السبت 23 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
في الحديدة اليمنية.. مآذن حزينة تفتقد أئمتها!
الساعة 22:12 (الرأي برس - يمن مونيتور )


لم تسلم أي من شرائح المجتمع اليمني من بطش مليشيات "الحوثي وصالح " منذ سيطرتها على الدولة اليمنية؛ ففي محافظة الحديدة غربي البلاد وكحال كل المحافظات اليمنية كان ل " رجال الدين " نصيب وافر من بطش الحوثيين فاعتقل العشرات من علماء الحديدة وأئمتها بينما غادر آخرون البلد فرارا بدينهم ومعتقداتهم.


مساجد "الرحمن / القدس/الرحبي/الكويت/عثمان/الفاروق/ وغيرها من مساجد المدينة التي كانت شعلة من النشاط القرآني والدعوي، أطفئ الحوثيون نورها ولاحقوا أئمتها وخطبائها وحتى القائمين عليها من مؤذنين وحرس.


ومثل الشيخ "عبد الملك سالم الحطامين" إمام وخطيب جامع " عثمان" أحد أبرز خطباء المدينة الذين كانوا يصدحون بالحق في وجه انظمة الحكم المتعاقبة منذ حكم صالح؛ فناله العقاب الأوفر باعتقاله منذ أكثر من عام وحتى اليوم، وتم نقله لسجن الأمن السياسي بصنعاء ومن ثم احالة قضيته مؤخرا الى النيابة العامة برفقة الصحفيين العشرة.


الشيخ " محمد سعد الحطامي" إمام وخطيب جامع فاطمة الزهراء والشيخ " محمد عبده ناشر" إمام وخطيب جامع علي وآخرين كثر لا يتسع المقام لذكرهم؛ كلهم خطباء طالتهم يد البطش الحوثي بخلفيات طائفية وسياسية؛ وغادرو البلد برفقة أخرين عقب الافراج عنهم.


وفضل اخرون كالشيخ العالم محمد علي عجلان والشيخ حسن مقبول الأهدل والشيخ اسماعيل عبد الباري مغادرة البلد منذ وقت مبكر فرار من بطش المليشيا وعنجهيتها؛ ومع ان الكثير من هؤلاء العلماء ينتمون الى أسر هاشمية " آل البيت " الذي يدعي الحوثيون انهم في مهمة الدفاع عنهم، فتعرضت منازل هؤلاء العلماء للاقتحام أكثر من مرة وتم اختطاف عدد من ابنائهم في مسار بربري يعكس حجم الحقد على رجال الدين وينافي الشعارات التي دغدغ الحوثيون بها مشاعر اليمنيين.


ويقول الشيخ أحمد الأهدل وهو أحد خطباء الحديدة الذين لاحقتهم مليشيا "الحوثي وصالح"؛ ان ممارسات الحوثيين لها خلفيات أيدلوجية وطائفية بهدف تغيير الأفكار والمعتقدات والهوية الدينية للمجتمع التهامي ذات العمق الشافعي السني.


ويضيف "الأهدل في حديث خاص ل "يمن مونيتور " ان الأوضاع التي يواجهونها في المعتقلات او المنفى او مخفيين داخل البلد سيئة للغاية؛ ويؤكد ان رفضهم لتعميم الحوثيين خطب جاهزة تمجد مناسبات شيعية ايرانية او تعمم افكار سياسية؛ هو الدافع الرئيس الذي قاد الحوثيين الى البطش بالخطباء والأئمة؛ ويشير الى ان ممارساتهم لم تزد المجتمع اليمني بشكل عام والتهامي على وجه الخصوص الا تمسكا واحتراما لخطبائه وأئمته.


لقد كشفت ممارسات الحوثيين واستهدافهم لأبرز أئمة وخطباء الحديدة ذات العمق " الشافعي "، كشفت عن أهداف أيدلوجية وطائفية تسعى حركة الحوثيين الى تنفيذها بتوجيهات " ايرانية ودولية "بحته.
ولم تستطع حركة الحوثيين اخفاء نواياها الجادة في طمس الهوية اليمنية ومعتقدات اليمنيين الدينية، وعلى الطريقة الايرانية العراقية أطلق الحوثيون صفة "داعشي " على كل من يعارضهم سياسيا او يختلف مع أفكارهم ومعتقداتهم الدينية.


ويرى الكاتب والباحث اليمني "ثابت الأحمدي" في حديث خاص ل "يمن مونيتور " أن دوافع الحوثيين للبطش برجال الدين هو جزء من دوافعهم العامة للبطش بكل شيء أمامهم، كما هو الشأن لدى كل العصابات والمليشيات المسلحة في كل زمان، ويضيف هذه عصابة قروية موغلة في الهمجية تسعى للسيطرة والبطش كما يسعى البدو الرحل للسيطرة على الماء والكلأ تماما؛ لأن الأوطان بالنسبة لها كلأ مباح، وهي لا ترتزق إلا من حد السيف أو فواهة البندقية.


ويشير "الأحمدي" الى أن المساجد هي جزء مما في هذه البلاد باعتبارها مؤسسة دينية رائدة، وكلمتها نافذة ومسموعة أكثر من غيرها، وهم يريدون إضفاء الشرعية والمشروعية على أعمالهم القبيحة من خلال المساجد خطابة ووعظا وفتاوى كون الخطاب الديني مؤثر بصورة استثنائية في الناس.
ولجأ الحوثيون في كثير من الأحيان الى فرض خطباء تابعين لهم لا يمتلكون اي خلفية فقهية وعلمية، كما انهم لا يجيدون حتى الخطابة بلغة عربية فصحى؛ ومرر الحوثيون عبر هؤلاء عددا من الخطب الجاهزة التي دعت الى دعم الحوثيين بالمجهود الحربي او الاحتفاء بمناسبات دينية تحييها الجماعة.
ووظفت الخطب في كثير من الأحيان بشكل سياسي لمهاجمة الحكومة الشرعية والمملكة العربية السعودية، ووصل ببعض الخطب الى حد التكفير لكل من عارض الحوثيين وقاومهم ومن على منابر المساجد الأبرز في المدينة.


لم تلق ممارسات الحوثيين تلك أي حاضنة اجتماعي في مدينة حضرية يملها العلم والعلماء كالحديدة، وعبر السكان عن استيائهم فاعتزلوا المساجد التي غيب الحوثيون أئمتها وبدت تلك المساجد خاوية من الناس وحزينة تفتقد أئمتها.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص