيق التحرير والاستقلال واستعاد الدولة والأرض والهوية وبناء الدولة الجنوبية العربية الفيدرالية. وتحرير المكلا هي إحدى الخطوات الهامة نحو تحقيق الهدف وبالتالي فإن قوى الحراك وجماهير شعب حضرموت، لا يمكن أن يفوتا عليهم شرف المشاركة في تلك الملحمة البطولية التي نفذها مع قوات النخبة الحضرمية وبمساندة ودعم فعال من قوى التحالف العربي، ودولة الامارات العربية المتحدة. 


- ما ردكم على من يقول أن الجنوب اليوم محتل من قوى إقليمية ودول عربية بعدما كنتم تطالبون بالتحرر من اليمن الشمالي؟
للأمانة لم تحقق إنجازات شعب الجنوب مكاسب مالم يكن هناك دور قوي وفعال لدول التحالف العربي وعلى رأسها المملكة السعودية ودولة الإمارات التي لن ولم ينسى شعبنا الجنوبي وقوفهم إلى جانبه وهم يوقفون زحف جحافل الاحتلال الحوثوعفاشي.


الجنوب اليوم لازال في مرحلة حرب مع قوى الاحتلال اليمني، صحيح أننا قطعنا شوط طويل على طريق التحرير والاستقلال، ولكن الحرب لم تنتهي بعد. ولازالت بعض التداعيات والتحديات، ولكن إن شاءالله سوف يتم تجاوزها.


كنا إلى عهد قريب نتأمل من دول الجوار أن تتفهم قضيتنا وأن تدعمنا، ولو إعلامياً فقط. كنا نناشد كل القوى الحيّة في العالم العربي والإسلامي والدولي أن يقدموا الدعم لقضيتنا العادلة، على أن يكون دعم غير مشروط وأن تكون العلاقة متكافئة.


ساعدتنا الظروف الحالية على ترسيخ علاقات أفضل مع دول الجوار العربي، وأضحى هناك تفهم لعداله قضيتنا، لكن لازالت بعض المعوقات والصعوبات والالتزامات السياسية، التي نتفهمها، ونحن على ثقة من تجاوزها، وتوظيف تلك العلاقة لمصلحة قضية شعبنا.


- البعض يرى أن الحراك أصبح ظاهرة صوتية لا يحسب لها أي حساب، والدليل أن فعاليتكم في الشارع شبه معدومة والعالم يتجاهل مطالبكم بما فيها دول التحالف العربي؟
إذا كان الحراك كما يدعون بلا فعالية لماذا ذلك الهجوم الإعلامي الشرس عليه في كل المواقع الالكترونية اليمنية والقنوات الفضائية للاحتلال اليمني والتحريض عليه في المعسكرات اليمنية للنيل منه ومحاوله تشويه صورته بالأكاذيب والافتراءات الباطلة لتضليل الرأي العام وتزييف الحقائق حوله والإساءه للحراك ورموزه. كل ذلك يؤكد أن الحراك رقم يصعب تجاوزه لأنه يستمد قوته من التفاف الجماهير الجنوبية حوله ومن عدالة قضية.


أما في ما يتعلق بالفعاليات الميدانية في الشارع رغم أهميتها وتمسكنا بها، إلا أننا نعتبر أن ذلك ليس النشاط الوحيد والحصري، بل يمتلك الحراك خيارات ووسائل متعدده للتعبير عن وجوده، ولإبراز مطالبه العادلة التي تتواكب مع الظروف والمتغيرات. الكثير من الخيارات لم تستخدم بعد، ونحن ندرك أن العالم لا يحترم الضعيف، ولا يقف إلا مع الأقوياء... ونحن سنثبت قريباً للعالم أننا أقوياء. 


- ألا تخشون أن يقودكم التعنت في الموقف وعدم المرونة في التعاطي مع الأحداث إلى تسليم الجنوب بالكامل إلى الفوضى؟
شعب الجنوب حيّ وواعي لقضيته، وهو من سيقرر مصيره، ونحن مع شعبنا في ما يذهب إليه. شعبنا يرفض كل الحلول المنتقصة وقد حدد خياره وهدفه الإستراتيجي المتمثل في التحرير والاستقلال. ولن يتجرأ قيادي أو زعيم أو رئيس أو أي كان لمخالفة خيار شعب الجنوب، ومن يحيد عن ذلك سيلفظه شعبنا.مستعدون لتجاوز القضايا الثانوية من خلال التفاهمات والحوارات النديّة


هذا البعض يسمي خياراتنا تعنت وتشدد وعدم مرونة في تقديم تنازلات مضره بقضيتنا، لكن شعبنا مستعد لتجاوز القضايا الثانوية من خلال التفاهمات والحوارات النديّة، والتي يجب أن لا تنتقص من مطلبه الأساسي، وتفضي لتحقيق هدفه ولو بعد حين.


وأوكد أن الفوضى ستعم ولن يكون هناك استقرار في المنطقة إذا حرم شعبنا من حقه في تقرير مصيره.


- أصبحت القيادات الجنوبية تابعة إما للرياض أو طهران، اليوم دخلت أبوظبي على الخط، وكل دولة لا تعترف بشرعية نضالكم وتستخدمكم مجرد أوراق للمساومة، فعلى ماذا تراهنون بالضبط؟
هناك أبواق تحاول النيل من العلاقات الطيبة بين دول التحالف والجنوب التي بدأت تتنامى ولو نسبياً لمصلحه شعب الجنوب في الأراضي المحررة وبالأخص في عدن، حضرموت. هناك فرق بين أن تكون تابع وبين أن تنسج علاقات متكافئة يتم توظيفها لمصلحة شعب الجنوب وتحقيق التحرير والاستقلال.

ولكن إن تمت مثل هذه العلاقات فهي اجتهادات شخصية، تخص من قام بها وهي قابلة للصواب أو للخطاء، وشعبنا في حلّ من كل تلك العلاقات أو الاتفاقات وخاصة المشبوهة منها إن تمت. إن شعبنا ومكوناته الثورية لم يجيزا مثل تلك العلاقات المضره بثورتنا وقضيتنا العادلة


بمعنى أن شعبنا لم يفوض غير الرئيس، علي سالم البيض من خلال مليونياته الحاشدة، معبرين عن تأييدهم واعتزازهم ودعمهم لمواقفه الثابتة، وهو بالمقابل صرح في أكثر من مناسبة أنه مع شعبه وخيار شعبه ولن يحيد عنه. 


- هل تمتلكون قناة تواصل مع السلطة المحلية حالياً وتطرحون عليها وجهات نظركم فيما يجري في المحافظة على الصعد كافة؟
نحن على تواصل مع كافة قيادات السلطة المحلية بطرق مباشرة أوغير مباشرة، ونشعر أن هناك تجاوباً إيجابياً ملحوظاً لنبص الشارع، ظهر في الآونة الأخيرة.


- ماذا بخصوص موقفكم من قرارات المحافظ بوقف تحويل الإيرادات إلى صنعاء؟
نحن نحيّي القرارات الأخيرة الصادرة عن المحافظ اللواء بن بريك، بشأن وقف إيرادات وموارد المحافظة، ومنع إرسالها إلى عاصمة الاحتلال صنعاء، ونعلن مباركتنا وتأييدنا المطلق لتلك القرارات الشجاعة. ونطالب بتسخير تلك الموارد لتنمية المحافظة وهذا لا يعني عدم تحفظنا على بعض الأمور التى سنتناولها في حينه.


واختم هذا الحوار بمناشدة قيادات الثورة الجنوبية بأن يستشعروا المسؤولية، ويخطو خطوات عملية للارتقاء بنضالهم وتغليب مصالح الجنوب على مصالحهم الأنانية، والتسريع بوحدة الصف وإيجاد الممثل السياسي للقضية الجنوبية لمواجهة التحديات الراهنة والتقاط اللحظة التاريخية الفارقة لتحقيق الاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص