السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
"الدولة الإسلامية" ينأى عن المعارك... إستعدادات لـ"لَبيَنة" اليمن؟
الساعة 19:47 (الرأي برس - عربي )

إغتال مسلّحون، يُعتقد انتماؤهم إلى تنظيم "الدولة الإسلامية" (فرع اليمن)، قبل أيّام، الشيخ "أبو هاجر العدني"، في بلدة يافع، التابعة لمحافظة لحج، جنوب البلاد.


حادثة الإغتيال هذه شقّت صفوف التنظيم الدولي، الذي يتزعّم فرعه في اليمن نشوان العدني أو "أبو سلمان"، وذلك كون القتيل عضواً في "الهيئة الشرعية العليا" لـ"الدولة"، ومن المقرّبين لأمير التنظيم، أبي بكر البغدادي. وقد قاد "أبو هاجر"، عقب عودته إلى اليمن، حركة "المعتزلين" المنشقّة عن التنظيم، بحجّة فساد وسوء إدارة ومآخذ أخرى، يقول "المعتزلون" إنّهم وجدوها في قيادة فرع اليمن، ورفعوا بها شكوى إلى قيادة "الدولة" في العراق، مطالبين إيّاها بعزل أمير التنظيم في اليمن، ونائبه "أبو بلال الحربي".


"إلزموا الطاعة"
تقول مصادر في التنظيم، لـ"العربي"، إن ردّ البغدادي على المعتزلين، الذين تجاوز عددهم الـ200، جاء مخيّباً لآمالهم، إذ إنّه طالبهم بـ"لزوم السمع والطاعة لوليّ الأمر، بمقتضى البيعة التي في أعناقهم".
وعلى الرغم من الردّ القاسي من قيادة "الدولة الإسلامية" على قائد المعتزلين، "أبو هاجر العدني"، ومن تبعه من عناصر التنظيم في اليمن، إلّا أن الأخيرين ما فتئوا يردّدون أنّهم على بيعتهم لـ"أمير المؤمنين"، ولن يبدّلوا أو يخلعوا بيعته أبداً، لكن تحفّظهم على قيادة فرع اليمن لا زال قائماً، واعتزالهم العمل الميداني مستمرّ أيضاً.


اعتزال اعتبره الفرع تحريضاً بينّاً، وشقّاً للصفّ، وخروجاً عن الطاعة، يصل حدّ التآمر مع "القاعدة"، ويهدف إلى تقويض التنظيم، وهو ما يجب حسمه في الحال.


كما اتّهمت قيادة فرع "الدولة" في اليمن المنشقّين بتشكيل مجلس عسكري في بلدة الزاهر، بالتعاون مع عناصر "القاعدة" في ولاية البيضاء. ودلّلت على ذلك باعترافات قالت إن الهمداني، وهو أحد قيادات المعتزلين، أدلى بها في محضر تحقيق، وهو ما عدّه الفرع "شقّاً للجماعة، يوجب تنفيذ حكم النبي، صلى الله عليه وسلّم، في من شقّ عصا المسلمين، وحدّه السيف".


تهدئة
عقب مقتل الشيخ "أبو هاجر العدني"، زعيم المنشقّين عن "الدولة " في بلدة يافع، حاول التنظيم لملمة الأمر، وتهدئة الأوضاع، ونشر بياناً حول الحادثة قال فيه: "إن الدولة الإسلامية -أعزّها الله- تتبرّأ من هذا الفعل جملة وتفصيلاً"، وإن "القيادة العامّة والقيادة في اليمن لم تأمر بقتله أو بقتل أحد منهم أبداً ممّن ادّعوا أنّهم منعزلون، وفي عنقهم بيعة عظمى وليس بيعة قتال وجهاد". يعتقد قادة "الدولة" أن إعداد العدة وتكديس الأسلحة وتدريب الأعضاء أولوية الآن


وأشار إلى أن "ما عمله عكرمة العدني، وهو جنديّ وليس أمنيّاً كما يدّعي البعض، خطأ نستنكره بشدّة وسيعاقب عليه"، موضحاً أن "الدولة -أعزّها الله- إذا رأت أنّهم يستحقّون عقوبة القتل لقُتِلوا منذ فترة، ونحن نعرف أماكن تواجدهم وأين يسكنون مع عوائلهم، ونرصد تحرّكاتهم، ونعلم أين يعالجون جرحاهم، وأكثر من هذا عندنا، لكن هذا ليس من منهجنا ودعوتنا وطريقتنا". 


ولفت التنظيم إلى "أنّنا نتعرّض، منذ زمن طويل، لتشويه وتضليل وتحريف، وهذا ليس غريباً... فما من نبيّ إلّا وعُودي عداوة بجميع أشكالها، وما من نبي إلّا وحّذر أمّته الدجّال، مع أنّه يخرج في آخر الزمان، لأن جنس فتنة الدجّال موجودة في كلّ زمان ومكان، وما أكثر الدجاجلة، اليوم، على الدولة الإسلامية، أعزّها الله ونصرها".


وأضاف أن "الواجب على كلّ مناصر ومحبّ للدولة أن يتّقي الله في نفسه، وألّا يكون مطية لنشر الأكاذيب والإفتراءات على الدولة الإسلامية، والنبي، صلّى الله عليه وسلّم، يقول: (حسب امرئ من الشر أن يحدّث بكلّ ما سمع)، وكما قال القائل وما آفة الأخبار إلّا رواتها".


وبيّن أن "بعضهم، بمجرّد أن قُتل أبو هاجر العدني -رحمه الله- بدون أن يعرف تفاصيل المسألة، يقول هؤلاء خوارج، وهذا من التسرّع والجهل، إذ إن المسلم إذا قتل أخاه المسلم هل يسمّى خارجيّاً؟"، متابعاً أن "للخوارج علامات ودلالات تدلّ عليهم، ولهم اجتهادات كثيرة متشعّبة، و أصول أجمع عليها الخوارج لا مقام هنا لتفصيلها".


"لبينة"
يسعى تنظيم "الدولة الإسلامية" إلى تطبيق النموذج الليبي في اليمن -لاحقاً- ويحاول، بقدر المستطاع، النأي بنفسه عن خوض غمار المعارك في الجبهات المشتعلة، باعتبار أن لديهم تجارب مشابهة في العراق وسوريا، يطلقون عليها "التحذير من التحالف مع الصحوات"، في إشارة إلى الحراك الجنوبي .


وعابت قيادات "الدولة" كثيراً على تنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" مشاركته في الحرب الأخيرة إلى جانب التحالف والحراك الجنوبي ضدّ "أنصار الله"، معتبرة أن تجربة التنظيم في حكم مدينتي المكلّا وزنجبار في أبين، ومشاركة الحراك الجنوبي، لاحقاً، في تصفية مدينة المنصورة بعدن من سيطرة عناصره، مثال حيّ للمآل الذي حذّرت قيادات "الدولة" "القاعدة" منه مراراً.


ويعتقد قادة "الدولة" أن إعداد العدة وتكديس الأسلحة وتدريب الأعضاء أولوية الآن، إذ إنّه لا مجال للسيطرة على الأرض، خاصّة في المحافظات الجنوبية. كما يرون أن انشغال التحالف وجميع الفرقاء في اليمن بالحرب فرصة لا تعوّض لتقوية الفرع وتنظيم صفوفه، ويرفضون بشدّة الإنخراط في أيّ عمليّات عسكرية، باستثناء تنفيذ عمليّات اغتيال خاطفة بحقّ قيادات فاعلة في الحراك الجنوبي، وخاصّة تلك القيادات العسكرية البارزة التي يمكن أن تشكّل حجر عثرة مستقبلاً، إذا ما حان الوقت للتنظيم ليعلن قيام "الدولة الإسلامية" في اليمن، وفرض ذلك عسكريّاً، بعد أن يكون الجميع قد أُنهك تماماً في اقتتال داخلي، مرّ على اندلا

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً