الخميس 28 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
سأشتري لابنتي - عبدالعظيم جازم الصلوي
الساعة 12:46 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 


كان وجهه  يدل عليه، إنه متعب من قطع الطريق أعرف أنه من المناطق الصحراوية البعيدة،من أولئك الناس الذين صعبت عليهم الخدمات من إنارة ...ومراكز صحية و من ...........نظرت إليه و أنا أخرج من السوق، كان هذا السوق ملتقى من يأتي من تلك المناطق والناس الذين يعيشون في المدينة، كان هذا الرجل واقفاً على بوابة السوق يستوقف المارين ويسألهم .
أين تباع الملابس النسائية والعطورات ؟
منهم من يقف يرد عليه امشِ يميناً، لف يسارًا، لف يميناً، منهم من يقول : لا أعلم إبحث واسأل، تابع المسير، كان هذا الرجل أسمر البشرة،حافي القدمين، رث الثياب، يبدو من وجهة صورة ألم وتعب . اقتربت منه، كان لا يزال ينادي بصوت مرتفع .
أين السوق ....يا ناس ؟
فنظرت إليه ... زاد اقترابه مني استجاب .
قائلاً: سأشتري لابنتي ..يا أخي .. ملابس وأغراضاً ومتطلبات العرس .
فسألته كم عمرها ؟رد :عشر سنوات، قاطعته بقساوة :
ولكنها صغيرة ... لم تبلغ سن الزواج وحرام أن تزوج هذه الطفلة في مثل هذه السن ... يا رجل ... أليس لك عقل تفكر به ؟
 زاد وجهة سواداً وخجلاً وتحدث قائلاً :
بلي ... غيرها ثمانى أخوات وأربعة إخوه لا أستطيع كفلهم وتحمل أعبائهم . ألا ترى زوجها .. أفضل من أن نسأل الناس ؟
فقلت : نعم ...أرى في مثل هذا الحال 
زواجها أفضل، لكن ....ماذا ؟
لما لا تعمل حتى تكفلها وتتحمل أعباءها ؟
أنت من تلك المناطق التي تشتهر في تربية الإبل ؟ 
تربية الإبل ؟
أجل 
وتظن أنني كنت نائماً . 
هذا ما أتوقعه  ثم تذكرت الوباء الذي أصاب الإبل في تلك المنطقة . أنت جامد لا تتفاعل معي...لماذا ؟
كنت أرعى الإبل منذ بداية السنة .
أين الإبل التي كنت ترعاها إذن ؟
فنظر اليَّ، كمن سمع هذا النبأ لأول مرة، ثم انصرف .
حقاً   .....حقاً ...
الإبل أصابها الوباء وماتت ؟
ثم قال :
والله ... 
لم أتوقعَّ، لكنني أقسم على أنني سأبحث عن عمل آخر، مضى يلتفت وراءه، ذهب إلى جانبها يقول : ابنتي صغيرة 
يجب أن أعمل 
بقيت على باب السوق بمفردي أفكر 
في الوباء الذي أصاب الإبل 

 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص