السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
السفر إلى الوديعة... طريق "عزازيل"
الساعة 20:25 (الرأي برس - عربي )

رحلة الوديعة لم تعد آمنة و لا سالمة من هوام الليل، ووحوش الصحراء. إنّها رحلة مع "عزازيل" الذي يوزّع وساوسه بين بني الإنسان، ليعيد كلّ يوم مأساة الخلق الأول، وروزنامة الدم القديم لهابيل وقابيل. السفر، برّاً، عبر منفذ الوديعة الحدودي الرابط بين حضرموت والسعودية، أصبح ضرباً من المغامرة، خاصّة إذا ما أراد المسافرون اصطحاب مركباتهم الخاصّة، وذلك بسبب ازدياد أعمال الحرابة والتقطّع للمسافرين، نهباًَ وسلباً وقتلاً.


فمنذ بداية العام الجاري 2016، بات مثلّث العبر - شبوة - مأرب مسرحاً لمثل هذه الجرائم، التي أزهقت أرواحاً بريئة، دون تحريك ساكن من قبل السلطات المحليّة والوحدات العسكرية المتمركزة في المنطقة، على الرغم من وجود العديد من النقاط في هذا النطاق الجغرافي، إلّا أن الإنتشار العسكري الكثيف، الذي لا يبعد سوى أمتار عن مسرح الجريمة، لم يحل دون تربّص بعض العصابات بالمسافرين. 


تقاعس الألوية العسكرية
تتوزّع النقاط العسكرية المنصوبة في المنطقة في نطاق مثلّث العبر - عتق- مأرب، ويتبع الجزء الأكبر منها معسكرات قوّات رئيس هيئة الأركان اليمني، اللواء محمد المقدشي، فيما يتبع الجزء الآخر معسكر اللواء 141، التابع للجنرال هاشم الأحمر، الذي تسيطر قوّاته على المنفذ الحدودي، منذ ما يقارب العام. 


تربّص بالمسافرين 
ويشهد منفذ الوديعة ازدحاماً شديداً منذ أواخر شهر رمضان، حيث يتوافد إليه العشرات من المغتربين (أفراد - عائلات) المقيمين في السعودية، بغرض زيارة الأهل والأقارب، والإستفادة من إجازة المدارس السنوية، فيما يقصده آخرون لتجديد إقاماتهم في المملكة والسفر للعلاج في الخارج، نظراً لإغلاق أغلب المطارات اليمنية أبوابها أمام المسافرين، أمّا القسم الثالث فهم سائقو الحافلات وقواطر النقل التجاري، اللذين يعانون الأمرّين جراء فرض الأتاوات من قبل العسكر، واعتراضهم على أيدي قطّاع الطرق. أثارت عمليّات الإغتيالات والحرابة المتزايدة غضب الأهالي في حضرموت والمحافظات المجاورة لها
إغتيالات 


في 28 يونيو المنصرم، لقي سائق شاحنة مصرعه على أيدي مسلّحين مجهولين، على الطريق الرابط بين السعودية وحضرموت. وفي التفاصيل، أن السائق وائل محمّد بن عبدات الكثيري اغتيل على يد قطّاع طرق، اعترضوا طريقه في المنطقة الواقعة بين مفرق العبر ومنفذ الوديعة غرب حضرموت، حينما كان قادماً من السعودية على متن شاحنة نقل محمّلة بالبضائع. الكثيري، الذي قاوم المسلّحين، رافضاً الرضوخ لمطالبهم، أصيب بعدة رصاصات في القدم، وبقي ينزف لساعات، ثم توفّي جرّاء النزيف الحادّ، نتيجة تقاعس القوّات المتمركزة في إحدى النقاط العسكرية، القريبة من موقع الجريمة، عن إسعافه، بعد أن تحامل على نفسه للوصول إليهم طالباً النجدة. وبلغت عمليّات القتل العمد والتقطّع في المنطقة أوجها، مؤخّراً، حيث طالت العشرات من المسافرين العزل.


إلى ذلك، أعلنت "المقاومة السلفية" في شبوة أن جرائم التقطّع والنهب الأخيرة، التي حدثت في طريق العبر، لاتقع ضمن حدود حمايتها الأمنية، وإنّما وقعت ما بين المنفذ اليمني ومنطقة العبر التابعة لمعسكر اللواء 141 بقيادة هاشم الأحمر، محمّلة السلطات المحلّية والقيادات العسكرية في حضرموت المسؤولية الكاملة عن تلك الأحداث. 


غضب 
وأثارت عمليّات الإغتيالات والحرابة المتزايدة غضب الأهالي في حضرموت والمحافظات المجاورة لها، حيث وجّه عدد كبير من شيوخ القبائل في حضرموت وشبوة رسائل إدانة واستنكار إلى السلطات المحلّية، وقادة الألوية العسكرية، محمّلين إيّاهم المسؤولية الكاملة عن الإنفلات الأمني الكبير الذي تشهده تلك المناطق، في ظلّ غياب تحرّكات سريعة لتدارك الأمر. 


ردّة فعل بن بريك 
وفي أول ردّة فعل تجاه تدهور الوضع الأمني في وادي حضرموت، دعا محافظة حضرموت، اللواء أحمد بن بريك، السلطة المحلّية في الوادي، وقيادة المنطقة العسكرية الأولى في سيئون، إلى تحمّل مسؤوليّاتها نحو الأحداث، والعمل على إيجاد معالجات فورية تحدّ من التدهور الأمني المريع في مديريّات الوادي والصحراء. وفي حديث متلفز بثّته قناة "حضرموت" أواخر رمضان، قال بن بريك إن "على هذه القيادات أن ترحل إن كانت عاجزة عن إدارة الأمن واستقراره بمناطقها". 


رسالة، وإن لم تتضمّن أسماء بعينها، إلّا أنّها قُرئت على أنّها تلميح واضح إلى الجنرال عبد الرحمن الحليلي، قائد المنطقة العسكرية الأولى، الذي يتّخذ موقفاً موارباً من الحرب، ومن الأحداث الجارية في المحافظة.


ضبط سجناء
وفي سياق متّصل، تمكّنت الأجهزة الأمنية والعسكرية في مديريّات وادي حضرموت والصحراء، الجمعة، من إلقاء القبض على السجين الفارّ، مشهور بالطيف، من بين خمسة سجناء تمكّنوا من الفرار من السجن المركزي في مدينة سيئون، مؤخّراً، في عملية تدور حولها الكثير من علامات الإستفهام. وإذ أشاد محافظ حضرموت بدور الأجهزة الأمنية والإستخبارات العسكرية في المنطقة الأولى في تنفيذ التوجيهات الخاصّة بملاحقة ومتابعة الهاربين وإعادتهم إلى السجن، شدّد، في الوقت ذاته، على ضرورة الكشف عن الجهة المتورّطة في تقديم التسهيلات للسجناء، لافتاً إلى اتّخاذ الإجراءات الرادعة لكلّ من يثبت تورطه في مثل تلك العمليّات، التي تستهدف الأمن والإستقرار في حضرموت.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً