السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
عيد ما بين المقابر... حتّى "العافية" غُيّبت؟
الساعة 20:12

غيّبت الحرب وتداعياتها مظاهر الفرح والإحتفال بعيد الفطر في اليمن. عيون الكبار والصغار وتعبيرات وجوههم تجيب على أسئلة استفتاء صامت.

عيد ممزوج بالمآتم ومجالس العزاء واستقبال للتوابيت المحمّلة بجثامين القتلى في جبهات الصراع، والتي لم تهدأ، خلال العيد، في أكثر من محافظة. حرب وحصار وفقر ونزوح انتزعت البسمة من شفاه الكثيرين، ولم يحلّ العيد عند البعض حتى بـ"العافية". تقليب للمواجع وتجديد للأحزان وتذكّر لأبناء وأشقّاء وأهل وأقارب وأصدقاء ابتلعتهم الحرب، لتتسلّل في زحمة الحزن تهاني خجولة بالعيد.


حفلة دم
في أوّل أيّام عيد الفطر، قُتل 7 أطفال في قصف مدفعي على مدينة مأرب، في وقت استقبل فيه سكّان مدينة عدن العيد بمعركة دارت رحاها في معسكر الصولبان بخورمكسر، والذي تعرّض لهجوم من قبل مسلّحين، سقط جرّاءه العديد من القتلى والجرحى. ومع غروب شمس أوّل أيّام العيد، سُجّلت أكثر من 20 غارة شنّها طيران التحالف الذي تقوده السعودية، وتوزّعت على صعدة وتعز والجوف ومديرية نهم بمحافظة صنعاء.


نتظاهر بالفرح
الصحافي وضّاح قطيش يقول  : اتّصلت أعايد على أمي في تعز، فما سمعت إلّا أصوات المدافع والقذائف من سمّاعة الهاتف. فصرخت اللهم إنّي أستودعك أمي وإخواني وجيراني 
وجميع الأهل والأصدقاء في تعز".


من جهته، يعبّر الناشط نبيل الوادعي عن مشاعره في العيد بالقول: "نهنّئ بعضنا بالعيد... نتبادل القبلات... نتظاهر بالفرح... ونتبادل هدايا الموت صواريخ وقنابل حديثة. عيد حلّ، لكنّه أكثر حزناً ومرارة وبؤساً. نحتفل جميعاً بموت آخر قادم أكثر جنوناً وهمجية وتوحّشاً". 


ويعلّق الناشط أوراس الإرياني، بدوره، ساخراً، أن "أكبر خرطة أن العيد عيد العافية... مقولة يزيدوا بها على الطفارة". خابت آمال اليمنيّين في توصّل أطراف الصراع إلى حلّ يضع حدّاً لمأساتهم


الغذاء قبل الكساء 
خابت آمال اليمنيّين في توصّل أطراف الصراع إلى حلّ يضع حدّاً لمأساتهم، ليحلّ العيد في ظلّ تفاقم الأزمة الإقتصادية، وتغيب الفرحة، وتصمت الأغاني العيدية، وتصدح زوامل الحرب. وصار سماع رائعة الفنّان الراحل، علي إبن علي الأنسي، "آنستنا ياعيد"، بذخاً متكلّفاً، في الوقت الذي تقول فيه الأمم المتّحدة إن 22 مليوناً من اليمنيّين، البالغ عددهم 26 مليون نسمة، يحتاجون مساعدات إنسانية، وإن مليوني طفل يعانون من سوء التغذية. 


تاجر المكسّرات في مدينة عمران، عبدالله المضلعي، يشكو ضعف القدرة الشرائية لدى المواطنين، ويشير، في حديث ، إلى أن "الحرب أنكهت الجميع، فنحن نتكبّد خسائر شهريّاً، والمستهلك صار همّه الأوّل توفير القوت الضروري له ولأسرته". 


في المقابل، يعبّر المواطن حمود النجّار، من سكّان مدينة عمران، عن معاناته بالقول: "ما اشتريت ولا قطعة ملابس لي ولا لأولادي". يصمت برهة ويكمل: "الحال عند الله، ولو تستمرّ الحرب والأزمة، فإن الكثير سيخرجون يتسوّلون في الشوارع".


المقابر بدلاً عن الحدائق 
إلى ما قبل عام، كانت الحدائق لا تزال تمثّل متنفّساً للكثير من اليمنيّين، خصوصاً في المدن الرئيسية خلال أيّام العيد. واليوم، صارت المقابر، التي تمدّدت كثيراً في الأرياف، مقصداً للأيتام والأرامل، ومن فقدوا أقرباءهم وأحبابهم بسبب الحرب، حيث تتجدّد الأحزان والنياحة. ففي حيّ المطار بصنعاء، تمتدّ "مقبرة الشهداء" على مساحة شاسعة، رغم أن تاريخها لا يتجاوز العام. وفي شرق مدينة مأرب، مقبرة مماثلة يقول عنها يحي سعد، المقاتل في صفّ "الشرعية"، إنّها "تضمّ جثامين أكثر من 3000 آلاف شهيد سقطوا، خلال عام، في قتالهم ضدّ الحوثيّين". أمّا في محافظتي صعدة وعمران، فلا تخلو مديرية من مقبرة لـ"الشهداء"، ولا يزال مهرجان الموت صاخباً. فـ"المقاومة" تؤكّد على استمرار القتال، و"أنصار الله" احتفت بالعيد على طريقتها، وحملت فعّاليّتها العيدية يافطة "عيدنا جبهاتنا"، لتجوب أطقم مقاتليها الطرقات صادحة بزامل: 
عيدنا عيدين والعيد الأكبر 
يوم نأكل في الرياض الجعالة

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً