- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- تقرير بحثي يحصر الأضرار الاقتصادية للسيول في اليمن
- المبعوث الأممي يتهم الحوثي بتهديد الملاحة وإعاقة جهود السلام
- مقتل طالبتين وإصابة 14 أخريات في انفجار قاعدة عسكرية حوثية في تعز
- فساد الحوثي.. تغريم مواطن مبلغ باهض والسبب!
- طبيب الأسنان مأمون الدلالي ينال درجة الماجستير من جامعة العلوم والتكنولوجيا
- قرية "الوعل" مسلسل درامي يعرض في رمضان
- الجالية اليمنية في مصر ترفض تعيينات السفير بحاح هيئة إدارية ورقابية دون إجراء انتخابات
- سفير اليمن لدى اليابان يبحث مع مسئولي شركة ميتسوبيشي سبل تعزيز الشراكة التجارية
- مبادرة استعادة ترحب بقرارات محكمة الأموال العامة بإدانة عدد من البنوك اليمنية
- مبادرة استعادة تكشف عن عدد من شركات الصرافة الحوثية ضمن الشبكة المالية الإيرانية
تعدّ صنعاء معقلاً رئيسياً لطائفة البهرة الأكثر اعتدالاً وتكيفاً مع الواقع من باقي الطوائف، يتعايش أبناؤها مع كل الطوائف والأحزاب والتيارات السياسية الدينية بهدوء ويعيشون في بيئة مغلقة لا يتطلعون إلى السلطة ولا يتحدثون عن السياسة، مشروعهم تجاري لا ديني.
يتجاوز إجمالي عدد أبناء طائفة البهرة في صنعاء 50 ألف نسمة ويتسمون بوحدة الزي، فللرجال زيّ وللنساء زيّ آخر. تمثل مديرية حراز الواقعة على بعد 90 كيلومتراً غربي العاصمة صنعاء مركزهم الرئيسي، إلا أنهم يمتلكون عدداً من القرى المغلقة في مديرية همدان.
هم إسماعيلية مستعليّة، يعترفون بالإمام "المستعلي"، ومن بعده "الآمر"، ثم ابنه "الطيب"، ولذا يسمون "الطيبية"، وهم إسماعيلية الهند، واليمن و"البهرة": لفظ هندي قديم، ويعني "التاجر".
لا يرتبط أبناء "البهرة" برابطة الدم والنسب مع الآخرين، فلا يزوجون ولا يتزوجون منهم. وخلال العقود القليلة الماضية، اتسع نطاق وجودهم في العاصمة صنعاء من حيّ صغير في منطقة نقم إلى عدد من الأحياء السكنية، حيث تمكنوا من إنشاء مساجد ومدارس خاصة بهم في منطقتي الرماح في حي نقم وفي شارع صفر الواقع في حي حدة برضى السلطات.
مزارات دينية
تتركز مزارات أبناء طائفة البهرة في مديريتي همدان وحراز في محافظة صنعاء، وتعدّ قرية الخطيب في مديرية حراز مركزاً دينياً مقدّساً لهم وكانت حتى قبل الحرب تستقبل عشرات الآلاف من الزوار القادمين من الهند وباكستان لزيارة ضريح الداعي "حاتم بن إبراهيم الحامدي" ممثل السلطة الدينية في عهد الدولة الصليحية، كما أن لطائفة البهرة عدداً من المزارات الدينية في جبل شبام ومناطق هوزان ولهاب وفي جبل مسار الواقع في مديرية حراز.
كذلك يوجد عدد من مزارات طائفة البهرة في غيل بني حامد وعزلتي بني مونس وبني مولد وفي حصن طيبة المطل على وادي ظهر في مديرية همدان، ويعدّ الجانب الشرقي للجامع الكبير في صنعاء أحد مزارات أبناء "البهرة" لاعتقادهم بأن السيدة أروى بنت أحمد الصليحي أعادت بناءه أثناء توليها حكم اليمن سنة 542 هجرية.
التجارة قبل السياسة
خلال الكثير من الأحداث التي شهدتها اليمن، تبيّن أن "بهرة" صنعاء لا يميلون إلى السياسة ولا إلى الوظيفة الحكومية، فمعتقدهم يحثّهم على ممارسة التجارة اقتداءً بأجدادهم الذين انتقلوا من اليمن إلى الهند وباكستان، ونشروا الإسلام في أوساط الطائفة الهندوسية.
وعلى مدى السنوات الماضية، استطاع أبناء طائفة البهرة في صنعاء الاستحواذ على نصيب الأسد في الأسواق من تجارة الملابس، وعملوا على رفع التبادل التجاري بين اليمن والهند حتى استحوذت الصادرات الهندية على نسبة جيدة من السوق. ونظراً إلى احتياجهم للتحويلات المالية، اتجهوا نحو إنشاء عدد من شركات الصرافة الدولية لضمان تدفق الأموال من الخارج وإليه، والعكس، كما انخرطوا في الاستثمار في مجال السياحة والسفر لتسهيل دخول "البهرة" من الهند وباكستان إلى اليمن، وكذلك انتقال المئات من شبابهم إلى الهند لتعلم اللغة الإنكليزية.
علاقتهم بالهند
منذ عقد من الزمن، تنامت علاقتهم بسلطان البهرة في الهند، محمد برهان الدين، الذي زار اليمن مرات عدة، وحظيت زيارته باستقبال رسمي من السلطات. وأنشأ صندوقاً تكافلياً لـ"بهرة" صنعاء بأكثر من 20 مليون دولار، وعيّن إدارة لها تتولى تقديم القروض الميسّرة لأبناء الطائفة الموالية له مقابل توسيع أنشطتهم التجارية وإنشاء مشاريع تجارية للعاطلين من العمل، بالإضافة إلى دعم "البهرة" في حراز بالمال مقابل اقتلاع نبتة القات وزراعة شجرة البن بدلاً منها.
موقفهم من الحرب
عندما قادت المملكة العربية السعودية "التحالف العربي" ضد اليمن أواخر مارس 2015، لم يبدِ أبناء "البهرة" في صنعاء أي موقف بشأن الحرب فاختاروا الحياد مع محاولة تقديم مبادرات خدمية. فخلال الأشهر الأولى من الحرب، انعدمت المشتقات النفطية وتسببت بتوقف مشروع النظافة في أمانة العاصمة، فتبنى "بهرة" صنعاء دعم المشروع بالمشتقات ونفذ أبناؤها مبادرة جماعية في تنظيف الشوارع. كما أعلنت عن تقديم سلطان البهرة في الهند، محمد برهان الدين، قافلة طبية مكونة من أطباء ومستشفيات ميدانية وأدوية في يونيو الماضي، إلا أنها لم تصل إلى اليمن بسبب رفض "التحالف" السماح لها بالدخول.
مهددون من "الدولة الإسلامية"
رغم التسامح الديني الذي تبديه طائفة البهرة في صنعاء تجاه الطوائف الدينية الأخرى، إلا أن التسامح يقابل بكره من بعض التيارات المتطرفة، حيث استهدف تنظيم "الدولة الإسلامية" بسيارة مفخخة مسجد "الفيض الحاتمي" التابع لأنباء "البهرة" في شارع الرماح في صنعاء أواخر شهر يوليو الماضي، ما أدى إلى مقتل 3 وإصابة آخرين.
العملية الإرهابية أثارت ردود فعل غاضبة من قبل المواطنين الذين أعلنوا تضامنهم مع "البهرة"، كذلك أدانتها السلطات المحلية في عدد من المحافظات واستنكرتها منظمات المجتمع المدني والفاعليات السياسية.
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر