السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
لا عيد للمقاتلين... وهاشم الأحمر يتوعّد أزال
الساعة 01:27

خيبة أمل تسود الشارع اليمني بعد تعليق مشاورات الكويت وانتهاء مارثون الـ 70 يوماً، دون نتيجة تذكر لتخفيف مأساة اليمنيّين الذين تنتابهم المخاوف مع كثافة غارات طيران "التحالف" الذي تقوده السعودية، واستمرار التحشيد بالعتاد والمقاتلين إلى الجبهات المستعرة في أكثر من محافظة. المؤشّرات الميدانية تؤكّد استغلال الأطراف كافّة لهدنة الـ 15 يوماً، التي أعلن المبعوث الأممي توقيع ممثّليهم في الكويت عليها لكسب نقاط على الأرض، بما يعزّز موقف كلّ طرف في جولة المشاورات الثانية في الكويت، والتي قد تكون فرصة السلام الأخيرة.


نهم... المعركة الفاصلة،
المعارك على أشدّها في الجوف وهيلان وصرواح في مأرب وتعز، لكن تظلّ جبهة نهم في محافظة صنعاء هي الفيصل لطرفي الصراع. "أنصار الله" والقوّات المتحالفة معها تدرك أن أي خسارة لها في جبال نهم (40 كلم شرق العاصمة صنعاء) تمثّل "كعب أخيل"، تصيبها في مقتل، ولتفادي ذلك، قال قيادي ميداني في "أنصار الله" في جبهة نهم، لـ"العربي"، إن أكثر من 30 قاذفة صواريخ "أورغان" وصلت إلى مواقع "الجيش واللجان الشعبية"، في جبال فرضة نهم ونقيل ابن غيلان، يبلغ مداها، بفاعلية، 90 كلم، كما تمّ تعزيز مقاتلي "أنصار الله " في جبال المجاوحة وبيت فرج وبران بـ 500 مقاتل من المتطوّعين والمناهضين لـ"العدوان السعودي"، بحسب تعبيره .


في المقابل، أدخلت قوّات "الشرعية" في جبهة نهم، ولأوّل مرّة، 20 دبابة، أشار مصدر ميداني، لـ"العربي"، إلى أنّها وصلت إلى جبال مسورة أسفل فرضة نهم، وأن جرافتين بدأتا في شقّ طرق جبلية لها، تمهيداً لصعودها.


دخول صنعاء
يرى الكاتب خالد الصمدي أن دخول صنعاء أمر صعب، لكنه ليس مستحيلاً، وإنما يتطلّب مواجهات قوية، نظراً لما تتمتّع به قوّات صالح من قوّة وتدريب، إضافة إلى مسلّحي الحوثيين، إلا إذا حدثت انسحابات داخلية، خصوصاً من ضبّاط وقيادات في الحرس الجمهوري، وتحوّل ولاء القبائل من "الإنقلاب" إلى "الشرعية "، لكن، وبحسب الصمدي، فإن الفارق لدى قوّات "الشرعية" هي الأسلحة الحديثة النوعية، وهذا سيكون لصالح تقدّم قوّاتهم والحسم، مشيراً إلى وجود ضغوط دولية لعدم دخول صنعاء، لكن التحرّكات الدبلوماسية الأخيرة يبدو أنها حصلت على الضوء الأخضر، خصوصاً بعد أن تعثّرت المفاوضات اليمنية في الكويت.

 
مصدر مقرّب من العميد هاشم الأحمر، الذي يقود اللواء 141 في جبهة نهم، كشف، لـ"العربي"، عن حضور هاشم اجتماعاً، الأسبوع الماضي، في مقرّ إقامة اللواء علي محسن الأحمر، في الرياض، ضمّ مشائخ قبليين وشخصيات عسكرية وسياسية، جميعها من محافظات شمال الشمال. وبحسب المصدر، خاطب العميد هاشم الأحمر المجتمعين بقوله "كل الأقاليم ستتحرّر، ونحن في إقليم أزال من سيدفع الثمن، فهادي ليس متحمّساً لتحرير بلادنا". ووفق المصدر، عقّب الشيخ عثمان مجلي بالقول "شكل الجماعة ناويين يخلونا هانا مثل بيت حميد الدين"، ليقاطعه محمد عيظة شبيبة، أحد مشائخ السلفية في صعدة، "قلت لكم من البداية لا تركنوا على المفاوضات ذيك الفرس وذيك الميدان". المصدر أضاف أن الجنرال علي محسن التزم الصمت، وأن هاشم الأحمر أبلغ الحاضرين بأن الشيخ حميد الأحمر طلب تنظيم المقاتلين في صفّ "الشرعية" من إقليم أزال في ألوية عسكرية مستقلّة، والتزم بتوفير الدعم المالي لها حتّى هزيمة الحوثي وصالح، كاشفاً عن زيارة قام بها أخيراً حميد الأحمر إلى قطر، وقال إن الدوحة وعدته بتقديم الدعم المالي له. "أنصار الله" تدرك أن أي خسارة لها في جبال نهم تمثّل "كعب أخيل" تصيبها في مقتل


تبادل الإتهامات
عضو اللجنة الثورية لـ"أنصار الله"، الشيخ صادق أبو شوارب، صرّح لـ"العربي" بالقول "إن الجيش واللجان الشعبية في كامل الجاهزية القتالية في كل الجبهات". وأضاف "قدّمنا تنازلات مجحفة في مشاورات الكويت، وأثبتنا حرصنا على حقن الدماء، لكن حلفاء الرياض مسلوبو القرار، ولا سند ولا حاضنة شعبية لهم في الداخل اليمني". وأشار أبو شوارب إلى إفراج "أنصار الله" عن مئات الأسرى، وقال إن عمليات تبادل الأسرى أثبتت أن وفد حلفاء الرياض في الخارج معزولون عن الوضع الميداني، وليس لهم أي ثقل، كما قال أبو شوارب إن حزب "الإصلاح" لا يريد سلاماً، ويسعى لتحقيق اختراق في جبهات القتال في الأيام الأخيرة، "ومع ذلك نحن لهم بالمرصاد".


في المقابل قال محمد جميح إن مفاوضات الكويت فشلت فشلاً ذريعاً، وإن المشاركين فيها لن يعودوا إلى طاولة الحوار ثانية. وكتب جميح، في صفحته على "فيسبوك"، "ستعود الحرب وسيتحمّل تبعاتها صالح والحوثي، أقولها بكل صراحة، لأنهما لم يلتزما بالقرار الدولي الذي أعلنا أنهما ملتزمان به". 


هجوم شرس ودفاع مستميت
ويستمرّ التحشيد المتضادّ، على الرغم من اتفاق أطراف المشاورات اليمنية في الكويت على نقل لجنة التهدئة إلى ظهران الجنوب في السعودية، حيث وصل عصر الجمعة إلى منطقة الحوبان، في محافظة تعز، 40 طقماً، تقلّ عشرات المسلّحين، قادمة من العاصمة صنعاء، وفق ما أفاد به شهود عيان. في وقت لا يزال مقاتلو "أنصار الله" يفرضون حصاراً على معسكر اللواء 35 غرب مدينة تعز، فيما تستميت القوّات الموالية للرئيس هادي، مع مقاتلي "المقاومة الشعبية"، في الدفاع عنه والحيلولة دون سقوطه، مسنودين بطيران التحالف، الذي لا يزال يحلّق بكثافة في سماء المنطقة. الصحافي وجدي السالمي قال، لـ"العربي"، إن سقوط معسكر اللواء 35 سيمهّد لسقوط كامل المدينة بأيدي "الحوثيين". هذا، وتتزامن المعارك غرب تعز مع محاولة مسلّحي "المقاومة الشعبية" استعادة جبل جالس في القبيطة، المطلّ على قاعدة العند.


العيد في جبهات القتال
ومع اقتراب إجازة عيد الفطر، صدر تعميم من مكتب زعيم جماعة "أنصار الله" برفع الجاهزية القتالية في الجبهات كافّة، وإلزام المقاتلين بالمرابطة في مواقعهم. في المقابل، شكا عدد من الجنود في معسكرات قوّات هادي في الجوف ومأرب، لـ"العربي"، تأخّر صرف مرتّباتهم لخمسة أشهر مضت، لافتين إلى وعود تلقّوها من قائدي المنطقتين العسكريتين، الثالثة والسادسة، بصرفها في جبهات القتال خلال إجازة العيد. وفي جبهة الطوال وميدي، يرابط أكثر من 2000 مقاتل في صفوف قوّات هادي، من محافظتي حجة وعمران، تسلّموا الأسبوع الفائت 1400 ريال سعودي لكلّ مقاتل. "العربي" التقى عدداً من أهاليهم، الذين شكوا من طول غيابهم وعدم تمكّنهم من العودة إلى مناطقهم الخاضعة لسيطرة "أنصار الله".

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً