الاربعاء 27 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
القبيطة... حصار غير معلن
الساعة 20:21 (الرأي برس - عربي )


في شهر مارس من العام الماضي، فتح مسلّحو "أنصار الله" والقوّات المتحالفة معهم جبهات ميدانية جديدة في الأطراف الشمالية لمحافظة لحج الجنوبية، في وقت كانت تشهد فيه مدينة عدن معارك ضارية في أكثر من جبهة ميدانية.


بعد ذلك التاريخ بأشهر قليلة، تمكّنت القوّات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، مسنودة بقوّات "التحالف العربي"، من إخراج "أنصار الله" والقوّات المتحالفة معها من محافظة عدن ومحافظة لحج المجاورة، وصولاً إلى كرش، وذلك عقب حرب استمرّت لأشهر، وأودت بحياة أكثر من 1000 مواطن، فيما أصابت قرابة 10 آلاف آخرين، وفقاً للتقارير الطبّية والحقوقية.


شعرت القوّات المهاجمة، حينها، بفقدان جزء كبير من رقعة جغرافية فرضت سيطرتها عليها بقوّة السلاح، فراحت تفتح جبهات جديدة في مناطق استراتيجية، تربط محافظتي عدن ولحج بتعز شمالاً.


كرش
خاضت القوّات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، مؤخّراً، مواجهات هي الأعنف في عزلة كرش، التابعة إداريّاً لمديرية القبيطة، والواقعة على الطريق الرئيسي الذي يربط محافظة لحج بمحافظة تعز. وتمكّنت هذه القوّات من إبعاد "أنصار الله" والقوّات المتحالفة معها إلى الشريجة القريبة من الراهدة، جنوب محافظة تعز، إلّا أن خطر الحرب لا يزال قائماً، فيما يتواصل استهداف المناطق والقرى بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسّطة.


ويقول سكّان محلّيّون، من أبناء كرش، إن الحرب والمواجهات في مناطقهم أجبرتهم على النزوح إلى مناطق ومدن بعيدة عن الصراع.


توسّع المواجهات
في منتصف نوفمبر من العام الجاري، بدأت أوزار المواجهات تقترب من بقية عزل ومناطق القبيطة، ووجدت "المقاومة" الموالية للرئيس هادي نفسها في وضعية دفاعية عن المواقع والجبال الإستراتيجية في المديرية، والمطلّة على قاعدة العند ومعسكر لبوزة.


شهدت، حينها، مناطق الهجر والمغنية والريد وثوجان معارك كرّ وفر بين الطرفين، لتتحوّل بعدها إلى مواجهات شرسة، استمرّت حتّى مطلع يونيو من العام الحالي.


ودفعت "أنصار الله" والقوّات المتحالفة معها، في تلك المعارك، بتعزيزات عسكرية كبيرة مزوّدة بمختلف أنواع الأسلحة إلى مناطق ظمران والكعبين، لتسيطر، بعد ذلك، على جبل جالس الإستراتيجي، إثر مواجهات استمرّت لأيّام، وخلّفت عشرات القتلى والجرحى من الطرفين. أدّت الحرب الدائرة في مناطق عدّة بالقبيطة إلى نزوح آلاف الأسر


وأثارت سيطرة "أنصار الله" على جبل جالس العديد من ردود الفعل، كون الموقع الإستراتيجي للجبل يهدّد قاعدة العند العسكرية والمحافظات الجنوبية الخاضعة لسيطرة القوّات الحكومية. وذهب بعض المحلّلين إلى أن السيطرة على الجبل تكمل فرض الخناق على مدينة تعز.


إتّهامات لمشائخ 
يُتّهم مشائخ وقيادات تابعة لحزب "المؤتمر الشعبي العام" بتسهيل دخول "أنصار الله" إلى مناطق القبيطة، التي أصبحت تعيش حالة حصار غير معلنة.


ولجأ مسلّحو الجماعة، في الفترة القليلة الماضية، بعد سيطرتهم على مناطق واسعة من المديرية، إلى تفجير منازل قيادات في "المقاومة"، وزرع الألغام الأرضية.


ويدّعي أفراد في "المقاومة الشعبية"، لـ"العربي"، أن أسماءهم موزّعة على نقاط التفتيش التابعة لـ"أنصار الله" في المديرية، وأنّهم لا يستطيعون التنقّل بين مناطقهم.


معاناة مستمرّة 
أدّت الحرب الدائرة في مناطق عدّة بالقبيطة إلى نزوح آلاف الأسر، باتّجاه مخيّمات ومناطق ومدن أكثر أمناً.


ويفيد مدير عام المديرية، عماد غانم، في حديث إلى "العربي"، بأن عدد النازحين من عزل القبيطة بلغ قرابة ثلاثة آلاف نازح، توزّعوا بين عدن وأبين والعند والراهدة وعقّان والربوع حدابه ومناطق بعيدة من المواجهات في المديرية. 


ويؤكّد غانم أن "الوضع الانساني في كلّ عزل القبيطة الأربع (كرش واليوسفيين والهجر والقبيطة) غاية في السوء، في ظلّ انعدام وغياب المساعدات الإنسانية".


ويشير إلى أن "بعض الأسر، التي نزحت من منازلها إلى منازل أخرى، فُرض عليها دفع مبالغ مالية معيّنة مقابل إيجارات، إلّا أنّها غادرت تلك المنازل المؤقّتة وذهبت للجبال".


وبالنسبة للمساعدات التي تقدّمها جمعيّات خيرية، يلفت غانم إلى أن "ثمّة أحزاباً سياسية تصل إليها تلك المساعدات، وتوزّعها على نازحين موالين لها". 


ويتحدث سكّان محلّيّون، إلى "العربي"، عن وصول الوضع الإنساني إلى مستوى مزر في ظلّ انعدام الغذاء والماء والمأوى المناسب للنازحين. ففي منطقة الربوع حدابه بعزلة اليوسفيين، على سبيل المثال، لجأت 15 أسرة نازحة إلى ستّة فصول دراسية في إحدى المدارس بالمنطقة، هرباً من المعارك.


معركة مرتقبة
في 28 يونيو الماضي، وصلت أوّل دفعة تعزيزات عسكرية من القوّات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، والمتمركزة في قاعدة العند إلى مديرية القبيطة. خطوة تنبئ بأن المديرية قد تكون مقبلة على جولة أشدّ من المواجهات، في محاولة من قوّات الرئيس لاستعادة المواقع التي خسرتها لصالح "أنصار الله" والقوّات المتحالفة معها.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص