الاربعاء 27 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
عزلة الأمرور المنسية... قتل بالمجّان ويأس من نهاية
الساعة 19:26 (الرأي برس - عربي )


في عزلة الأمرور، إحدى عزل مديرية الشاهل في محافظة حجّة، تدور حرب طاحنة بين قبيلتي بني مطهر وبني بدر من جهة، وبين قبيلة آل القاعدي من جهة أخرى، على خلفية نزاع على أرض تقطنها عشرات الأسر من قبيلة القاعدي، في قرية المزعالة. بدأت أحداث هذه المعركة الدموية منذ عام 2013، وما زالت قائمة حتّى اليوم، وراح ضحيّتها عشرات الأشخاص من الطرفين، في ظلّ عجز واضح للأجهزة الأمنية والقضائية عن البتّ في القضية.


عيد الموت 
المواطن محمّد يحيى القاعدي، أحد القاطنين في قرية القاعدة بعزلة الأمرور، لم يمض على زواجه عام حتّى جاءته رصاصة من معدّل 12 سبعة. يقول أقرباؤه إن مسلّحي قبيلة بدر أطلقوها عليه بينما كان يؤدّي صلاة العصر في جامع الرحمة في القرية، فسقط مضرّجاً بدمائه في حرم الجامع.


شخص آخر من قبيلة القاعدي قتل في خامس أيّام عيد الفطر، فيما قتل شخص ثان من قبيلة بني بدر وجرح آخر جرّاء مواجهات مسلّحة بين الطرفين، ليتحوّل العيد إلى عيد للموت، ولتغلق الفرحة جميع أبوابها أمام عزلة الأمرور.


50 قتيلاً وعشرات الجرحى 
تؤكّد الإحصائيّات، التي حصل عليها "العربي"، أن 50 شخصاً، من الطرفين، لقوا حتفهم، جرّاء المواجهات المسلّحة المستمرّة منذ أربعة أعوام. وكان النزاع بدأ، عام 2013، على أرضية، بين أشخاص من هذه القبائل، ثمّ تطوّر إلى حرب بين قبائل وجماعات، وضع خلالها المتحاربون متاريس على حدود المديرية وبعض الجبال وفي الطرقات، لتبدأ أعمال التقطّع والقتل على الهوية.
مصادر محلّية أوضحت، لـ"العربي"، أن قبيلتي مطهر وبني بدر تدّعيان ملكيّتهما لهذه الأراضي، بينما يؤكّد أهالي آل القاعدة أن أسرهم تقطنها منذ مئات السنين. وتلفت المصادر إلى أنّه، في عهد الرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح، وقبل أن تبلغ القضية هذا المنحى الخطير، وصلت إلى القضاء والمحاكم، وقضت الأحكام بأن يبقى الثابت على ثبوته حتّى إصدار أحكام باتّة ونهائية، لكن اللجوء إلى السلاح والحرب كان الخيار الوحيد، طالما أن القضاء لم يبتّ في مثل هكذا حوادث، تساهم في تفكيك النسيج الإجتماعي، بحسب ما يراه أهالي المديرية. إحتدام المعارك خلال الأشهر الماضية دفع عشرات الأسر للنزوح من منازلها


لجنة وساطة "عاجزة"
عرفت القضية الكثير من الوساطات، والتي كان آخرها، قبل عام، حيث تكوّنت لجنة وساطة من "أنصار الله" ورئيس المجلس المحلّي، الشيخ فهد دهشوش، إلّا أنها لم تنجح، بل وصل الأمر إلى مواجهة بين الطرفين أثناء تواجد اللجنة. مواجهات أسفرت عن مقتل شخصين من آل القاعدي، لا زالت جثثهما في ثلّاجة الموتى بمستشفى الجمهوري في حجّة.


نزوح جماعي 
محمّد القاعدي، أحد القاطنين في منطقة القاعدة، أشار، لـ"العربي"، إلى أن احتدام المعارك خلال الأشهر الماضية دفع عشرات الأسر للنزوح من منازلها، ليس فقط من القرية المستهدفة، بل ومن قرى أخرى في عزلة الأمرور، التي يقطنها الآلاف من المواطنين. كما أن عدم قدرة الأسر على توفير احتياجات الحياة الأساسية دفعها إلى النزوح.


واستخدم الطرفان في المواجهات الأسلحة المتوسّطة والـ"آربيجي" و"12 سبعة" وحتّى صواريخ "لو" والهاون، ما أدّى إلى دمار في المنازل والمباني، خاصّة تلك التي تمّ النزوح منها.


غياب الدولة
عدد من أهالي عائلة القاعدي اتّهموا، في تصريحات لـ"العربي"، قيادة المحافظة بـ"تجاهل هذه القضية، التي راح ضحيّتها العشرات، وأدّت إلى نزوح جماعي للأسر، وهي قائمة حتّى اليوم، وكأن شيئاً لم يحدث، ودونما أيّ تحرّك سواء من قيادة المحافظة أو السلطات القائمة". 


نريد القضاء 
ويرى أهالي قرية "المزعالة"، من جهتهم، في تصريحات لــ"العربي"، أنّه "إذا كان قبيلتا بني بدر ومطهّر يدّعون أن لهم ملكية بأرضنا، فعليهم أن يأخذوا حقّهم عبر القضاء والشرع والقانون، وليس اللجوء إلى القتل والترويع والحرب، التي حصدت 50 شخصاً وعشرات المعاقين، خلال 4 أعوام"، لافتين إلى أنّه "حتّى اليوم، لا زال القتل مستمرّاً دون أن تحرّك الدولة أو المحافظة أيّ ساكن، أو تتّخذ الإجراءت حيال هذه الحرب العبثية".

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص